الهجرة الثانية إلى الحبشة ، الملك العادل

الهجرة الثانية إلى الحبشة ، الملك العادل

  • - اجتمع بني هاشم وبني المطلب في مكان واحد ، الذي يسمى {{ شِعب أبوطالب }}وتركوا بيوتهم من أجل أن يحموا النبي صلى الله عليه وسلم من بطش قريش ..لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه في حماية من أهله وعشيرته خاف على الصحابة المستضعفين ، الذين ليس لهم عشيرة تحميهم  فأمرهم بالهجرة الثانية إلى الحبشة  ووضع عليهم أمير ، وهو إبن عمه (جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه)  فخرج ٨٣ رجل وبضعة عشرة إمرأة ،الذين هاجروا للحبشة أول مرة لما عرفوا بإسلام  عمر بن الخطاب رجعوا وقالوا : أن الأمور تحسنت في مكة، فلما رجعوا وجدوا الأمور أسوء من قبل، فرجعوا مع المهاجرين مرة ثانية 
  • __________
  • - هاجر الصحابة للحبشة والرسول صلى الله عليه وسلم وقومه في شِعْب أبي طالب بالمقاطعة 
  • - وإستمرت المقاطعة 3 سنوات ، حتى أكل صلى الله عليه وسلم ورق الشجر وتشققت شفتاه [[سنرجع إلى أحداث المقاطعة ، ولكن نقف مع المهاجرين إلى الحبشة ودروس لكل مسلم ]]
  • __________
  • - هاجر الصحابة إلى الحبشة وأميرهم جعفر  رضي الله عنه ، عن طريق البحر [[ الحبشة هي ما نعرفه الآن  دولة أثيوبيا وأرتيريا ]]وعاشوا في الحبشة ، وأخذوا يعملون فيها ،
  • - منهم من عمل بالزراعة، ومنهم من عمل في المصنوعات الجلدية ،
  • - وكانت أخلاقهم رفيعة ومعاملتهم طيبة ، واحترموا قوانين البلاد وأهلها ، وبالمقابل أحبهم أهل الحبشة وعاملوهم معاملة طيبة 
  • __________
  • - ووصلت الأنباء من الحبشة إلى مكة أن المسلمين في أمن واستقرار وحياة طيبة كما وصلت إلى قريش قصيدة ، أحد المهاجرين المسلمين والتي يتحدث فيها عن سعادته هو والمسلمون في أرض الحبشة،
  •  - فاغتاظت قريش ، وجن جنونها 
  • - وقالوا : أصبح لمحمد قواعد خارج مكة ، في أرض الحبشة فإجتمعوا وعقدوا مؤتمر ،ماذا نصنع و ما العمل مع من هاجر من أصحاب محمد ؟!!
  • - قالوا: نرسل رجلين يحسنان السياسة ، إلى النجاشي ملك الحبشة
  • - [[ طبعاً النجاشي لقب لكل من يحكم الحبشة ، وليس اسم ، إسمه الحقيقي {{ أصحمة بن أبجر }} كيف نقول رئيس البيت الابيض لكل من يحكم أمريكا ، وللفائدة لقب {{ قيصر }}كان يطلق على كل من حكم الروم 
  • - لقب {{ كسرى }} من يحكم فارس 
  • - لقب {{ المقوقس }} من يحكم مصر 
  • __________
  • - وقررت أن ترسل اثنين من دهاتها لمقابلة النجاشي ومحاولة إقناعه بأن يطرد المسلمين من الحبشة ويردهم إلى مكة مرة أخرى قالوا : نُرسِل رجلين يحسنان السياسة، إلى النجاشي ملك الحبشة نحملهم بالهدايا ، ويكلمان النجاشي فيُرجّع إلينا من هاجر إليه ، قالوا: من نرسل ؟ فاختاروا داهية العرب في السياسة {{ عمرو بن العاص ومعه عبد الله بن ربيعة }}عمرو بن العاص ، كانت علاقته قوية بالنجاشي 
  • - وقبل أن يذهبوا للنجاشي حمّلوهم قريش الهدايا التي يحبها النجاشي 
  • - وقالوا لهم : قدّموا الهدايا أولاً للبطاركة [[ يعني مثل أيامنا نقول: طعموا الفم تستحي العين ]]
  • - وقولوا لهم : أن هؤلاء سفهاء من قومنا فارقوا ديننا ..وعندما تعطوهم الهدايا وتثلجوا صدورهم ،وتفرحوهم بها قولوا لهم : إنا نريد أن نكلم النجاشي ، فأنتم أقنعوه أن يسلمهم لنا دون أن يستقبلهم ويسألهم 
  • __________
  • - فلما وصلوا للحبشة ، ووزعوا الهدايا على البطاركة [[مامعنى بطاركة: هم كبار رجال الدين عند النصارى وحكم النجاشي قائم على النصرانية، الذين يعتقدون أن عيسى عليه السلام إله ]]قالوا للبطاركة : أن هؤلاء سفهاء من قومنا فارقوا ديننا و إنا نريد أن نكلّم النجاشي ، فأنتم أقنعوه أن يسلمهم لنا دون أن يستقبلهم ويسألهم .قالوا: ولماذا ؟ !!!
