أسباب النزول

أسباب النزول

  • - القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد ﷺ، وقد نقله سيدنا محمد ﷺ للصحابة الكرام رضوان الله عليهم وبدورهم قد حفظوه في قلوبهم وعلى الورق ونقلوه للناس أجمعين، وقد نجد الكثير من المتبحرين في القرآن الكريم وفهم آياته لكن لا يمكن للقارئ فهم معاني آيات القرآن الكريم وحدها دون معرفة سبب نزول هذه الآية ولهذا كان علم أسباب النزول.
  • - فسبب النزول هو: الواقعة، أو السؤال الذي نزلت الآية أو السورة عقبه بيانًا له، قال الجعبري، كما في الإتقان: نزول القرآن على قسمين: قسم نزل ابتداء، وقسم نزل عقب واقعة، أو سؤال أي: إثر سبب خاص.
  • فوائد معرفة أسباب النزول، فهي كثيرة ومنها:
  • - معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم.
  • - تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب، ولكن الصحيح أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
  • - الوقوف على المعنى وإزالة الإشكال.
  • - فهم معاني القرآن الكريم، فالعلم بالسبب يورث العلم بالمسبب.
  • - قال السيوطي في الإتقان: ومن فوائد معرفة أسباب النزول: دفع توهم الحصر، قال الشافعي ما معناه: (قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا...) الآية. إن الكفار لما حرموا ما أحل الله، وأحلوا ما حرم، جاءت الآية مناقضة لغرضهم، فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه، ولا حرام إلا ما أحللتموه، قال إمام الحرمين: وهذا في غاية الحسن، ولولا سبق الشافعي إلى ذلك؛ لما كنا نستجيز مخالفة مالك في حصر المحرمات فيما ذكرته الآية.
  • طريقة معرفة أسباب النزول:
  •  إن الطريقة الوحيدة لمعرفة أسباب النزول مقصورة على النقل الصحيح، ولا يحل القول فيها إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها:
  • أ- فإن رويت أسباب النزول عن الصحابة:
  • فهي مقبولة؛ لأن أقوال الصحابة فيما لا مجال للاجتهاد فيه حكمها حكم المرفوع إلى النبيّ ﷺ، ومن البعيد كل البعد أن يكون الصحابي قد قال ذلك من تلقاء نفسه.
  • ب- وإن رويت أسباب النزول عن تابعي:
  • فحكمه أنه لا يقبل إلا إذا صحّ واعتضد بمرسل آخر، وكان الراوي له من أئمة التفسير الآخذين من الصحابة؛ كمجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير.
  • أمثلة لأسباب النزول:
  • 1-  أخرج البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع النبي ﷺ  بالمدينة، وهو يتوكأ على عسيب، فمر بنفر من اليهود، فقال بعضهم: لو سألتموه. فقالوا: حدثنا عن الروح. فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه، حتى صعد الوحي، ثم قال: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85].
  • 2-  أخرج الحاكم والترمذي عن عائشة رضي الله عنها، أنه جاء عبد الله بن أم مكتوم- وهو ضرير- فقال: يا رسول الله، أرشدني، وعند النبي صلى الله عليه وسلم بعض عظماء المشركين، فجعل النبي ﷺ يعرض عنه ويقبل على الآخرين، فنزل قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (2) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى} [عبس: 1- 4].
  • 3-  وأخرج الحاكم والترمذيّ عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله! لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء. فأنزل الله تعالى: {فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ} [آل عمران: 195].
  •  اهتمام العلماء بالكتابة في أسباب النزول:
  • اهتم العلماء الباحثون في علوم القرآن بمعرفة سبب النزول، ولمسوا شدة الحاجة إليه في تفسير القرآن، فأفرده جماعة منهم بالكتابة والتأليف، ومن أشهرهم:
  • - المحدث علي بن المديني شيخ الإمام البخاري المتوفى عام (234 هـ)، مخطوط.
  • - أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري المتوفى عام (468 هـ)، مطبوع.
  • - الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى عام (852 هـ)، مخطوط.
  • - الإمام جلال الدين السيوطي المتوفى عام (911 هـ)، والذي قال عن نفسه: وقد ألّفت فيه- أي في أسباب النزول- كتابا حافلا لم يؤلف مثله في هذا النوع سميته: (لباب النقول في أسباب النزول)، مطبوع
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.