-
- معنى تهذيب النفس :
- - التهذيب في اللغة يعني التنقية والتطهير ، وهذّب الشيء بمعنى نقّاه وأخلصه، وهذّب النخلة أي نقّى عنها الليف، والرجل المهذّب هو مطهّر النفس والباطن من الأخلاق الرذيلة والصفات الذّميمة .
- - ويقال في اللغة : هَذَبَ القومُ ـِ هَذْباً: كثر لَغَطهم. وـ الماءُ ونحوه: سال. وـ الشيءَ: قطعه. وـ نقّاه وأخلصه. وـ أصلحه.
- - ويقال: هَذَب النخلةَ: نقّى عنها اللِّيف.( أهْذَبَ ): أسرع.
- - و يقال: أهذب الإنسان في مَشيه، والفرس في عَدْوه، والطائر في طيرانه. وـ السَّحابةُ ماءها: أسالته بسرعة.
- - و ( هَذَّبَ ) النَّخْلةَ: هَذَبها ( شُدِّد للمبالغة ). وـ الكلامَ: خلّصه مما يَشينه عند البلغاء.
- - ويقال: هذَّب الكتاب: لخَّصه وحذف ما فيه من إضافات مُقْحَمة أو غير لازمة. وـ الصبيَّ: ربّاه تربية صالحة خالية من الشوائب.
- - ويقال : ( تَهَذّب ) الشّيءُ: صار مهذَّباً.( الهَذَب ): الصَّفاء والخُلوص. يقال: ما في مودَّته هَذَب.( الهَذِب ): يقال: فرس هَذِب: شديد السرعة.
- - واصطلاحا ؛ فقد ورد معنى تهذيب النفس في معجم المصطلحات الشرعية بأنه : تزكية النفوس، وتطهيرها من الآفات، والترقي بها نحو محاسن الأخلاق، ومكارمها . وفي ذلك قوله عَزَّ وَجَلَّ:( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ). وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب . " البخاري : 52 .
-
- كيف أهذب نفسي :
-
١- مجاهدة النفس بطلب العلم :
- - فيجاهد الإنسان نفسه في الابتعاد عن الذنوب والمعاصي بإشغال النفس بطلب العلم بمختلف أنواعه، والسعي لذلك ما أمكن، وأهمّ ما يجب على الإنسان تعلّمه والانشغال به من العلوم هي العلوم الشرعيّة مثل الصلّاة، وتزكية النفس ، والعلوم المتصلة بالقرآن والطّهارة، والزّكاة، والحجّ، وأحكام البيع والشراء، والعقيدة والتفسير وغير ذلك .
-
٢ - مجاهدة النفس بالعمل:
- على المسلم أن يبذل جهده في الوصول للغاية التي خلق لأجلها وهي العبادة، وكلّما أقام المُسلم حقّ الله عليه من العبادة زاد تعلّقه وتيقنه وتمسك بحبل الله أكثر ، واستطاع تهذيب نفسه أكثر وقرّبها من الله أضعافا مضاعفة ، لذلك فإن تهذيب النفس خير ما يكون بالسعي لعبادة الله وحسن شكره على النعم والفضل ؛ فتلك أعظم وسيلة تقربنا من الله وأن ندفع النّفس عن المنكرات والبعد عن المعاصي لأنها تقودنا للابتعاد عن الله ونهجه.
-
٣ - تهذيب النفس بالابتعاد عن المعاصي :
- - ويكون ذلك من خلال :
- - الاستعانة بالله عزَّ وجلّ، والتّوكل عليه، والتضرّع إليه، و الهروب منه إليه ؛ قال تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
- - الحفاظ على الفرائض والسنن ، وأهمها الصّلوات الخمس، قال سبحانه وتعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ).
- - التوجه لله بالدعاء أن يثبّته على الإسلام ويبعده عن المعصية؛ فعن النوّاس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-: (ما مِن قلبٍ إلَّا بَيْنَ إصبَعَيْنِ مِن أصابعِ الرَّحمنِ إنْ شاء أقامه وإنْ شاء أزاغه. قال: وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّتْ قلوبَنا على دِينِكَ. وقال: والميزانُ بيدِ الرَّحمنِ يرفَعُ قومًا ويخفِضُ آخَرينَ إلى يومِ القيامةِ)
- - الابتعاد عن رفقاء السوء و المحافظة على الصحبة الصالحة التي تخجل من ارتكاب الذنوب و المعاصي أمامهم.
