يمضي المؤمن حياته على هذه الأرض وهو يعمل من أجل يوم يلقى به وجهه ربه وهو راضٍ عنه، فمن رضي عنه الله يوم الحساب كان ذو حظ عظيم، فهو يفوز بجنة ليس بمقدور عقل البشر إدراك أو تخيل جمالها وعظمتها.
أخبرنا الرسول الكريم أنه عليه أفضل الصلاة والسلام هو أول من تطأ قدمه الجنة حين قال:
(آتي باب الجنّة يوم القيامة فيفتح، فيقول الخازن من أنت ؟ فأقول: محمّد، فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحدٍ قبلك )
وفي الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد وفيه (أنا سيد بني آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل من يدخل الجنّة يوم القيامة ولا فخر )
فقد كانت الأحاديث صريحةٌ واضحةٌ، قاطعة بأن الرسول عليه الصلاة والسلام هو من فضَّله الله على سائر خلقه وهو أول من يدخل الجنة .
أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن الفقراء من الناس هم أول من يدخلون الجنة وذلك رأفةً بما عانوه في الحياة الدنيا وما حل بهم من شقاء ومرار العيش، بعكس الأغنياء من المؤمنون الذين قضوا حياة متنعمة ومريحة، الفقراء يسبقون الأغنياء بمقدار نصف يوم ، وهو ما يعادل خمسمائة سنة عند الله، يدخلها ووجهه كالقمر في ليلة بدر يشع منه نور الخير و الايمان الصادق جزاء لما ذاقه من حرمان وبؤس ، ضيق وشقاء، فعن الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ فُقَرَاءَ المُهَاجِرِينَ يَسْبِقُونَ الأَغْنِيَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَى الجَنَّةِ، بِأَرْبَعِينَ خَرِيفَاً». رواه الترمذي.
أخبرنا أهل العلم أن آخر من يدخل الجنة هم ثلاثة:
1: من يجتازون الصراط المستقيم بسلام ولم يقعوا بالنار، فمن المؤمنون من يمر أسرع من غيره كلمح البصر ومنهم من يكون أبطىء، وهذا التفاوت بسبب الأعمال وقربها من الله عز وجل ، قال تعالى: (( والسابقون السابقون)).
2: أهل الأعراف: وهم من تساوت حسناتهم وسيئاتهم.
3: من يشفع لهم الرسول الكريم من أهل النار وهم من كان في قلوبهم إيمان ، العصاة الموحدين.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:" إني لأعرف آخر أهل النار خروجاً من النار: رجل يخرج منها زحفاً، فيقال له: انطلق فادخل الجنة، قال: فيذهب فيدخل الجنة، فيجد الناس قد أخذوا المنازل، فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنت فيه؟ فيقول: نعم، فيقال له: تمنَّ، فيتمنى فيقال له: لك الذي تمنيت، وعشرة أضعاف الدنيا، فيقول: أتسخر بي وأنت الملك؟)) رواه الترمذي