ماذا تعرف عن مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام؟

ماذا تعرف عن مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام؟

  • - شاب نشأ في كنف رسول الله عليه الصلاة والسلام، أوفى فتيان أهل قريش وأجملهم وأبهاهم، وكان يقال عنه كان أنه أعطر أهل مكة حيث ولد في النعيم ...
  • - هو واحد من الشباب الذين سقاهم الإسلام الأخلاق الحميدة، فأنبتهم نباتاً حسنآ، ورباهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم..
  • - على الرغم من صغر سنه آنذاك، وحداثته، كان يحرص على حضور كل ندوة، تقام في دار الندوة ..
  • - وكان يدعى إلى كل المجالس، وذلك لحسن مظهره، ورجاحه عقله .
  • _ إسلام مصعب بن عمير :


  • - سمع أن الرسول عليه الصلاة والسلام ومن معه من أصحابه، يجتمعون بعيداً عن قريش وأذاها ، فلم يتردد في البحث والتحري واللحاق بهم، ولم يكن يستطيع الانتظار ، فذهب إلى دار الأرقم، وكان هناك الرسول عليه الصلاة والسلام ، يلتقى بأصحابه ويتلو عليهم شيء من القرآن، ولم يكد مصعب يجلس ويأخذ مكانه، حتى انسابت الآيات القرآنية إلى قلبه ، وجلست في فؤاده متربعة .
  • - وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ، يبسط يمينه المباركة الحانية، حتى لامس صدر مصعب المتوهج، فعششت السكينة العميقة داخله، وكان الفتى بلمح البصر آنذاك لديه من الحكمة ما يفوق ضعف سنه وعمره...
  • - وما كان شيء يقف في طريق مصعب بن عمير إلا شخصاً واحداً، وهي أمه، فكان يهابها، وكانت أم مصعب تدعى ( خناس بنت مالك )، تتمتع بقوة عظيمة في شخصيتها، والكل كان يهابها آنذاك، وكانت أمه خصمه، فهو أمر لايطاق ، فقرر مصعب أن يكتم إسلامه، حتى يقضي الله أمراً، فأصبح لفترة طويلة يتردد إلى دار الأرقم، يجالس الرسول عليه الصلاة والسلام وهو بكامل بهائه وسروره ...
  • - ويوم من الأيام شاهده عثمان بن طلحة، وهو يدخل دار الأرقم، وكان مصعب يصلي كما رسول الله عليه الصلاة والسلام، فذهب عثمان مشتكيآ إلى أمه ( أم مصعب )، وقف مصعب أمام أمه وعشيرته وقرأ عليهم نبأ جعلهم جميعاً في دهشة كبيرة، وتحدث لهم بلهفة عن الحق والقرآن ..
  • - وهمت أمه أن تسكته بلطمة قاسية، ولكن فجأة ترنحت واسترخت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلآلآ ..
  • - فما كان منها إلا أن أخذته إلى جانب من دارها وحبسته فيها، وظل رهينة في بيت أمه، حتى خرج بعض المؤمنين بهجرة إلى أرض الحبشة، فغافل أمه وحراسه ومضى إلى الحبشة مهاجراً ..
  • - وقد خرج يوماً بعض المسلمين وقد أبصروا منظراً تشفق له القلوب ،وتحزن عليه الأفئدة، وهو منظر مصعبآ يرتدي جلبابآ مرقعآ، وكان قبل إسلامه تعلوه ثياب جميلة نضرة رائعة متألقة، فنظر إليه الرسول نظرات حكيمة ومحبة، وقال عليه الصلاة والسلام : لقد رأيت مصعبآ هذا وما بمكة فتر أنعم عند أبوه منه، لقد ترك ذلك كله حب لله ورسوله..
  • _ شهرته ولقبه :


  • - آنذاك اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون سفيره إلى المدينة، يفقه الأنصار الذين آمنوا و بايعوا الرسول عند العقبة ، بالرغم من تواجد  في أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام من هم أكبر من مصعب ، عندئذ سموه مصعب الخير .
  • _ صفات مصعب بن عمير :


  • - رجاحة العقل ، الجمال ، والبهاء ، الكياسه ، الهدوء والرزانة ، الثبات ، والحكمة .
  • _ قصة في فطنة ورجاحة عقل مصعب :


