اعلن هنا

قصة إسلام سلمان الفارسي وفكرته في حفر الخندق

قصة إسلام سلمان الفارسي وفكرته في حفر الخندق

  • إن من عظمة الإسلام ومعجزته ، أنه إذا دخل بلدآ من بلاد الله الواسعة ، حرك أفئدة الناس ، و دخل في قلوبهم واستقر ، وعانقت أرواحهم السكينة والطمأنينة ، وأخرج منهم كل طيب وجميل ، وعانق الإسلام أناس كثيرون مؤمنون ، لحقوا الإيمان ، وتعلموا العلم ، ودرسوا الدين المحمدي .
  • بطل مقالنا من بلاد فارس ، بطل مقدام ، عبقري الفكرة ، عظيم الشأن بين قومه ، وهو سلمان الفارسي .
  • قصة إسلامه :


  • روى سلمان الفارسي قصه إسلامه ، ونحن نوجزها ببعض السطور ..
  • كان بين أهله يعيش حياة فارهة ، باذخة ، وقد رمى نفسه فى أحضان الفاقة بحثاً عن الخلاص .. عن الدين الذي يوصله إلى الحقيقة ..
  • كان سلمان الفارسي مجوسي ، وكان يعبد النار التي يضرمها، أرسله أباه يوماً إلى ضيعة ، فمر بكنيسة للنصارى فسمعهم يصلون ، فأعجبته الصلاة ، وقال في نفسه إن دينهم خير من المجوسية ، بقي معهم وتعلم صلاتهم ، ولم يعد إلى أبيه ، وسألهم عن أصل دينهم فقالوا في الشام ..
  • بعدها عاد لوالده ، وقص عليه الأمر ، وكيف بدل دينه ، فعندما علم والده باتباع دين المسيحية قام بحبسه وصفده بحديد في رجليه ..
  • أرسل سلمان الفارسي للنصارى ، يريد أن يعلموه إذا مر ركب للشام أن يخبروه ، وعندما أخبروه ، حطم الحديد ، وذهب مع القافلة ، وهناك سأل عن عالمهم ، فأخبروه ، وقام معه وخدمه وصلى معه ، وعلمه ، ولكنه كان رجل سوء حيث يجمع هذا الأسقف الصدقات ، والتي يجب أن يوزعها على الناس ، لكنه كان يخبئها لنفسه ، فلما مات ، أخذ مكانه رجل عابد آخر ، أحبه سلمان حبآ جمآ ، وعندما حضرته الوفاة ، قال له سلمان أوصني ، قال أوصيك بأن تذهب لرجل من الموصل ، فذهب إليه ، وأقام معه ما شاء الله ، ثم حضرته الوفاة فسأله سلمان عن الوصية ، فقال : أوصيك أن تلحق برجل في عمورية من بلاد الروم ، ثم سافر إليه سلمان ، وبقي معه ، ثم حضرته الوفاة ،و قال له : أوصيني ، فقال : ما أعرف أحداً على مثل ما كنا عليه ، آمرك أن تاتيه ..
  •  ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفآ ، يهاجر إلى أرض ذات نخل ، وإن له آيات لا تخفى ..
  •  فهو لا يأكل الصدقة ، و يقبل الهدية ، وبين كتفيه خاتم النبوة ، فآمن به واتبعه ..
  • لحق موكبآ من جزيره العرب ، ذهب معهم ، وهناك ظلموه وباعوه لرجل يهودي ، فتمنى أن تكون هذه البلدة كما وصفت له ، ولكنها لم تكن مكان ظهور النبي المنتظر ، ثم اشتراه رجل من يهود بني قريظة ، وبقي يعمل معه في نخل ، حتى بلغه يوماً وهو جالس فوق النخلة يعمل ، بأن أهل مكة يتقاصفون على رجل يزعم أنه نبي ، فلما سمع ذلك كاد أن يسقط من النخلة ، وعندما أمسى جمع ما كان عنده من طعام ، وخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجده ومعه أصحابه، فقال لهم : عندي طعام نذرته للصدقة ، وجئتكم به ، فقال الرسول لأصحابه : كلوا بسم الله وأمسك هو ، ولم يأكل ، فعرف سلمان أنه لا يأكل الصدقة، فقال في نفسه هذه واحدة ..
  • ثم جاء ومعه طعاماً ، وقال لرسول الله : لقد رأيتك لا تأكل الصدقة ، وهذا الطعام هدية ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه : كلوا وأكل معهم ، فقال سلمان في نفسه هذه الثانية ..
  •  وكان هناك جنازة ، وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم شملتان ، فسلم سلمان عليه ، وبقي ينظر لظهره ، فعرف أنه يريد ذلك ، فألقى بردته عن ظهره ، فرأى خاتم النبوة ، فكب عليه سلمان وأقبل يقبله ويبكي ، ثم أجلسه بين يديه وتلا عليه كامل قصته ، ثم أسلم ، وعاش حرآ ، مسلماً بعد أن أعتق من يهود بني قريظة ..
  • صفاته :


