قصة الموعودون بالجنة عمار بن ياسر و آله

قصة الموعودون بالجنة عمار بن ياسر و آله

  • خرج ياسر بن عامر والد عمار من بلده في اليمن، يطلب أخا له ، وفي مكة طاب له المقام ، فاستوطنها محالفآ أبا حذيفة بن المغيرهدة ، وزوجه أبو حذيفة إحدى إمائه ( سمية بنت خياط ) ، ومن هذا الزواج المبارك رزق الله الأبوين ( عمار )...
  • وكان إسلامهم مبكراً شأنهم شأن الأبرار الذين هداهم الله ..
  • - تعذيب قريش لآل ياسر :


  • وكانت قريش آنذاك تتربص بالمؤمنين الدوائر ، ووكلت أمر تعذيبهم إلى بني مخزوم ، يخرجون بهم جميعاً ( ياسر وسمية وعمار ) كل يوم إلى رمضاء مكة الملتهبة ، ويصبون عليهم من جحيم العذاب ألواناً وفنوناً ، وكان نصيب سميت من ذلك العذاب فادحاً..
  • وكان موقف سمية وصبرها يمنح البشرية كلها شرفاً لا ينفذ ، جعل منها أماً عظيمة للمؤمنين في كل الأزمنة ...
  • كانت تضحيات آل ياسر النبيلة هي المنارهة المشعة التي تنير للأجيال المسلمة القادمة ، ثباتاً لا يزول وخلوداً لا يفنى ...
  • وكانت سمية وياسر وعمار ، هذه الفئة المباركة التي اختارتها مقادير الإسلام ، لتصوغ من تضحياتها وإصرارها شهادة ووثيقة عظيمة في كل زمان ..
  • - وصف عذاب المشركين لعمار بن ياسر :


  • وصف أصحاب عمار العذاب الذي نزل به في أحاديث كثيرة ..
  • _ فيقول عمرو بن الحكم : كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول .
  • _ ويقول عمرو بن ميمون : أحرق المشركون عمار بن ياسر بالنار ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يمر به ، ويمر يده على رأسه ويقول : " يا نار كوني برداً وسلاماً على عمار ، كما كنت برداً وسلاماً على ابراهيم "
  • كان يحتمل الهول والعذاب على جسده ، لأن روحه شامخة صابرة ..
  • - بشرى الرسول لهم بالجنة :


  • كان يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم، كل يوم إلى أسرة ياسر يحيي صمودها وبطولتها ، وكان قلبه بذات الوقت يذوب رحمة وحنان عليهم ..
  • وذات يوم ناداه عمار : يا رسول الله لقد بلغ منا العذاب كل مبلغ ..
  • فناداه الرسول وقال له : صبراً أبا اليقظان .. صبراً آل ياسر .. فإن موعدكم الجنة ..
  • هذه كانت بشرى الرسول الكريم لهذه الثلة العظيمة ..
  • - وصف حب الرسول له في بعض المواقف :


  • وسط جماعه المسلمين أخذ عمار مكاناً علياً ، وحق له ذلك ... 
  • كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حباً عظيماً ، ويباهي أصحابه بإيمانه ، ويقول عنه : " إن عمار ملئ إيماناً إلى مشاشه " 
  • وحين وقع سوء تفاهم بين خالد بن الوليد ، وبين عمار قال الرسول :
  • " من عادى عمار ، عاداه الله ، ومن أبغض عمار ، أبغضه الله " .
  • حينها لم يكن أمام خالد بن الوليد ، بطل الإسلام ، إلا أن يسارع إلى عمار معتذراً إليه وطامعاً في صفحه الجميل ..
  • وبلغ في درجات الهدى واليقين ، ما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يزكي إيمانه ، يرفعه بين أصحابه ليقتدوا به ، ويقول :
  • " اقتدوا باللذين من بعدي ، أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمار "..
  • - ولايته على الكوفة :


