- * مقدمة :
- بالأمس ، كان أهل الكويت يبحثون عن الأطباء ، فلا يجدونهم ويسألون عن الدواء فلا يجدونه أیضآ ، ويرتفع صوت الألم والشكوى من جانب المرضى ، ويبحث الناس عن دواء لمرضاهم ، ولا سبیل غير الطب الشعبي الذي ساد بين الأهالي في تلك الحقبة من الزمن لعله يسكن تلك الآلام أو يشفيها ، ويعيد ابتسامة الأمل إلى شفاه المرضى ..
- حياة قاسية تنذر بالسقوط حين يشتد المرض ويطبق بقبضته دون رحمة على أولئك الذين كانوا ضحية الأمراض في العصور الماضية من حياة الكويت وتاريخها ..
-
* فرج الله على الناس :
-
ثم شاءت إرادة الله أن تأتي بالفرج لأهل هذه الأرض ، وتتفتح نوافذ الأمل بوصول الدكتور ( جون فان أمس) والدكتور ( أرثو رکي بنت ) إلى الكويت 1910 ، بدعوة من الشيخ مبارك الصباح ، وحين وصولهما استاجرا دیوان « آل بودي » الواقع خلف قيصرية ابن رشدان ، حيث قام الدكتور جون بنت بتهيئة ما هو مطلوب من الدواء والعلاج والعقاقير ، والدكتور جون بنت هو أول طبيب عمل في الكويت من قبل الإرسالية الأمريكية . -
* أول عملية ... كانت لحصان :
-
يروي الأستاذ عبد الله الحاتم ، في كتابه « من هنا بدأت الكويت » ، أنه عند افتتاح هذا المستشفى لم يهتم السكان به في باديء الأمر ، بل راحوا يسخرون به ويتهربون منه ، وحتي الشيخ مبارك لم يكن مطمئناً له ، ولذا فقد أرسل حصاناً له إلى هذا المستشفى لمعالجته على سبيل التجرية ، ليتأكد فائدته ، وأجريت العملية في محاولة من الدكتور « بنت بارك » لإقناع الأهالي بالعلاج ، والتمشي مع الواقع الذي يحيط به ، وأجريت العملية، وشفي الحصان . - بعدها فكانت أول عملية جراحية قام بها هذا المستشفي ، ولكن اقتناع الناس لم يتحقق أيضاً ، فأرسل الشيخ مبارك الصباح أحد خدامه للعلاج من مرض تعرض له ، فعولج وشفي أيضاً ، وبعدها بدأت الثقة تتسرب بشيء من الحذر والخفاء إلى قلوب الناس .
-
* إقامة وإنشاء مشفى :
-
ثم قامت الإرسالية عام 1911م ، بشراء الأرض اللازمة لإقامة مستشفى لها ، وتم الشراء والبناء ، فكان أول مستشفى يقام بالكويت عام 1913م ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل بدأت خطوات التوسع في الخدمة الصحية ، وبدأ التفكير في تأسيس دائرة الصحة عام 1939 م، وبناء المستشفى الأميري الذي افتتح في عهد الشيخ أحمد الجابر في 29 ذي الحجة 1949م ، ثم كانت مسيرة الحركة الصحية بالمستشفيات والمستوصفات . - كل هذا من أجل إيجاد مجتمع صحي تفخر فيه الكويت بين المجتمعات الأخرى .
-
* إنشاء كلية طب :
-
لأن توفير مناخ صحي لكل مواطن يحتاج إلى فريق من الأطباء على اختلاف التخصصات ، فقد فكرت الدولة في إنشاء كلية للطب في الكويت ، لتعطي وجه آخر من وجوه الكويت المشرقة ، فالدولة أولت جل اهتمامها بضرورة وجود مثل هذا الصرح العلمي الكبير ، إيماناً منها بتوفير الأطباء من أبناء البلاد للعمل إلى جانب إخوانهم العرب ، فالطب من أكبر المهن الإنسانية التي يمارسها الإنسان ، ليعيد بها ابتسامة الأمل في الحياة لأولئك الذين يبحثون عنه في كل زاوية من زوايا هذه الأرض .. - لكن السؤال المطروح هو : كيف كانت البداية في مسيرة هذه الكلية ..؟
-
* الصعاب التي واجهت الكلية :
-
كان من الطبيعي أن تواجه الكلية بعض الصعاب في بداية ميلادها ، وهي صعوبات انحصرت في قلة الأساتذة الأكفاء ، وبخاصة في تخصصات علوم الطب الأساسية ، لندرتهم في جميع أنحاء العالم وانعدامهم بين الكويتيين ، ثم ندرة القادرين على إدارة المعامل . تبلورت فكرة إنشاء الكلية ، وبدأت اللجان أعمالها في وضع البرامج والخطط ، وإعداد قاعات محاضرات ومستشفى وغير ذلك ، ثم التخطيط لاستقطاب الأساتذة والفنيين ، حتى اكتملت كل الإجراءات اللازمة لبداية العمل . - وفتحت الكلية أبوابها بقبول أول دفعة من طلبة الطب في يوليو من عام 1979م ، وقد بلغ عددهم في تلك السنة ( 50 ) طالب وطالبة ، وكان هؤلاء قد قضوا سنتين دراسيتين في كلية العلوم ، درسوا فيها بعض مقررات اللغة الانجليزية وتاريخ الطب وقد استطاع « 43 » طالب منهم إكمال الدراسة إلى السنة الرابعة وحصلوا على بكالوريوس علوم الطب الأساسية في يونيو 1980 م ، وبدأوا الآن في دراستهم الإكلينيكية بالمستشفيات ، ومدتها ثلاث سنوات يحصلون بعدها على بكالوريوس الطب والجراحة. .
-
* أهم مقومات تدريس الطب :
-
لعل من أهم مقومات تدريس الطب هو : - 1_ توفر المعامل التي يستطيع الطالب أن يجرى تجاربه بداخلها .
- 2_ وكذلك توفر المستشفيات اللازمة للدراسة العملية ، حيث زودت مختبراتها العلمية بأحدث الوسائل والأجهزة اللازمة لإجراء التجارب ...
- فهناك مستشفى الصباح ، والمستشفى الأميري ومستشفى الولادة ، ومستشفى العظام ، ومستشفى الأمراض النفسية ، كل هذه المستشفيات تسهل للطلاب دراساتهم الإكلينيكية فيها ، وسيكون مستشفى مبارك الكبير هو المستشفى الرئيسي لهذا النوع من الدراسات .
-
* في الختام نقول :
-
لقد احتل الطب بالكويت مكاناً بارزاً لاهتمام الدولة بتدعيم هذه المهنة بكل الوسائل الحديثة المتطورة ، واستقدام كبار الأخصائيين للعمل بالمستشفيات ، كل هذا من أجل السعي وراء ايجاد مجتمع يتمتع بالصحة خاليا من الأمراض . -
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.