- كان أهل بابل ينعمون برغد العيش ويتفيئون ظلال النعمة ، ولكنهم كانوا يعيشون في تيه الظلام ، فقد نحتوا الأصنام بأيديهم ، ثم جعلوها أرباباً ، ونصبوها آلهة ، وعكفوا على عبادتها من دون الله الذي خلقهم ، وكان آنذاك نمرود حاكماً بأمره مستبداً برأيه ، ولما رأى ما يتمتع به من سطوة الملك ، وما يحيط به من قوة السلطان ، وعظيم جهل القوم ، أقام نفسه إلهاً ، ودعا الناس إلى عبادته .
-
- صفات إبراهيم عليه السلام في قصة إبراهيم عليه السلام :
-
ولد إبراهيم لأبيه آزر ، ثم آتاه الله الرشد ، وهداه إلى الحق ، فعرف بمجموعة صفاة وهي : - 1 - كان صائب الرأي .
- 2 - ثاقب فكره .
- 3 - رجاحة عقله .
- أوحى إليه ربه أن الله واحد ، وأدرك أن هذه الأصنام التي يعبدونها ، وتلك التماثيل التي ينحتونها ، لا تغني عنهم من الله شيئاً ، لذلك شد عزائم الدعوة إلى توحيد الله ، وعزم على تخليص قومه من ظلمة الشرك .
-
- خطاب الله لنبيه ابراهيم في قصة إبراهيم عليه السلام :
-
أراد ابراهيم أن يزداد بصيرة وإيماناً ، ويرى الحجة الواضحة على النشور ، فسأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى بعد موتهم :( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ ) - فقال الله له : ( أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ۖ )
- فأجابه ابراهيم :( بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ )
- فطلب الله منه :( قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )[ البقرة : 260 ] .
- وسرعان مافعل ذلك وصار كل جزء ينضم إلى مثله ، وعادت الأشلاء كل في ما سرت فيها الحياة ، وهو يرى قدرة ربه الباهرة التي لا يعجزها شيء في السموات ولا في الأرض .
-
- إبراهيم يتلطف في دعوة أبيه في قصة إبراهيم عليه السلام :
-
كان آزر أباه يعبد الأصنام ، بل كان ممن ينحتها ويبيعها ، ولم يبدأ الدعوة مع أبيه بتحقير آلهته ، لئلا ينفر منه ، بل خاطبه بالقول اللين ، وابتدأ حديثه معه بذكر بنوته ، ليستثير عطفه ، ثم سأله عما يدعوه إلى عبادة الأصنام ، فقال : ( يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا )[ مريم : 43 ] . - ثم خوفه سوء العاقبة وشر المصير ، ولكنه لم يصرح بأن العذاب لاحقه ، تأدباً معه ، واستعطافاً له .
- فجاء رد والده محتقراً لشأنه ، منكراً عليه نصيحته : ( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا )[ مريم : 46 ] .
- ثم أجابه بما ينبىء عن بره به ، وإخلاصه النصح له ، وقال :( قَالَ سَلَٰمٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّىٓ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ بِى حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدْعُواْ رَبِّى عَسَىٰٓ أَلَّآ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّى شَقِيًّا )[ مريم : 47- 48] .
-
- إبراهيم يحطم الأصنام في قصة إبراهيم عليه السلام :
-
خاب رجاء إبراهيم حين أنكر عليه أبوه دعوته ، ولكن لم يقعده هذا عن متابعة دعوته إلى الحق ، فسألهم ابراهيم عن عبادة الأصنام . - فقالوا : ( وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ )[ الأنبياء : 53 ] .
- قال إبراهيم : ( لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )[ الأنبياء : 54 ] .
- فإن الله هو الأحق بالعبادة هو فاطر السموات والأرض.
- والقائم على أمورهما ، أما هذه الأصنام فلا تملك لنفسها نفعاً ولا ضراً .
- ولما لم تنفعهم الحجة ، ولم تغنهم النذر ، فقرر تحطيم الأوثان ، ودخل إلى بيت عبادتهم ، وتملكته سورة الغضب لدينه ، فتناول فأساً ، وهوى عليها ، يكسرها ، إلا كبيرهم فإنه أبقى عليه ، ليرجعوا إليه ، ويسألوه عمن انتهك حرمة بيتهم ، فرجع القوم ورأوا ما حل بمعبوداتهم ، قال قائلهم : سمعنا فتى يقال له إبراهيم يذكر آلهتنا ويعيب علينا عبادتها فعرفوا إذن من تطاول على آلهتهم ، فاعتزموا أن يوقعوا به من العقاب أشده .
-
- إبراهيم يلقى في النار الله في قصة سيدنا إبراهيم :
-
أرادوا أن يعاقبوه بالإحراق ، فشرعوا يجمعون حطباً من هنا وهناك ، وجعلوا ذلك قرباناً لآلهتهم ، ثم قيدوه ورموا به فيها ، وما أن خبا ضوءها ، وانقشع دخانها ، وجدوه سليماً ، طليقاً .. - قال الله تعالى :( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ )[ الأنبياء : 70 ] .
- وصلنا إلى خاتمة المقال الجميل الذي يشعرنا بعظمة التفكر بخلق السماوات والأرض وأن لابد من أن لها رب واحد متصرف في أمور الكون ، هذه قصة إبراهيم عليه السلام وهذه صفاته.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب