عندما مضى ثلاث أيام ، أخذ عبدالله عروسته آمنة بنت وهب وارتحل بها إلى قومه ، وبعد أيام تجهزت القافلة لرحلة الصيف ، التي كانت مُتجهة لبلاد الشام ، فأختاروا فيها عبدُالله العريس ، كي يكون في القافلة مع بعضِ إخوته
فودّع عبدالله عروسته ( آمنة بنت وهب ) ولم يكن عِنده عِلم ، أنه لن يراها بعد اليوم أبداً ، ولم يكن عِندهُ عِلم أن آمنة قد حملت له بطفل {{ هو حبيبُ ربِ العالمين ، وخيرُ خلقِ الله أجمعين }} ودّعها عُبدالله ثم أنطلق مع القافلة إلى بلاد الشام .
بعد أشهر رجعت القافلة ، ليس فيها عبدالله !!
فسأل عبد المطلب أين عبدالله ؟؟
قالوا له : لا تقلق يا شيخ مكة ، تركناه عند أخواله في بني النجار ، في يثرب ( المدينة المنورة ) فقد أصابه بعض المرض ، وعندما يتعافى سيرجع ، تركناهُ هناك فلقد خُفنا عليه من مشقة السفر .
فنظر عبد المطلب الى إبنه الكبير (( الحارث )) قال يابني أنطلق على الفور إلى يثرب ، وأحضر عبدالله ولو في هودج الذي يحملُ النساء (( الهودج .. هو مثل الخيمة التي تكون على ظهر الجمل تحمل النساء ، في السفر ،
فلما ذهب الحارث ، وصل يثرب وجد القوم في عزاء ، فسأل عن أخوه !!!!
فقالوا له : قد مات أخوك عبدالله وذلك قبره ، فوقف عند قبرِ أخيه وبكى حتى أفرغ حُزنه بالبكاء عليه
ثم رجع الى مكة ، وأخبر أبيه ، فكانت الفاجعة ، وضاجت مكة وقريش بهذا الخبر [[ سبحان الله قبل أشهر يُفدى بمئةٍ من الإبل وبعد شهرين يدركهُ الموت !! ما السر في ذلك ؟؟ حتى يخرُج من صُلبهِ ، محمدٌ رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ]]
حزنت مكة كلها ، على وفاة عبدالله
وكانت آمنة قد حملت بهذا الطفل المبارك ، الذي سيكون رحمة للعالمين .
لم تكن تعلم آمنة أنها حامل ، ولأنها كانت صغيرة بالعمر ولأنها أول مرة تحمل .
تقول آمنة : _ لم أعرف أني حامل ، إلا أنني أنكرت حيضتي [[ أي أنقطع عنها الحيض ]] فلما كان الشهر الثاني من وفاة زوجها عبد الله ، رأت رؤيا .. هتف هاتفٌ في أذنها وهي نائمة