- " إن الله يهدي من يشاء "
- بطل مقالنا هذا هو واحد من أهل قرية ، عرفت بسمعتها السيئة فهي تقطع الطريق ، وتشتهر بالسطو الغير مشروع ، يسمونهم حلفاء الليل والظلام ، ويا ويل من يأخذه الليل إلى هذه القبيلة وهي قبيلة غفار ..
- فالداخل إليها مفقود ، والخارج منها مولود ، يعبدون الأصنام ويتقربون إليها ..
- خرج منهم ذات ليلة رجل متنكر ، لا يعرف هل هو عابر سبيل ؟ أم مسافر طال به الرحيل ؟
- دخل إلى مكة ، يبحث عن محمد عليه السلام ، وقد اقتنع بصدقه ، واطمئن لدعوته ، وكل ما سمع قوم يتحدثون عن النبي الكريم ، اقترب منهم في حذر ، وأخذ يجمع معلومات عن مكان يستطيع أن يراه فيه ..
-
قصة إسلامه :
-
بحث أبا ذر الغفاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجد الرسول جالساً وحده ، فاقترب منه وقال : نعمت صباحاً يا أخا العرب ، فأجابه الرسول : وعليك السلام يا أخاه .. - فقال أبا ذر : أنشدني ما تقول ..
- أجاب الرسول : ما هو بشعر فأنشدك ، ولكنه قرآن كريم ..
- وما أن تلا عليه بعض الآيات ، حتى أصغى أبا ذر ، ولم يمض الوقت حتى هتف ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ..
- فتعجب الرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن أتى رجل من غفار ، وهم قطاع طرق ، و مضرب الأمثال في السوء ، فقال عندها صلى الله عليه وسلم : إن الله يهدي من يشاء ..
- فأبا ذر من الذين أراد الله بهم الخير ، فأبصرهم طريق الحق ، فهو كان لا يحب تعبد الأصنام ، وكان يسفههم ويدعوا إلى عبادة الله الواحد الأحد ، حتى حث إليه الخطا ، وشد الرحال ...
- بهذا يكون أبا ذر الخامس أو السادس ، من الذين أسلموا ، فكان إسلامه في الأيام الأولى ، بل في الساعات الأولى للإسلام ، كان إسلامه باكراً ..
-
أول صيحة في الإسلام :
-
قد كان آنذاك يخفون إسلامهم ، لكن لم يكن أبا ذر يحتمل إيمانه بهمس ، فهو يحمل طبيعة جياشة فوارة ، متمرد على الباطل ، فلا يحتمل رؤية الحجارة وهم مرصوصة يعبدونها .. - و دخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله " ،
- كانت هذه الصيحة ، أول صيحة بالإسلام ، تحدت كبرياء قريش ، و قرعت أسمعها ، صيحة رجل غريب ليس له في مكة حسب ولا نسب ولا حمى ، فأحاطه المشركون وضربوه حتى صرعوه .
-
إسلام قومه :
-
أمره الرسول عليه السلام ، بالعودة إلى قومه ، فعاد أبا ذر إلى قومه ، وحدثهم عن النبي عليه السلام ، ودعاهم إلى عبادة الله وحده ، فدخل قومه الإسلام واحداً واحداً ، ولم يكتف بقبيلة غفار ، بل انتقل إلى قبيلة أسلم ، وبدأ بنشر الدعوة ، في حينها هاجر الرسول عليه السلام إلى المدينة ، واستقر بها ، وذات يوم ظهر صفوف من المشاة تثير أقدامهم النقع ، ولولا تكبيراتهم حسبتهم جيشاً من جيوش الشرك ، وعندما اقترب هذا الموكب ودخل المدينة رأى الرسول عليه السلام ، أن هذا الموكب هو قبيلتي غفار وأسلم ، جاء بهما أبا ذر مسلمين جميعاً رجالاً ونساءآ، وشيوخآ وأطفالآ .. -
صفاته :
-
متمرد على الباطل ، شجاع ، مقدام ، فطن ، داعية قوي ، صادق ، مؤيد للحق .. -
موقفه من الحكم والثروة :
-
رأى أبا ذر أن الفتنة توشك أن تفتن الأمراء والولاة ، بعد عهد عمر بن الخطاب ، وأن المال الذي جعله الله خادمآ للإنسان ، أن يتحول إلى سيد مستبد ومع من ؟؟ مع أصحاب محمد !!! - الذي مات وترك لهم رسالة الإسلام ، فحث الخطا وأخذ يوعظ كل وال وأمير ، و من التقا بهم ولهم القصور والحياة الفارهة فخرج إليهم وكان كل ما يلقي أحدهم يقول :
- ( بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة ) .
- فصارت هذه العبارة علم من أعلام رسالته التي نذر لها حياته ، ثم جمع الناس في بلاد الشام ، بعد أن رأى معاوية يوزع المال بدون حكمة وحساب ، وقال لهم : عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهر سيفه ، عندها تذكر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يضع الأناة مكان الإنقلاب ، والكلمة الشجاعة مكان السيف ، فغير لغته وعاد إلى الحكمة و المنطق والاقناع للناس، و علمهم بأنهم شركاء في الرزق ولا فضل على أحد إلا بالتقوى ، هكذا كانت كلماته هكذا كانت دعوته في المنطق والكلام الفاضل والحكمة ..
-
وفاته رضي الله عنه :
-
وهو يغالب سكرات الموت ، كانت زوجته تبكي بجواره ، فسألها : لم البكاء والموت حق ؟ - فقالت : لأنك تموت وليس عندي ثوب يسعك كفنآ .. فتبسم وقال لها : لا تبكي فإني سمعت رسول الله عليه السلام ، ذات يوم يقول : " ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض ، تشهده عصابة من المؤمنين " ، وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة ، ولم يبقى غيري ، وها أنا بالفلات أموت ، فراقبي الطريق ، فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فإني والله ما كذبت ولا كذبت ، وفاضت روحه إلى الله ، ولقد صدق ، وجاء جماعة من المؤمنين على رأسهم عبد الله بن مسعود وأبصر ابن مسعود مشهد جسد ممدد ، يبدو كأنه جثمان ميت ، وإلى جواره سيدة وغلام يبكيان ، ونظر لوجهه فإذا هو أبا ذر ..
- ففاضت عيناه وقال : صدق الله وصدق رسول الله حينما قال : " تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك "
- رحم الله الزاهد العابد.. رحم الله أبا ذر الغفاري ..
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب