• - نجد كثيرمن الآباء يبحثون لأبنائهم عن أفضل المدارس وأفضل المدرسين كي ينشأ الطفل في بيئة تربوية مميزة ويكتسب أفضل تعليم ويتعلم الكثير من المهارات والفنون بجانب التعليم الأساسي ويكون لديه أفضل أصدقاء، لكن هذا كله يأتي في المرتبة الثانية، فدور الأهل هو المرتبة الأولى وهو المؤسس الأول في كل شخصية لأطفالهم؛ لأن الطفل أول محطة له قبل الروضة والمدرسة والمجتمع هي منزله الذي ينشأ ويعيش به
• - فهل يحرص الآباء قبل أن يبحثوا لأبنائهم عن مدارس متميزة وتعليم متميز أن يكونوا هم أشخاص ومربين إيجابيين ومميزين في حياة أطفالهم؟

1.يتواصل مع أطفاله بطريقة صحيحة:

• - المربي الناجح يخصص أوقات كبيرة من وقت فراغه للجلوس مع أطفاله ومشاركتهم اهتماماتهم والاستماع لمشاكلهم ومساعدتهم على حلها
• -  فهو لا يشعرهم أنه مشغول عنهم وأن العمل أهم منهم
• -  فمثلا يتصل بهم من مكان عمله للاطمئنان عليهم وعند عودته من العمل يسألهم عن مدرستهم وكيف كان يومهم وإذا ما أخذوا امتحانات يطمئن على علاماتهم
• - لا يلومهم بشكل جارح إذا قصروا في دراستهم بل يعلمهم كيف يتعلموا من أخطائهم ولا يكرروها مرة أخرى.

2. يضبط إنفعاله:

• -  ونركز هنا على الأب لأنه هو الشخص العامل في حياة الأسرة في مجتمعاتنا العربية، فهو يقضي معظم وقته خارج المنزل بعيد عن أطفاله فينشؤون نوعا ما بعيدين عن والدهم ولا يرونه إلا في نهاية اليوم قبل وقت نومهم أو في عطلة نهاية الأسبوع
• -  فيجب على الأب أن يحرص أن يضبط إنفعاله ولا يكون عصبي  إذا فعل أحد أبناؤه خطأ ولا يصرخ عليهم أو يضربهم أو يتأفف منهم إذا كانوا يلحون عليه بشيء ما فهو لا يريد أن ينشأ أسرة مفككة داخليا ولا تلجأ لأفرادها في أوقات المشاكل والمسرات.

3.يتخذ قرار:

• - يساعد المربي الناجح أبناءه على اتخاذ القرار المهم والمصيري في حياتهم،كتخصصهم الثانوي أو الجامعي ويشعرهم أنهم ذوي شأن كبير وأن أمورهم تهمه وأن وصولهم لقرار مهم في حياته هو أمر يشغل باله أكثر منهم.
• - وأيضا يكون قادرا على اتخاذ القرار المناسب له في الوقت المناسب لهم وله في التعامل معهم إذا طلبوا منه أمرا معينا ولا يؤجلهم ويتخبط في اتخاذ قراره مما يجعلهم لا يلجؤون له في المرات القادمة

4.يعبر عن مشاعره:

• - مع انشغال الوالدين في العمل خارج المنزل وانشغالهم في مناسباتهم الخاصة وقضاء أفراد الأسرة أغلب وقتهم على الإنترنت، أصبح التعبير عن مشاعر الحب والحنان والخوف على الأبناء إذا مرضوا ومشاعر الفرح أصبح التعبير عنها بارد وقليل، فنجد المربي لا يعبر لأطفاله عن مشاعره بشكل سليم فينشأ الطفل ويكبر وهو شخص بارد المشاعر ولا يعرف كيف يعبر عنها بشكل صحيح أو لشخص صحيح
• - فيجب على المربي أن يحرص أن يحضن طفله عند عودته من المدرسة وأن يفرح له عندما يحصل على علامات مرتفعة وأن يبدي خوفه عليه ويسهر على راحته عندما يمرض ولا ينسى المصطلحات التي تعبر عن مشاعره مثل " أحبك، قلقت عليك، أنت طفلي المدلل، عندما أراك أنسى همومي " وغيرها من العبارات حتى ينشأ الطفل في جو نفسي سليم ويعرف كيف يعبر عن مشاعره.

5-التعامل مع ضغوطات الحياة:

• - بشكل سليم ومنفصل عن حياة الأبناء، فإذا كان المربي يواجه مشاكل في العمل لا يلقي باللوم على أطفاله ويبدأ الصراخ عليهم، أو ينعزل عنهم ويبقى وحيدا ولا يفصح لهم عن مشاكله.
• - فإذا ما واجه المربي أي مشاكل وصعوبات بالحياة يجب عليه أن يعرف كيف يفصل بين الأمور ولا يدخل أبناءه في جو من القلق والتوتر.
• - في النهاية يكون المربي الذي يتمتع بهذه الصفات مربي ذو شخصية إيجابية ستنعكس على تربيته لأطفاله وسيشبع كل حاجاتهم النفسية ويقدم لهم الأمان بالتالي سينشئ أسرة سليمة نفسيا وتتمتع بإيجابيات وجوانب شخصية مميزة وقادرة على الإعتماد على نفسها ومهيأة لمواجهة المجتمع الخارجي وذات تقدير مرتفع للنفس.
• - والمربي صاحب الشخصية الإيجابية يكون قادرا على فهم شخصية طفله وقادرا على التعامل معه ويرفع من نمط شخصية الطفل ويشعر بتقدير عالي للنفس وحب لشخصهم وشكلهم ورضا تام عن مظهره الخارجي وذاته فيعيش طفولة جميلة ومراهقة سليمة بالتالي يعكس هذه الإيجابية على محيطه وعلى أبنائه في المستقبل بالتالي ينشأ مجتمع إيجابي فيه سلام وحب وقادرا على حل مشاكله مع بعضه البعض دون إنقاص لدور أي فرد فيه.