  • - يوم ما كان يعظ مجموعة من الناس فجاء أسيد بن حضير شاهرآ سيفه، حاملاً حربته، يستشيط غيظآ و غضبآ من الذي يفعله مصعب، عن ردع قومه لأسيد عن دينهم ، وهجر آلهتهم ، وما إن رأى المسلمون الذين كانوا يجلسون مصعبآ قدومه حتى وجلوا، وخافوا ، لكن مصعب الخير ظل ثابتاً ، ووجهه متهلهلآ، وقف أسيد وسأله هو ومن معه، ما جاء بكما إلى حينا، تسفهان ضعفاءنا ؟ اعتزلانا ، إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة ،فأجابه مصعب وقال : أولا تجلس فتسمع فإن رضيت أمرنا قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره .(ماهذا الكلام الجميل يا مصعب ) !!..
  • - جلس أسيدا مستمعآ، فقد كان أسيد معروف بالعقل ورجاحته ،فقال انصفت، وألقى سيفه و حربته إلى الأرض، وجلس يسمع، ولم يتم مصعب قر اءة القرآن، ويحكي له الدعوة التي جاء بها محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، حتى أخذت أسارير أسيد تشرق ، ولم يكد يفرغ من حديثه حتى هتف أسيد وقال : ما أحسن هذا القول وأصدقه، كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين فأجابه : يطهر ثوبه أو بدنه ويشهد أن لا اله إلا الله ،فغاب أسيد ، ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه، ووقف يعلن إسلامه ..
  • _ إسلام أشراف الناس على يديه :


  • - أسيد بن حضير التي ذكرت قصته سابقاً ..
  • - ثم جاء سعد بن معاذ إلى مصعب فأصغى له مقتنع، وأسلم ثم جاء سعد بن عبادة، وقد أسلم أيضاً، فأصبح الناس يتهافتون ويتساءلون، إذا كان أسيد وسعد بن معاذ وسعد بن عبادة، قد أسلموا ،ففيما نحن تخلفنا عن الإسلام، فذهبوا إلى مصعب وآمنوا بما جاء به محمداً ، وبذلك كان قد نجح أول سفراء الرسول عليه الصلاة والسلام نجاحاً منقطع النظير ....

  • _ حمل الراية في المعركة :

  • - وتتالت الأيام و حدثت غزوه بدر ، وتلقى فيها المسلمون درساً قاسياً، كاد أن يفقدهم صوابهم .
  • - وأصبح الرسول عليه السلام يتفرس وجوه الناس المؤمنة ،في المعركة ، ويختار من يحمل الراية فاختار مصعب الخير ، فتقدم وحمل الراية ..

  • _ استشهاده :


  • -  وعندما غادر المسلمون مواقعهم في أحد، ولم ينصاعوا لأوامر الرسول، أوشك الخطر على رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وذهب مصعب ورفع اللواء عاليآ ، وأطلق تكبيرة ، وأخذ سيفه بيد والراية بيد أخرى ، ومضى إلى لفت نظر الأعداء، يبعدهم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ودعونا نسمع قول ابن سعد عن هذا المشهد قال ابن سعد :
  • - " أخبرنا ابراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري عن أبيه قال : حمل مصعب اللواء يوم أحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قميئة وهو فارس ،فضربه على يده اليمنى فقطعها ، ومصعب يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، وأخذ اللواء بيده اليسرى ، وحنا عليه ، فضربت يده اليسرى، فقطعها فحنا على اللواء وضمه، بعضديه إلى صدره وهو يقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه واندق الرمح، وقع مصعب وسقط اللواء، وقع شهيداً وياله من أعظم شهيد، ويالها من أجمل شهاده .
  • _ تكفين مصعب بن عمير:


  • - بعد انتهاء هذه المعركة ، وجد جثمان هذا الشهيد العظيم، المحب لله ورسوله، أرادوا أن يكفنوه فلم يجدوا شيء يكفن فيه، إلا نمرة، كان إذا وضعت على رأسه، تتكشف رجليه ، وأمر عليه الصلاة والسلام أن يجعلوها مما يلي رأسه، وجعل على رجليه من نبات الأذخر .
  • - وقف عليه الصلاه والسلام وهو يقول أمام جثمان مصعب :
  • - ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) ،ثم ألقي عليه الصلاة والسلام نظرة على بردته التي كفن بها، وقال : لقد رأيتك بمكة وما بها أرق حلة منك ، ثم ها أنت ذا شعث الرأس في بردة ...
  • - رحمك الله يا مصعب الخير، رحمك الله يا شهيد الخير رحمك الله يا مصعب بن عمير .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.