ماهو مفهوم الوضوء وأركانه وشروطه؟

ماهو مفهوم الوضوء وأركانه وشروطه؟

  • بسم الله الرحمن الرحيم
  • (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).
  • تعريف الوضوء:


  • يُعرَّف الوضوء في اللغة بأنّه: مصدرٌ مأخوذٌ من الوضاءة؛ وهي الحُسن، والنظافة، والجمال...
  • وفي الاصطلاح الشرعيّ: هو اسمٌ لغسل أعضاء مخصوصة، بكيفيّةٍ مخصوصةٍ...
  •  وقد أجمع العلماء على وجوب الطهارة بالوضوء، أو الغسل للصلاة، وغيرها من العبادات، والدليل على ذلك قول الله -تعالى :
  • (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ).
  • الطهارة جزء أساسي من إسلامنا الحنيف ، طهارة القلب والجسد، ويعتبر الوضوء شرط أساسي لقبول الصلاة..
  • يستحضر المسلم النية قبل الوضوء، فلا يصحّ الوضوء إلا بنية رفع الحدث الذي منع من العبادة، ثم يسمّي الله، فيغسل كفّيه ثلاث مرّات؛ وحكم غسل الكفين ثلاث مرّاتٍ سنة، والدليل هو :
  •  حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي يتضمّن صفة وضوء الرسول ﷺ، حيث قال: (دعا بوضوءٍ، فتوضأ، فغسل كفَّيهِ ثلاثَ مراتٍ).
  •  وبعد ذلك يتمضمض ويستنشق..
  •  فقد ورد في حديث عثمان -رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي ﷺ، حيث قال: (فمضمض واستنثر، ثمّ غسل وجهَه ثلاثَ مراتٍ) 
  • ويُستحبّ تكرار المضمضة والاستنشاق ثلاث مرّاتٍ، ثم يغسل المسلم وجهه، وحدوده من أعلى الجبهة إلى أسفل اللحية طولاً، ومن الأذن إلى الأذن عرضاً، ويُستحبّ غسله ثلاث مرّاتٍ، لحديث عثمان -رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (ثم غسل وجهَه ثلاثَ مراتٍ) 
  • ثم يغسل المسلم يديه إلى المرفقين، ويكون الغسل من الأصابع إلى المرفق، ويستحبّ غسلها ثلاث مرات لحديث عثمان -رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي ﷺ حيث قال:  (ثم غسل يدَه اليُمْنَى إلى المِرفَقِ ثلاثَ مراتٍ، ثم غسل يدَه اليُسْرَى مِثْلَ ذلك).
  • ثم يمسح المسلم رأسه، ويمسح أذنيه، وبعد ذلك يغسل قدميه، ويستحبّ ثلاث مرات لحديث عثمان -رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي ﷺ.
  •  حيث قال:
  •  (ثم غسل رجلَه اليُمنَى إلى الكعبين ثلاثَ مراتٍ، ثم غسل اليُسرَى مِثْلَ ذلك) .
  •  ويدعو بعد الانتهاء بالدعاء المأثور عن النبي ﷺ
  • أركان الوضوء :


  • للوضوء ستّة أركان، وهي كمايلي:
  • 1_ النيّة: وهي واجبة، ومحلّها القلب، ودليلها قول الرسول ﷺ : (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ)،  
  • 2_ غسل الوجه: وحدّ الوجه من منابت شَعر الرأس المعتادة إلى أسفل الذقن طولاً، ومن الأذن إلى الأذن الأخرى عَرضاً .
  • 3_ غسل اليدين مع المِرفَقَين: يجب غسل اليدين ابتداءً من رؤوس الأصابع إلى المِرفَقَين .
  • 4_ مَسح شَيءٍ من الرأس: ويكون ذلك بوصول بَلل الماء إلى الرأس، سواءً كان المَسح لبشرة الرأس، أو شَعره. 
  • 5_ غَسل الرجلَين مع الكعبَين: وغَسل ما عليهما من الشَّعر، سواءً كان طويلاً، أو كثيفاً.
  • 6_ الترتيب: أي عدم تقديم عُضوٍ على عُضوٍ؛ فلا يصحّ تقديم اليدَين على الوجه .
  • 7_ الموالاة: وهي رُكنٌ من أركان الوضوء عند الحنابلة، ويُقصَد بها: عدم تأخير غَسل عُضوٍ ما عن العُضو الذي قَبله.
  •  سُنَن الوضوء :


