- حققت أبحاث العلماء داخل رأس الإنسان ، نتائج كشفت عن الكثير من غوامض نشاط المخ والسلوك ولكن الشوط أمامهم لا يزال بعيداً ..
- إن كتاب ( الدماغ والعقل ) لأستاذ علم وظائف الأعصاب في كلية الطب في الولايات المتحدة الأمريكية ، يعتبر واحد من أبرز الكتب التي تركت آثارها وما تزال ، على البحوث المعاصرة حول نشاطات العقل و فعاليته ، في الشعور أو الوعي والكلام و الإنتباه والانفعالات والذاكرة والإرادة وغيرها ..
- مهدت لظهور هذا الكتاب دراسات رفيعة المستوى ، في تحديد أقطاب كهربائية في الدماغ ، لاستدعاء تشكيلة واسعة من الإستجابات التي يمكن التنبؤ بها .
- وعلى الرغم مما ساهمت به البحوث المعاصرة للأعصاب في إثراء معرفتنا عن العمليات العقلية ، فانها وضعتنا أمام متاهات جديدة تشير بأن الطريق أمامنا ما يزال طويلاً نحو معرفه أكثر يقيناً .
- والسؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف يتم تفريغ شحنات الأعصاب في حالة شعور الإنسان بالفرح والبهجة ؟
- أو في حالة شعوره بالندم والألم ؟
-
* لغز أعصاب المخ :
-
زودتنا المعرفة المحدودة لنشاطات أعصاب الدماغ ، بأن الاندفاعات تنشأ بواسطة حركة الأيونات خلال غشاء الخلايا ، مقترنة بإطلاق مادة قادحة عند طرف المحور . - ولكن السؤال الذي ما يزال غامضآ ، يقول : لماذا ينبغي أن يرتبط الاندفاع بحركة عضلة وأخرى ، بالتفكير الإبتكاري ؟
- على الرغم من كل الاكتشافات التي وصلنا إليها في علم وظائف الأعصاب ، فإن دور أعصاب المخ وأثرها في التفكير والسلوك ، ما يزال أمر غير معروف ، وثمة عشرات النشاطات الأخرى ما تزال غامضة لأنها افتراضات تبحث عن التحقيق ، و المزيد من البحث والمتابعة والإثبات ..
-
* عمل الخلية العصبية :
-
إن الخلية العصبية بحكم المهام الملقاة على عاتقها ، ماهي إلا نظام معين تتحكم فيه ميكانيكية حيوية خاصة ، لتجعل منها بطارية حية دقيقة ، فتأخذ من الخامات التي تدور في الدم ماتشاء ، وبهذه الخامات تستطيع أن تحافظ على حياتها كأي خلية من خلايا الجسم ، لكن الخلية العصبية ذاتها تتميز بامتلاكها لعمليات أخرى ، فتحول الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربائية ، وبها تشحن نفسها ، فإذا أثيرت أفرغت شحنتها ، و انطلقت منها نبضة كهربائية ضعيفة لتوصلها إلى جاراتها ، أو لترد بها على برسالة قادمة من مكان ما في الجسم الحي ، ثم تعاود شحن نفسها وتفرغ أو تختزن الشحنة لوقت الحاجة ، وهكذا تسير الأمور في كل الخلايا العصبية ، لا فرق هنا بين خلية عصبية لأي إنسان أو لأي نوع من أنواع الحيوانات . - و لقد كشفت البحوث في العالم على أسرار مذهلة في امكانية احتفاظ الخلايا بالمعلومات عن طريق التعليم التجريبي .
-
* استخدام الأبحاث والتجارب على الإنسان :
-
إذا كان الحيوان هو المادة الأولية في مختبرات علم النفس ، فإن الإنسان هو المخلوق المباشر الذي كثيراً ما يستفيد من معظم الدراسات والإستنتاجات التي نصل إليها من دراستنا وتجاربنا على الحيوان ، والكل في مجتمع الحيوان والإنسان بخلاياه العصبية يستجيب للمؤثرات ، وبها يحس ، وينفع ويثور ، لكن الأساس في ذلك كله هو خلية عصبية تستطيع أن تتخاطب مع أنواعها بلغتها الخاصة ، ولغة هذه النبضات الإلكترونية تسري في داخل الكائنات الحية ، دون أن تشعر بسريانها وبهذه اللغة الغريبة ، التي تسجلها أجهزتها الإلكترونية الحساسة على هيئة خطوط ترتفع وتنخفض ، يكون التخاطب والتفاهم من هذا المجتمع الخلوي العظيم الذي تضمه أجسام الكائنات الحية . -
* الدماغ البشري ومكوناته :
-
إن الدماغ البشري لا يزيد وزنه ما بين ثلاثة إلى أربعة أرطال عند البالغين ، يحتوي على ما يقارب من 12 ألف مليون خلية عصبية ، هي من حيث الشكل والمظهر متشابهة ولكنها من حيث المضمون مختلفة . - وبتعبير آخر ، إن هنالك تخصصآ عظيماً في مناطق الدماغ المختلفة ، فكلما نحسبه بحواسنا التقليدية المعروفة ، وكل ما نختزنه من معلومات ، وكل ما نشعر به من انفعالات ، إنما تم اكتشاف مراكزه المحددة في الدماغ بعد مئات الآلاف من البحوث التجريبية المختبرية .
- لخص الكثير من هذه البحوث العالم الراحل الدكتور أحمد زكي في بحثه عن الطب المصور والجهاز العصبي، بإشارته إلى المخطط التمثيلي المبسط الذي استخدمه الدكتور( بنفيلد) في تحديد المساحات والمناطق التي تخدم الأعضاء المختلفة للجسم كخريطة مصغرة للدماغ.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.