- واصل المسلمون في عهد بني أمية السير على خطا الفتح الإسلامي وبنفس استمرار الحملات رغم استشهاد الكثيرين : الإستراتيجية ، وبذلوا جهوداً مضنية في الدفاع عن دولة الإسلام ، وبخاصة حدودها الشمالية والشرقية المتاخمة لقبائل الخزر والترك ، التي عرفت بقوة البأس والشكيمة .
-
تنظيم البريد للنهوض بالحياة الإقتصادية :
-
تزخر الحوليات الإسلامية بأخبار الحملات على تلك المناطق والتخوم ، وتعزيز قوات المرابطين المسلمين في الثغور في تلك الأقطار النائية . - من أجل ذلك نظم المسلمون البريد ، ووسائل الإتصالات السريعة ، التي جعلت الخلفاء وولاتهم يقفون على أمور الدولة ، وأمنها ، وسلامتها ، حتى أنهم كانوا لا يحجبون صاحب البريد من الدخول عليهم في أي ساعة من الليل أو النهار ، إذ ربما ( أفسد على القوم سنة ، لحبسهم البريد ساعة ) ، على حد قول عبدالملك بن مروان .
-
حملات منتصرة وأخرى خائبة :
-
وإذا كانت معظم تلك الحملات قد كللت بالنصر ، فإن بعضها لم يحالفه النجاح ، لكن ذلك لم يفت في قوة المسلمين أو يحيدهم عن تغيير تدبيرهم واستراتيجيتهم الثابتة ، في ضرورة المحافظة على قوة الدولة ، وهيبتها وسلامة حدودها .. - استشهد القائد الشيباني الشهير ( مصقلة بن هبيرة ) ، وجميع أفراد حملته التي قدرتها بعض المصادر ، بعشرين ألف رجل من خيرة المجاهدين ، وذلك لدى توغلهم في إقليم طبرستان عام 50 هجري ، 670 م ، ومع ذلك فلم يهن المسلمون ولا تخاذلوا ، بل استمروا في إرسال الحملات إلى هذا الثغر حتى تم ضبطه ودخل معظم أهله في الإسلام .
-
عمل الحجاج في تأمين الحدود الإسلامية :
-
للحجاج بن يوسف الثقفي فضل في سعيه الدائب لتأمين الحدود الشرقية للدولة الإسلامية . - يرسل حملة كبيرة قوامها عشرون ألف رجل من أهل البصرة والكوفة عام 78 هجري ، 698 م ، لإخضاع إقليم سجستان ( أفغانستان الحالية ) .
- لكن هذه الحملة التي قادها عبیدالله بن أبي بكرة ، حوصرت في ذلك الإقليم ، وقتل معظم أفرادها ، فلم ينج منهم سوى حوالي خمسة آلاف رجل ، مما أحدث تضعضعاً ملحوظاً في قوة المسلمين ، وهيبتهم في تلك المناطق .
-
تدبير ورأي الحجاج :
-
لقد رأى الحجاج بنظره البعيد ، ضرورة توجيه حملة كبيرة جديدة إلى سجستان للإنتصار على الأعداء هناك ، واستعادة هيبة الدولة ، وأورد البلاذري في أنساب الأشراف نص كتاب الحجاج إلى عبدالملك الذي يستأذنه فيه بتسيير الحملة الجديدة ، فقال : - " أما بعد ، فإن جند أمير المؤمنين الذين بسجستان أصيبوا ، فلم ينج منهم إلا القليل ، وقد اجترأ العدو بالذي أصابه من أهل الإسلام ، فدخلوا بلادهم وغلبوا على حصونهم وقصورهم ، وقد أردت أن أوجه إليهم جنداً كثيفاً من أهل المصرين ( البصرة والكوفة ) ، فأحببت أن أستطلع رأي المؤمنين في ذلك " ..
-
رد عبد الملك للحجاج وإجابة الحجاج له :
-
يأتي رد عبدالملك قوياً متماسكاً يدل على قدر الرجال وثقتهم ، فأجاب الحجاج : - " بلغني كتابك لما ذكرت من مصاب المسلمين بسجستان ، حتى لم ين منهم إلا الشريد ، وجراءة العدو لذلك ، وقوتهم على أهل الإسلام ، فأولئك قوم كتب القتل عليهم فبرزوا إلى مضاجعهم ، وعلى الله ثوابهم ، وأما ما أردت أن يأتيك فيه رأيي من توجيه الجنود وإمضائها إلى ذلك الفرج الذي أصيب فيه المسلمون أو کفها ، فإن رأيي أن تمضي رأيك راشداً موفقاً " ..
-
خاتمة المقال :
- هذه لمحة بسيطة عن أعمال المسلمين للنهوض بالحياة الإقتصادية في عهد بني أمية ، وقد تكلمنا بعض الأمثلة عن بعض انتصاراتهم التي حققوها آنذاك ...
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.