  • اختاره أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والياً على الكوفة ، وجعل ابن مسعود معه على بيت ما لها ، وكتب إلى أهلها كتاباً يقول لهم :
  •  إني بعثت إليكم عمار بن ياسر أمير ، وابن مسعود معلم ووزير ، وأنهما من النجباء ، من أصحاب محمد ، ومن أهل بدر ..
  • وسار عمار في ولايته سيراً شق على الطامعين في الدنيا تحمله .. وقد زادته الولاية تواضعاً وورعاً وزهداً ..
  • - صور في زهده وتواضعه وكريم أخلاقه : 


  • _ يقول ابن أبي هزيل : رأيت عمار بن ياسر وهو أمير الكوفة، يشتري من قثائها ثم يربطها بحبل ويحملها فوق ظهره ، و يمضي بها إلى داره ..
  • _ ويقول له واحد من العامة : يا أجدع الأذن و هو أمير الكوفة ،يعيره بأذنه التي قطعت بسيوف المرتدين في حرب اليمامة ، فلا يزيد الأمير الذي بيده السلطة على أن يقول لشاتمه : خير أذني سببت ، لقد أصيبت في سبيل الله ..
  • - وصية حذيفة بن اليمان في عمار :


  • كان حذيفة بن اليمان يتهيأ للقاء الله ، ويعالج سكرات الموت ، فسأله أصحابه حوله : بمن تأمرنا إذا اختلف الناس ؟ 
  • فأجابهم وهو يلقي بآخر كلماته : عليكم بابن سمية فإنه لن يفارق الحق حتى يموت ..
  • - استشهاده في آخر معركة واقفاً لجانب علي بن أبي طالب :


  • ذات يوم من قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تقتل عمار الفئة الباغية " 
  • خرج عمار وقد بلغ من العمر ثلاثة وتسعون عاماً للقتال إلى جانب الإمام علي ، وقاتل أشد وأروع ما يقاتل به أبناء العشرون ، ولا يحرك شفتيه إلا بهذه قائلاً : ( عائذ بالله من فتنة .. عائذ بالله من فتنة ) 
  • ونشبت الفتنة وأخذ الراية بيده ورفعها فوق الرؤوس عالياً ، وصاح في الناس قائلاً : والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله ، وهاأنا ذا أقاتل بها اليوم ، والذي نفسي بيده ، لو هزمونا حتى يبلغوا سعاف هجر ، لعلمت أننا على الحق ، وأنهم على الباطل ..
  •  ويقول أبو عبد الرحمن السلمي : شهدنا مع علي في ( صفين ) فرأيت عمار بن ياسر ، لا يأخذ في ناحية من نواحيها ولا واد من أوديتها إلا رأيت أصحاب محمد يتبعونه ...
  • وكانت دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام ، تتألق أمام عينيه : (تقتل عمار الفئة الباغية) ..
  • وحاول رجال معاوية أن يتجنبوا عمار حتى لا تقتله سيوفهم ، فتبين للناس أنهم الفئة الباغية ،ولكن قتال عمار الشرس أفقدهم صوابهم ، فتربصوا به وأصابوه وقتلوه ، وشاع مقتل عمار وذهبوا يتناقلون الخبر ، ونبوءة الرسول ، وعرف الناس من تكون الفئة الباغية ، إنها فئة معاوية ، التي قتلت عمار ، وازداد أصحاب علي إيماناً بهذا ..
  • أما عمار فقد حمله الإمام علي فوق صدره ، وصلى عليه ، ثم دفنه في ثيابه ...
  • منذ ساعات كان عمار يصيح ويقول : اليوم ألقى الأحبة .. محمد وصحبه..
  • كأنه يعرف موعده ، فقد آن له أن يلبي النداء ، ويهتف بذهابه ، والرحيل إلى رحاب الجنان ..
  • رحمة الله عليك يا عمار بن ياسر ...
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.