- - تعود بداية العصر الأموي إلى سنة ٤١ هجرية عندما انتقلت الخلافة الإسلامية من الخلفاء الراشدين إلى الدولة الأموية بتنازل الخليفة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان بشروط معينة على رأسها حقن دماء المسلمين وحفظهم أموالهم وأعراضهم ، فأعلن معاوية قيام الدولة الأموية واتخذ من مدينة دمشق في الشام عاصمة لها وهي ثالث عاصمة للخلافة الإسلامية بعد المدينة المنورة والكوفة .
- - شَهِدَ الشعر في العصر الأموي ازهاراً كبيراً وشاملاً لمختلف مناحي الحياة ،حيث اتسعت آفاقه وتعددت مراميه ،وتحسّنت أساليبه وتنوّعت أغراضه ورؤاه ،وتطورت ألفاظه ورقّت مفرادته ؛تبعاً لحالة التطور الذي لحق بمجتمعات ذلك العصر على اختلاف وتميّز عما كان موجوداً في سالف العهد وسابق الزمان .
- - تأثّر الشعر تأثّراً ملحوظاً بالصراعات والنزاعات التي سادت وانتشرت في العصر ،ففاض الشعر وكثر الشعراء بالتزامن مع كثرة الأحزاب والقبائل والخلافات التي نشبت فيما بينهم على السياسة والحكم والمعتقدات الدينية ، فكان لكل حزب أو جماعة شعراؤهم الذين يذودون عنهم، ويدافعون عن أفكارهم ويناصرون توجهاتهم بشعرهم وقصائدهم ،فقد كان الشعراء في ذاك الزمان يمثلون السلطة العليا في المجتمع ،من حيث كونهم أصحاب العلم والثقافة والفكر والأدب، وهم الوجه الإعلامي والصحافي الذي يتبنى تطلعات حزبه وجماعته ويعبر عنها في القصائد والأشعار المطولات .
-
- تعددت الفنون الشعرية في العصر الأموي تبعاً لعدة عوامل أبرزها :
- ١. الخلافات السياسية والانقسامات الحزبية: أدت إلى ظهور أثر بارز للتعصب القبلي في الشعر،وظهور الهجاء بين القبائل وتغني الشعراء بذكر المفاخر والمثالب والمعايب لكل قبيلة على الأخرى من قبل شعرائها وأدبائها.
- ٢.الانتشار الكبير لمظاهر الحضارة والترف ورغد العيش وحضور مجالس اللهو والغناء: أدى لنشأة الشعر الذي يصف الحال ويوافق المآل كشعر الخمر والوصف والغزل بشقيه العذري والصريح .
- ٣.الاختلاط والانفتاح الواسع على مصراعيه بين العرب والعجم: أدى إلى ظهور فنون شعرية وأدبية ونقدية جديدة لاقت استحسانا وقبولاً في مجالس أهل العلم والكّتاب والأدباء .
-
- اشتهر في هذا العصر العديد من الشعراء الذين خاضوا غمار الشعر وتشعّبوا في طرق أبوابه بشتى ضروبه وأغراضه من مثل :
- - الفرزدق وجرير والأخطل ،ابن قيس الرقيات ،والكُميت بن زيد الأسدي ،والطرماح الحكم بن حكيم ،وذو الرِّمة ،وجميل بثينة ،وقيس بن الملوح ،وعمر بن أبي ربيعة ،وغيرهم الكثير..
-
- أشهر القصائد في العصر الأموي :
- - ما قاله الأخطل في الغزل الذي تميّز ببراعته اللغوية وثقافته الواسعة وحسن صياغته للفظ وبلاغته فيه :
- - رحلت أمامة للفِراق جمالَها
- - كيما تبينَ فيما تريد زيالها
- - ولئن أمامة ودّعتك، ولم تخن
- - ماقد علمت لتُدركنَّ وصالها
- - إِربع على دِمَنٍ تقادم عهدُها
- - بالجوف واستلب الزمان حِلالها
- - دِمنٌ لقاتلة الغرانق مابها
- - إلا الوحوش خَلَت له وخِلالها
- - بكرت تُسائل عن مُتيّم أهله
- - وهي التي فعلت به أفعالها
- - وعُرف كذلك الفرزدق بجودة شعره وله قصيدة وصف الذئب وصفا دقيقا لاقت شهرة واسعة لتميّزه بها ،قال في مطلعها :
- - وأطلس عسّال وما كان صاحباً
- - دعوت لناري موهناً فأتاني
- - فلما أتى قلت له ادن دونك إنني
- - وإيّاك في زادي لمشتركان
- - ومن روائع شعره في مدح الخليفة هشام بن عبد الملك :
- - هذا الذي تعرف البطحاءُ وطأته
- - والبيت يعرفه والحِلُّ والحَرَمُ
- - هذا ابن خير عباد الله كلهمُ
- - هذا التقي النقي الطاهر العَلَمُ
- - هذا ابن فاطمةٍ، إن كنت جاهله
- - بِجدِّه أنبياء الله قد خُتموا
- - وليس قولُك : من هذا ؟ بضائره
- - العُرْب تعرفُ من أنكره والعجمُ
- - كلتا يديه غياثٌ عمّ نفعهما
- - يستوكفان ، ولا يعروهما عَدَمُ
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.