  •  للوضوء عدّة سُننٍ يُثاب فاعلها، ولا يُعاقَب تاركها، وهي:
  • 1_ السِّواك: وهو ما يُستعمَل لتطهير الأسنان من عود الأراك ونحوه، ويُسَنّ قبل غسل الكفَّين أو قبل المضمضة.
  • 2_ التسمية: وتُسَنّ عند غسل الكفَّين أوّل الوضوء، وأقلّها قول: "بسم الله"، ويُسَنّ أن تكون مقرونةً بالنيّة؛ فيكون لسانه بالبسملة، وقلبه بالنيّة، وإذا نَسِيَ البسملة أوّل الوضوء أتى بها في أثنائه؛ فيقول: "بسم الله أوّله وآخره". 
  • 3_ الموالاة: أي تتابُع غَسل الأعضاء.
  • 4_ التيامُن: أي تقديم العُضو اليمين على اليسار. 
  • 5_ إطالة الغرّة والتحجيل، ويُقصَد بإطالة الغرّة: غَسل مُقدّمة الرأس، والأذنَين، والعنق مع الوجه، أمّا إطالة التحجيل، فيُقصَد بها: غسل البعض من العَضُدَين، والساقين، بغَسل اليدَين، والقدمَين. 
  • 6_البدء بغَسل الوجه من أعلاه، والبدء بالأصابع في غَسل اليدَين، والرجلَين. تحريك الخاتم؛ لإيصال الماء يقيناً. 
  • 7_استقبال القِبلة. عدم التكلُّم إلّا لمصلحةٍ. 
  • 8_عدم ضَرب الوجه بالماء. 
  • 9_الذِّكر، والدعاء عَقِب الوضوء؛ بقول: "أشهد أن لا إلهَ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المُتطهِّرين".
  • فقد قال النبيّ ﷺ: (من توضأ فأحسن الوضوءَ ثم قال: أشهد أن لا إله َ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهِّرين، فُتحت له ثمانيةُ أبوابِ الجنةِ، يدخل من أيّها شاءَ).
  • 10_صلاة ركعتين عقب الوضوء. 
  • شروط الوضوء:


  • يشترط لصحّة الوضوء عدّة شروط، بيّنها أهل العلم، ويمكن إجمالها فيما يأتي:
  • أولاً_ الإسلام: إذ إنّ الوضوء عبادةٌ.
  • ثانياً_ التمييز: فلا يصحّ الوضوء من مجنونٍ، أو صبيّ غير مُميّزٍ؛ لأنّهما ليْسا أهلاً للعبادة.
  • ثالثاً_ العلم بفرضيّة الوضوء: فلا يصحّ الوضوء حال التردُّد في فرضيّة الوضوء، أو الاعتقاد بأنّ أحد فروضه سُنّةً.
  • رابعاً_الطهارة من الحَيض والنفاس: إذ إنّهما ينافيان حقيقة الطهارة.
  • خامساً_ الماء الطهور: إذ لا بُدّ أن يكون طاهراً حتى يكون الوضوء صحيحاً.
  • سادساً_ عدم وجود مانعٍ من وصول الماء إلى البشرة.
  • سابعاً_ جريان الماء على العُضو: لا بدّ من وصول الماء إلى العضو كاملاً.
  • ثامناً_ النيّة: وهي شرطٌ عند المذهب الحنبليّ فقط.
  • تاسعاً_دخول الوقت: وهو شرطٌ خاصٌّ بدائم الحَدث، سواءً أكان الحَدث أصغر، أم أكبر.
  • عاشراً_ الموالاة: ويُقصَد بها التتابُع في أعمال الوضوء، أو التتابُع بين الوضوء والصلاة لمَن كان دائم الحَدث الأصغر، أو الأكبر.
  •  مكروهات الوضوء :


  •  يُكرَه في الوضوء ما يأتي:
  • 1_الإسراف في ماء الوضوء.
  • 2_ تخليل اللحية للمُحرِم بالحجّ، أو العُمرة. 
  • 3_الزيادة في غَسل الأعضاء عن ثلاث مرّاتٍ.
  • 4_ الاستعانة بغيره في غَسل الأعضاء إلّا لعُذرٍ.
  • أما عن نواقض الوضوء :


  •  يبطلُ الوضوء بعدّة نواقضٍ، وهي الأسباب التي تُنهيه، والحدث أمرٌ اعتباريّ يقوم بالبَدن، ويمنع من صحّة الصلاة، والنواقض هي:
  • 1_ الخارج من أحد السبيلَيْن (القُبل، والدُّبُر).
  • 2_ زوال العقل: أي زوال التمييز؛ بنومٍ، أو جنونٍ، أو سُكْرٍ، أو إغماءٍ، إلّا النوم جلوساً مُتمكِّناً ممّن كان على وضوءٍ.
  • 3_ التقاء بشرتَي رجلٍ وامرأةٍ .
  • 4_ مَسّ القُبل: أي ذَكر الرجل، وفرج الأنثى من الشخص نفسه، أو من غيره .
  • 5_ القيء والقهقهة.
  • 6_ غَسل الميّت .
  • الأمور التي تجب لها الطهارة من انتقض وضوؤه تحرُم عليه عدة أشياءٍ، وهي:


