مابعد الطبيعة (الميتافيزيقيا )

مابعد الطبيعة (الميتافيزيقيا )

  • - إن هذا المصطلح لم يستخدمه أرسطو ، وإنما استخدم مصطلح ( الفلسفة الأولى ) ويعني بها العلم الذي يتجه نحو استقصاء أو بحث حقيقة العلة الأولى ، واعتاد العرب على تسمية الفيلسوف الذي يشتغل بهذه الفلسفة ( الفيلسوف الأول ).
  • - كما اعتاد أرسطو على تسمية الفلسفة الأولى ب ( الحكمة ) .
  • - إن " أندرونيقوس " هو أول من قام بترتيب مؤلفات أرسطو فوضع كتاب الفلسفة الأولى في المكتبة بعد كتاب الطبيعة فأصبح أسمه مابعد الطبیعة ولكن معناه الحقيقي الفلسفة الأولى أو الميتافيزيقا.
  • - لايوجد شيء خارج الطبيعة عند أرسطو لأنه إذا فهمنا الجواهر المفارقة التي هي عقول الأفلاك والمحرك الأول بصفتها موجودات أزلية أبدية خارج عالم الكون والفساد.
  • - الميتافزيقا:
  • - هي العلم الذي يبحث في العلة الأولى وهي ذاتها تتحول إلى أنطولوجيا الأنطولوجيا : ( علم الوجود بما هو موجود ) أي إلى علم الموجودة فالميتافيزيقا تتلون كالحرباء.
  • - كما في دراستنا لمفهوم العلية في الوجود بعامة إذ يكون العلم الذي يدرسه ميتافيزيقي ومن ثم يتحول إلى أنطولوجي ، أما حينما تتجه الميتافيزيقا إلى العلة الأولى تصير إلهيات أي ثيولوجيا.
  • - تمتاز الميتافيزيقا بأنها من أصعب العلوم لأنها معقدة نظرا لشدة بعد موضوعاتها عن المحسوسات واحتياجها إلى قدرة هائلة في العقل الإنساني على التجريد ويضاف إلى ذلك أنها أشرف العلوم لأنها تدرس الإله كما أنها أعم العلوم لأنها تبحث في موضوعاته.
  • -  يقول أرسطو : الخفاش هو الحيوان الضعيف البصر لا يبصر بإزاء النور كذلك عقل الإنسان لايعقل بداية المعقولات الموجودة.
  • - فشبه أرسطو قدرة الإنسان على التعقل بقدرة الخفاش على الإبصار ، لكن أرسطو قال : رغم ضعف العقل الإنساني إلا أن الطبيعة ستتيح للإنسان نفسه أن يصل إلى تعقل هذه المعقولات.
  • الموضوع الرئيسي لهذا العلم هو الجوهر .
  • ويستخدم مصطلح الجوهر بمعنيان :
  • 1- الجوهر بالقصد الأول ( الجزئي ) ( موضوع القضية ).
  • 2- الجوهر بالقصد الثاني ( کلي ) ( محمول القضية ) ويرى أرسطو أن " لاوجود إلا بالجزئيات ولا علم إلا بالكليات " الوجود والماهيات.
  • - فإذا كان أرسطو يقول إن الجواهر الجزئية هي الوجود الحقيقي فإن أفلاطون يحتقر الجواهر الجزئية وأصالة الوجود عند أفلاطون هي الكليات .
  • - الإنسان : حي عاقل .
  • - هذا تعريف بالجنس القريب والفصل النوعي وعلى أساسه نستخرج الماهية : فماهية الإنسان الحياة والعقل.
  • - أيضأ ثمة نوع آخر من الجواهر هو : الجوهر المفارق.
  • - نعني به الجواهر غير الخاضعة اللصيرورة ولا تقبل التحولات والتبدلات والاستحالة.
  • - يقول : يتعين علينا أن نبين أنه يوجد بالضرورة جوهر دائم غير متحرك.
  • - فالجواهر لو كانت كلها فاسدة لكانت الموجودات كلها فاسدة.
  • ثلاث قضايا ما بعد الطبيعة عند أرسطو:
  • - القضية الأولى: وهي أن المحرك الأول ليس جسميا.
  • - القضية الثانية : يحرك دون أن يتحرك.
  • - القضية الثالثة : أنه معقول ومعشوق.
  • -  القضية الأولى :
  • - ليس المحرك الأول جسمية العالم قديم والقدم يعني السرمدية ، والسرمدية تعني وحدة الأبدية والأزلية لأن العالم كان في زمان ماض لامتناهي وهو يكون الآن وسيكون إلى الأبد ، فحركته لامتناهية فإذا كان المحرك الأول جسمية فسيكون حتما محدودا ، كذلك لايمكن لمحدود أو متناهي أن يحرك حركة لامتناهية وهذا دليل على أن المحرك الأول لا متحرك وغير متناهي.
  • - ثمة دليل آخر وهو : إذا كان المحرك الأول جسمية فإن المادة المؤلف منها هي قوة ، والقوة تنتقل إلى الفعل وهذا لا يجوز على الإله لأنه دائما بالفعل.
  • - كذلك علينا أن نفهم الإله بصفته جوهر مفارقا للمادة ، وبذلك يعد الإله غير متناهي.
  • - القضية الثانية :
  • - المحرك الأول يحرك دون أن يتحرك وهذا شأن المعشوق والمعقول ، أي شأن العلة الغائية لأن المحرك الطبيعية ينفعل طبيعية والمحرك الإرادية ينفعل بالغائية ( أي الغاية ) وهي لا تنفعل به.
  • - فالمحرك الأول هو الخير بالذات وهو مبدأ الحركة وهو المبدأ المتعلقة به السماء والطبيعة وغيرها.
  • - يقول أرسطو : إن السموات تشتهي أن تحيا حياة شبيهة بحياة المحرك الأول اللامتحرك ما أمكن ولكنها لا تستطيع لأنها مادية فتحاكيها بالتحرك حركة متصلة دائمة هي الحركة الدائرية.
  • - القضية الثالثة :
  • - إن الله يتحرك كمعقول ومعشوق ، وهو معقول لأنه فعل محض وفعله التعقل ، وهو التعقل القائم بذاته ، والتعقل بالذات تعقل الأحسن بالذات ، والتعقل فيه عن معقول.
  • - فحياته تحقق أعلى كمال ، وهو يحياها دائما أبدا ( على عكسنا ) وعلى نحو أعظم بكثير مما يتفق لنا ، وهو لا يعقل غيره ؛ فإذا عقل غيره فقد عقل أقل من ذلك.
  • - إن ما يريد أرسطو تبيانه هو أن الإله لا يعقل البتة أي شيء خارج ذاته.
  • - وفي ذلك تتجلى خطورة كبرى تقف على كلام أرسطو هذا وهي إذا كان الله لا يتعقل إلا ذاته هذا يعني أن الإله لا يثيب ولا يعاقب ، وهذا يودي إلى امتناع ما يسمى ( يوم النشور ) وينتهي الأمر إلى فساد الإنسان واتحلاله انحلالا نهائية في هذا الكون.
  • - هنا تتجلى مشكلة العلم الإلهي في فلسفة أرسطو والتي سيكون لها التأثير الكبير في الفلسفة الإسلامية في العصر الوسيط وكذلك في الفلسفة المسيحية في العصور الوسطى.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.