- لكل مثل حكاية وقصة مرتبط بها فالأمثال الشعبية موسوعة كبيرة من القصص والحكايا المرتبطة بحياة الناس ومعيشتهم ، فالمثل يهدي لحل مشكلة قائمة بخبرة مكتسبة من حدث قديم
- فيبقى المثل دليلاً وحجةً نتيجة لحكايات وقعت في الماضي، ولهذا يكتسب المثل قوة شعبية تجعله محبباً ، ومتداولاً بين الناس .
-
سنتاول اليوم مثلاً شعبياً كثر تداوله بين الناس وهو " على نفسها جنت براقش ":
- وهذا المثل من الأمثال العربية التي تنذر بالشؤم والخطر سواء على الإنسان نفسه أو على من حوله فإذا ما تسبب الإنسان بأذية نفسه أو أذية من حوله قلنا على نفسها جنت براقش وهو مثل شعبي جرت أحداث قصته في منطقة المغرب العربي
- وننوه هنا إلى أن براقش ليست امرأة كما اعتقد بعض الناس إذا من هي براقش ؟؟
- براقش هو اسم كلبة كانت لإحدى بيوت العرب في إحدى القرى الجبلية في منطقة المغرب العربي ، وكانت هذه الكلبة تحرس المنازل من اللصوص وقطاع الطرق فإذا جاء ناس غرباء إلى القرية كانت الكلبة براقش تنبح عليهم وتهاجمهم حتى يفروا هاربين من القرية
- أما صاحب براقش كان قد علمها أن تكون كلبة مطيعة له في كل ما يأمرها به بحيث إذا طلب منها أن تسمح لضيوفه بالمرور ، فعلت ذلك وأطاعت أمره أما إذا أمرها أن تطارد اللصوص تنطلق مسرعة لمطاردتهم فتفعل ما يأمرها به ، وتوالت الأيام يوماً بعد يوم وبراقش على هذه الحال
- إلى أن هاجم القرية مجموعة من الأعداء فما كان من براقش إلا أنها بدأت بالنباح لتنذر أهل القرية بوجود الأعداء ، فأسرع أهل القرية بالخروج من القرية وقاموا بالاختباء في إحدى المغارات القريبة هرباً من الأعداء الذين كان عددهم يفوق عدد سكان تلك القرية ، بدأ الأعداء بالبحث عن أهل القرية
- ولكنهم لم يجدوا أحداً ، وأعادوا البحث مراراً وتكراراً ، فقرر الأعداء الخروج من القرية ، وفعلاً بدأ الأعداء بالخروج من القرية ففرح أهل القرية كثيراً وشعروا بالأمان لأن العدو لن يتمكن منه، أما براقش التي اعتادت توديع الغرباء عند خروجهم من القرية بدأت تنبح وبشدة حين شاهدت الأعداء يخرجون من القرية
- فما كان من صاحبها إلا أنه حاول أن يسكتها ويوقفها عن النباح لكنها لم تستجب له واستمرت بالنباح، وكان نتيجة ذلك أن عرف الأعداء المكان الذي كان يختبئ فيه أهل القرية فقتلوهم جميعاً بما فيهم براقش ومن هنا أصبح أهل المغرب يرددون المثل الشعبي " على نفسها جنت براقش " كلما مروا على القرية ووجودها خالية من السكان.
- تلك هي قصتنا لهذا المثل الشعبي القديم.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.