  • ذكي ، فطن ، مقدام ، شجاع ...
  • عالم ، حتى لقبه علي بن أبي طالب بلقمان الحكيم .. زاهد ، ورع حتى شبهه الناس بعمر بن الخطاب ..
  • قصة فكرته الذكية في يوم الخندق :


  • كان يوم عصيب آنذاك ، كان يوم الخندق ، في السنة الخامسة للهجرة ، حيث خرج زعماء اليهود قاصدين مكة متفقين مع المشركين الخبثاء قاصدين استئصال شأفه الدين .
  • كانت مهاجمة جيش قريش وغطفان من خارج مكة ، بينما بني قريظة هاجموا من الداخل ، فوجئ الرسول عليه السلام ، والمسلمون بجيش كبير مدجج .
  • وحوصر المسلمون ورأوا أنفسهم في موقف عصيب ، فجمع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه ، لينظر ماذا يفعلوا ويشاورهم في الأمر ، فأجمعوا على الدفاع والقتال ، لكن كيف يكون الدفاع هذا ؟؟
  • وهم على هذا الحال ، تقدم رجل غزير الشعر ، طويل الساقين ، كان يكن له رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة ، واحترام عظيم لشخصه .
  • إنه بطلنا سلمان الفارسي ، حيث وقف على هضبة عالية ، ونظر نظرة يتفحص فيها المدينة ، فوجدها محصنة بالجبال ، والصخور العاتية ،ولكن رأى فجوة واسعة ممتدة ومهيئة ، يستطيع الجيش أن يقتحم منها في يسر ..
  • وكان سلمان الفارسي خبيراً بأمور وسائل الحرب ، وخدع القتال ، في بلاده فارس ، واقترح على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكرة لم تخطر على بال أحد ، وهي عبارة عن حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة .
  • وعندها ظلت الجيوش الكافرة جاثمة شهراً في خيامها ، وهي عاجزة عن اقتحام المدينة ، حتى أرسل الله تعالى عليها ريح صرصرآ عاتية ، اقتلعت الخيام وبددت شملها ، ونادى أبو سفيان جنوده آمرآ بالرحيل ، إلى حيث جاؤوا ، وهكذا انتهت المعركة بفوز ونصرة المسلمين ، بعد أن من الله عليهم بهذا النصر وأكرمهم بإرسال سلمان الفارسي بفكره ذكية .
  • هذا هو سلمان الفارسي ..هذه قصة شموخه .. وعظيم إرادته القوية ..
  • هذا النبيل ، الذي ذهب طائعآ مختارآ .. تاركآ ضياع أبيه .. وثرائه .. إلى المجهول ..
  • يقطع مشقات كثيرة ، ينتقل من أرض إلى أرض ، ومن بلد إلى بلد ، متعباً .. منهمكآ .. يبحث عن الحياة .. عن الحق .. بإصرار كبير .. وتضحيات شريفة، ثم يجمعه الله بالحق ، بملاقاة رسوله صلى الله عليه وسلم ، يملأ الدنيا رايات الحق ، وعباداته هو والمسلمون يملأ أركان الأرض عمرانآ ..
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.