  • الصلاة ونحوها، كخطبة الجمعة للخطيب.
  • الطواف بالكعبة ومَسّ المصحف، وحمله.
  •  هذا ويُعَدّ الماء من الوسائل التي تحصل بها الطهارة، لرَفع الحَدث، وحتى يكون الوضوء صحيحاً، لا بُدّ أن يكون الماء صالحاً للوضوء، علماً أنّ هناك نوعَين من الماء الذي يصلح التطهُّر به، وهما:
  • 1_ الماء الطهور: فهو طاهرٌ في نفسه، ومُطهِّرٌ لغيره، ويتفرّع إلى سبع مياهٍ، ( ماء المطر. ماء البحر. البَرَدْ. الثلج. ماء النهر. ماء العَين. ماء البئر ).
  • 2_ الماء المُخالِط للطاهرات : وهو الماء الذي خالطه طاهرٌ، كالزعفران، أو الصابون، بشرط عدم سَلب اسم الماء عنه؛ فهو طاهرٌ في نفسه، ومُطهِّرٌ لغيره، فإن لم يُطلَق اسم الماء عليه، فإنّه يكون طاهراً غير مُطهِّرٍ لغيره؛ أي لا يصلح للوضوء.
  •  وقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يتوضّأ بالمُدّ فقط، والذي يُقدّر بستّمئةٍ وثمانيةٍ وثمانين بالمئة قياساً باللتر، وليس هناك حدٌّ أدنى لمقدار الماء الذي يجب الوضوء به، فالمهم استيعاب أعضاء الغسل جميعها في الوضوء، وعدم الإسراف .
  • يُستحَبّ للمسلم أن يُعيد الوضوء وهو على وضوءٍ مُسبَقٍ من غير أن يُحدِث، ومن الأدلّة التي تدلّ على استحباب تجديد الوضوء:
  •  ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ قُلتُ: كيفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قالَ: يُجْزِئُ أحَدَنَا الوُضُوءُ ما لَمْ يُحْدِثْ).
  •  هذا ما يحمل العبد على ملازمة الوضوء، والحرص عليه، لئلّا تفوته محبّة ربّه -عزّ وجلّ-، ألا وهي الغنيمة الكُبرى في الدنيا، والآخرة، ومن نالَها أصاب حظّاً وافراً، ونال سعادةً في الدارَين، ومن الجدير بالذكر أنّ الطهارة تشمل الأمور الحسّية؛ وذلك بالحرص عليها من النجاسات، والرذائل، والأمور المعنويّة؛ وذلك بالتزام الأخلاق الحَسنة. سببٌ في دخول الجنّة، 
  • وبيان هذا ما جاء عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من حديث أبي هريرةَ -رضي الله عنه- حيث قال: 
  • (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ).
  •  وفي هذا الحديث الشريف أهمّية واضحةٌ، وتأكيدٌ على فضل إتمام الوضوء عند صعوبة ذلك؛ مثل الوضوء وقت البرد؛ فبِه رِفعة درجات المسلم عند ربّه يوم القيامة، ورِفعة المسلم في درجاته في الجنان كنزٌ ثمينٌ يحرص المسلم عليه أشدّ الحرص؛ حتى يرتقيَ بمنزلته في مدارج العُلوّ، ويفوز بوعد ربّه في جنّات السموّ. سببٌ للورود على حوض النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، كما ورد في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتَى المَقْبُرَةَ، فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم دارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وإنَّا إنْ شاءَ اللَّهُ بكُمْ لاحِقُونَ، ودِدْتُ أنَّا قدْ رَأَيْنا إخْوانَنا قالوا: أوَلَسْنا إخْوانَكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أنتُمْ أصْحابِي وإخْوانُنا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ فقالوا: كيفَ تَعْرِفُ مَن لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِن أُمَّتِكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، فقالَ: أرَأَيْتَ لو أنَّ رَجُلًا له خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ ألا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فإنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الوُضُوءِ).
  •  والشاهد في قوله: "غرّاً مُحجَّلين منَ الوضوء" حيث تتجلّى فضيلةٌ الوضوء وعظمةُ أجره؛ وهذا تأكيد على أنّ الصلاةَ التي يعدّ الوضوء شرط لصحتها ستكون سبباً في ملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. والفضل المُترتِّب على ذلك جماليّة التطهُّر والتحلّي بالوضوء قبل الخروج إلى المسجد، وهذا ممّا يُشجّع المسلم على الطهارة في خروجه من بيته، حتى يحطَّ اللهُ من ذنوبه، وخطاياه.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.