اعلن هنا

مثال على بوادر الإصلاح في تونس

مثال على بوادر الإصلاح في تونس

  • بشائر الإصلاح في تونس بدأت من جامع الزيتونة وموقف فرنسا منها :
  • استمرت تونس ولاية مستقلة داخل الدولة العثمانية ، ترتبط بولاء اسمي للخليفة ، ظهرت بها بشائر الإصلاح ، في منتصف القرن التاسع عشر ...
  • وبدأت هذه البشائر من جامع الزيتونة وقد كان الموجه الفكري والروحي لحركه الإصلاح هو :
  • خير الدين التونسي ، السياسي الحكيم ، الذي قام بجولة في بلاد الإسلام ، والبلاد العربية ،وسجل ملاحظاته في كتابه الشهير : ( أقوم المسالك في أحوال الممالك ) ...
  • - صيحة خير الدين على المسلمين لتأخرهم عن عالم التغيير :


  • من أبرز أقوال خير الدين : إن المعرفة هي أساس التقدم ، وإن العلوم والمعرفة ، لا يمكن تحقيقهما إلا في مجتمع تسوده الحرية والعدالة ، وليس هناك ضمان لاستمرار حكم العدالة والحرية ، إلا بواسطة المؤسسات التمثيلية ..
  • لقد تمكن خير الدين بالفعل من وضع أفكاره موضع التنفيذ ، وقام بتأسيس مجلس تونسي ، كخطوة أولى نحو إنشاء حكومة نيابية ..
  • - الإصلاحات التي أدخلها خير الدين :


  • أدخل خير الدين الإصلاحات في جامع الزيتونة حيث :
  • 1_ أصدر قانون إصلاح التعليم الزيتوني من 67 مادة .
  • 2_ وأهدى الزيتونة مكتبة عظيمة ، جمعت من العديد من المساجد .
  • 3_ قدم مكتبته الخاصة البالغة 2000 مخطوط إلى مكتبة جامعة الزيتونة .
  • 4_ أدخل تطويراً كبيراً على المواد التي تدرس فيها . 5_ كان كثير التردد على الجامع ، يشهد حلقات الدروس ويشترك في مناقشتها ..
  • - ردة فعل الفرنسيون على هذه الحركة :


  • جاءت هذه الحركه الإصلاحية في أوج المد الإستعماري ، وكان الفرنسيون يتربصون بتونس ، ونقل التاريخ ردة فعل نابليون الثالث امبراطور فرنسا ، عندما قدم له نسخة من دستور المجلس التونسي ، وعلق عليه قائلاً :
  • إذا تعود العرب على الحرية والعدالة ، فلا يكون بيننا وبينهم عدالة ..
  • ومن هنا يتضح أن قصة السيطرة الفرنسية على تونس تشبه قصة السيطرة البريطانية على مصر ، في كلا البلدين كانت هناك حركة إصلاحية قوية ، رأى المستعمر ضرورة القضاء عليها ..
  • وسارعت كل من فرنسا وبريطانيا تقطع عليهم كل طريق ، وكانت الديون الأجنبية سبباً في فرض الرقابة المالية ، التي أعقبها فرض السيطرة السياسية ، وفرضت على تونس ضرائب مرهقة لسداد الدين الأجنبي .
  •  وقد ثار الشعب عندها عندما شعر بفداحة العبء المالي ، فاستغلت فرنسا هذا الوضع لتعلن الحماية على تونس ، حينها كان خير الدين قد غادر تونس إلى اسطنبول وأصبح صدراً أعظماً .
  • - الحماية الفرنسية لتونس :


  • استمرت الحماية الفرنسيه 75 عاماً ، قامت فرنسا من خلالها بكل ما تستطيع للهيمنة على العقول ، والتغلغل في وجدان الشعب ، والقضاء على تراثه ..
  • ومن المعروف أن الإستعمار الفرنسي ، لا يكتفي بالأرض ، بل يستهدف الضمائر ، والأرواح ، وكان الهدف الفرنسي هو : ( المجتمع العربي ) في تونس ، وتحويله عن اللغة العربية ..
  • وقد أقيم نظام تعليمي يقتلع الشباب من جذورهم الثقافية ، على وهم أن تصبح تونس والجزائر الإمتداد الطبيعي لفرنسا ، على الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط ..
  • وتحول جامع الزيتونة، وأصبح معقلاً لمقاومة سياسية الهيمنة اافرنسية ، وتمكن خلال تلك الأيام السوداء ، أن يسجل مقاومته ، وأصبح الملاذ الأخير لعلوم الدين ، ومعقلاً حصيناً للغة العربية التي احتفظت في أروقته بكثير من حيويتها ، وقوتها ، ومنع عنها التدهور ، ومكنها من مغالبة الغزاة ، فكان يدفع بأبنائه والدارسين فيه مشكلاً حركة دائمة ضد الفرنسية. 
  • - تصميم الإدارة الفرنسية على إحداث التغيير في جامعة الزيتونة :


  • تتابعت فصول الصراع بين الإدارة الفرنسية ، و جامع الزيتونة ، وعندما بادر المستعمر بعد سبعة عشر عام من احتلاله ، إلى تأليف لجنة من بعض العلماء ، لإحداث تغييرات في جامع الزيتونة ، بحجة تطوير المناهج التعليمية ، وطبعاً قوبل المشروع بالرفض ..
  • وأخذت الإدارة الفرنسية تبحث عن اسلوب للتعامل مع هذا الحصن ..
  • فتارة تجعل جامع الزيتونة تابعاً في إدارته إلى وزير المعارف الفرنسي ..
  • وتارة يلحق بوزارة الداخلية الفرنسية .
  • - اصرار رجال الزيتونة على تطوير الدراسة في الجامع :


  • كان رجال الزيتونة مصرون على تطوير الدراسة آنذاك ، إدراكاً منهم أنه لا يكفي الإيمان والإخلاص والرغبة الملحة في الخلاص ، بل ينبغي التسلح بالقدرة على تجديد الفكر العربي ، بتنقية التراث من العقائد الواغلة ، والمذاهب الباطلة ،والعادات الداخلة ، وعليهم إعداد نوعيات جديدة من الدعاة ، وإمدادهم بالثقافة الحديثة ، واللغات الحية ، والعمل على تقديم الثقافة البديلة عن الثقافة الفرنسية ..
  • ونشبت معركة حادة بين التعريب والفرنسية ، وكان أمام رجال الزيتونة ، حركات الإصلاح التي أطلقها: ( خير الدين التونسي ، وجمال الدين الأفغاني ، ومحمد عبده )..
  •  وأمامهم محاولات التطوير التي سبقت الإحتلال الفرنسي ..
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.