- - المداومة والاستمرارية في قراءة القرآن و الذكر والاستغفار وقيام الليل ؛ لأثرهم الكبير و البالغ في تهذيب النفس ورقيها.
-
أقوال في تهذيب النفس :
- - كتب سلمان الفارسي إلى أبي الدرداء رضي الله عنهما: إنك لا تنال ما تريد إلا بترك ما تشتهي، ولن تبلغ ما تأمل إلا بالصبر على ما تكره، فليكن قولك ذِكرا، وصمتك فِكرا، ونظرك عبرة، واعلم أن أعجز الناس من أتْبَع نفسه هواها، وأن أكيسهم من اعتبر نفسه وعمل لما بعد الموت.
- * بهجة المجالس ٣٢٢/٣
- - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((عمرُ بن الخطاب! أميرُ المؤمنين! والله لتتقين الله أو ليعذبنك)).
- - قال حمدون القصَّار: (من نظر في سِيرة السلف عرف تقصيرة وتخلفه عن درجات الرجال) .
- - قال أبو مسلم الخولاني: " أرأيتم نفسًا أن أكرمتها ونعَّمتها و وعدتها ذمتني غداً عند الله؟ قالوا من تلك يا أبا مسلم؟ قال: تيكم نفسي" .
- الزهد لأبي داود ص ٣٨٣
- - قال الجنيد: " النفس إذا طالبتك بشيءٍ ألحت، فلا تزال تعاودك ولو بعد حينٍ حتى تصل إلى مرادها…. أما الشيطان إذا دعاك إلى زلة فخالفته بترك ذلك يوسوس بزلة أخرى؛ لأن جميع المخالفات له سواء".
- الرسالة القشيرية ١٩٨/١
-
" من نظر في سِيرة السلف عرف تقصيرة وتخلفه عن درجات الرجال"
- - قال أبو بكر بن عبد الله المزني: " ما أرى امرءًا إلا رأيت له الفضل علَيّ؛ لأني من نفسي على يقين، وأنا من الناس على شك".
- البصائر والذخائر ٢٢١/١
- - قال وهيب بن الورد:" من صلاح نفسي: معرفتي بفسادها؛ وكفى بالمرء شراً أن يعرف من نفسه فساداً ثم يقيم عليه".
- المجالس وجواهر والعلم ١٤٦/٥
- - قال عبد الله بن المبارك: " من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصيرًا ثم لا يباليَ ولا يحزن عليه ".
- شعب الإيمان٢٧١/٢
- - قال ابن القيم:" النفس كالعدو؛ إن عرفت صولة الجد منك استأسرت لك، وإن أنست عنك المهانة أسرتك".
- بدائع الفوائد ٢٢٥/٣
- - قال الحسن البصري: "لا يزال العبد بخير ماعلم الذي يفسد عليه علمه، فمنهم من يُزيَّن له ما هو فيه، ومنهم من تغلبه الشهوة".
- الزهد لابن المبارك ٥٢٨/١
-
"معرفة النفس أخفى من معرفة العدو، ومعرفة العدو أجلى من معرفة الدنيا"
- - قال الحكيم سُمْنُون بن حمزة: " من تفرس في نفسه فعرفها صحت له الفِراسة في غيره و أحكمها" .
- تاريخ بغداد ٢٣٥/٩
- - قال سهل بن عبد الله التُّسْتَريّ: "معرفة النفس أخفى من معرفة العدو، ومعرفة العدو أجلى من معرفة الدنيا".
- حلية الأولياء ٢٠١/١٠
- - قال يحيى بن معاذ: " سقم الجسد من الأوجاع، وسقم القلوب في الذنوب، فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه، فكذلك القلب لا يجد حلاوة العبادة مع الذنوب".
- ذم الهوى ص ٦٨
- - قال إبراهيم الخوَّاص: دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.
- ذم الهوى ص ٧٠
- - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:ما شيءٌ أذهبَ لعقول الرِجال من الطمع.
- كتاب «الآداب الشرعية» لابن مفلح ٣٠٨/٣
- - كان الأسود بن يزيد -رحمه الله- يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين ، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال.
- سير أعلام النبلاء ٥١/٤
- https://shamela.ws/book/6874
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.