  • - قالوا : لأن أصحاب محمد يعملون بالسحر ، فإذا قابلوا النجاشي سحروه فلا يسمع لأحد [[ نفذ الخطة عمرو بن العاص مع البطاركة ]]
  • - الأمور تمام ولكن هناك نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم (( ليست لعبة )) {{ إضربوا في الأرض حتى يجمع الله شملكم .. إلى أين يا رسول الله ؟ إلى الحبشة .. لمَ الحبشة يا رسول الله ؟ إن فيها ملك لا يُظلَم عنده أحد }} ونحن لنا وعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبوءة 
  • - قال: كما وعدنا صلى الله عليه وسلم
  • - {{لو لم يبق من الدنيا إلَّا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي  يواطئُ اسمُهُ اسمي ، وإسم أبيه كإسم أبي يملأُ الأرض قسطاً وعدلًا ، كما ملئت ظُلماً وجوراً }} (هاقد ملئت ظلماً وجوراً يارسول الله كما أخبرتنا تماماً ، صلى الله وسلم  عليك يا حبيبي يا رسول الله ، ونحن في انتظار أمر الله و وعد نبيه ، والله يارسول الله ، كلنا إيمان وتصديق ويقين بأن فرج الله قريب ) 
  • __________
  • - فلما إجتمع {{ عمرو بن العاص والبطاركة بالنجاشي }}
  • - وقدموا له الهدايا وكان عمرو صديق للنجاشي وبينهم معرفة قال النجاشي : ما الأمر يا عمرو ، تكلّم ؟ 
  • - قال : إن فينا سفهاء خرجوا عن دين الآباء والأجداد ، فلا هم بقوا على ديننا ، ولا دخلوا في دينك أيها الملك 
  • - [[ عمرو بن العاص داهية العرب لاحظتم اُسلوبه بالكلام ]]وإبتدعوا دين لا نعرفه نحن ولا أنت !!!
  • - وقد أرسلنا أشراف قومنا  ،حتى تردّهم إلينا  ، فأهلهم أعلم بهم وهم أولى بهم .فقال البطاركة مِن حولِهِ كلهم بصوتٍ واحد : نعم صدق أيها الملك. فصاح الملك العادل بالبطاركة !!!وقال : بئس ما شهدتم به !!!! كيف أحكم ب نعم ، قبل أن أسمع الطرف الآخر ؟؟!!!
  • - [[ هل رأيتم  العدل، لا تحكم ع شخص لحتى تسمع من الطرفين ، اجعلوها قاعدة في حياتكم لا تسمع ممن تحب ، إسمع من الطرفين  ]]
  • -  بئس ما شهدتم به ثم صاح بالجند من حوله قال : أرسِلوا إليهم حتى أسمع منهم ، فإذا سمعتُ قضيتُ بأنهم صادقون أو غير صادقون 
  • _________
  • - فأرسل النجاشي إليهم [[ لما أرسل إلى الصحابة بالحضور إلى النجاشي ]]قالوا : ماذا نقول ؟؟!!
  • - فقال جعفر : سنقول الحق وما أنزل على نبينا وليكن بعدها ما يكون 
  • - قالوا : يا جعفر أنت المتكلم فينا [[ جعفر الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم { لقد أشبهتَ خَلْقِي وَخُلُقِي }وكان أشبه الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد اخبرتكم عن قصة إسلامه ]]
  • __________
  • -فتقدم جعفر ووقف المسلمون ،
  • -ولما دخل الملك ركع الجميع إجلالاً له ، إلا الصحابة بقوا واقفين ظهورهم مستقيمة فنظر النجاشي بهم وقال : ألا تركعون لنبيكم ؟؟!!!قالوا : لا.. لقد علمنا نبينا أننا لا نركع إلا لله 
  • -فقال لهم :كيف تسلمون على نبيكم ؟
  • - قالوا : نقول له السلام عليك يا رسول الله فسكت النجاشي ، ونظر إلى عمرو وقال : هاتِ يا عمرو تكلّم ..
  • - فأخبره نفس الكلام الذي قاله من قبل ، فلما إنتهى قال النجاشي  : قد سمعت منك،ثم إلتفت إلى الصحابة وقال : وأنتم من المتكلم فيكم ؟؟
  • - فتقدم جعفر أمام النجاشي
  • - قال : أيها الملك.. كنا قوم أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ، يأكل القوي منا الضعيف ، وندفن البنات أحياء ، ونأتي كل الموبقات ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه
  • - [[ هل رأيتم  ذكاء سيدنا جعفر أعطاه صورة الجاهليةالحقيقية القبيحة ، والنصارى يعلمون أن هذا جهل ، وقريش جاهلون، يعبدون الأصنام ، ثم حوّل الحديث إلى صفة النبي الذي بعثه الله وأنه صادق وأمين والكل يعرف ذلك .. الآن شوفوا كيف إنتقل معه من صورة الجاهلية القبيحة إلى صورة الإسلام السمح ]]
  •  - فدعانا إلى الله لنوحّده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان 
  • - وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنة ، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً ..وعدد له أمور الإسلام ..
  • - فتعدّى علينا قومنا فعذّبونا ، وضيّقوا علينا ، حتى قال لنا نبينا إذهبوا إلى الحبشة .فقال النجاشي: ولماذا إختار نبيكم الحبشة ؟ قال له : قال لنا نبينا إن في الحبشة رجلٌ لا يُظلَم عنده أحد. قال النجاشي : وهل تحفظ شيء مما أنزل على نبيك ؟ 
  • - قال : نعم وقرأ عليه شيء من القرآن فدمعت عيون النجاشي ودمعت عيون البطاركة حوله كم وصفهم ربنا بالقرآن  {{ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ }}
  •  وأخيرا:  إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    - لاتنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    - ودمتم بكل خير .