
- قد لا يصدق المرء حين نقول له أن في هذه الجزيرة رمالاً ذات ألوان شتی متعددة ، كألوان القوس قزح ، ولجمالها رتبوها طبقات رقيقة في رأس شفاف لأقلام تذكارية يقتنيها السياح ، ليستعيدوا بها ذكريات هذه الجزيرة وهم يكتبون بطاقاتهم السياحية ، أو رسائلهم عبر البحار ، وقد يقتني الزائر أكثر من قلم تذكاري من هذا النوع تحسباً لردود فعل المعجبين به ..
-
- جولة في جزيرة وايت :
-
يسير السائق بسرعة ليوصل الزوار إلى أمتع بقاعها ، فيطوي الجزيرة من ساحل إلى ساحل في نصف نهار ! لقد كانت هذه الجزيرة في يوم من الأيام مغطاة بشبكة من الخطوط الحديدية ، أما اليوم فليس فيها غير حطام محطة مهملة ، وجزء تذكاري من بقايا خطوطها الحديدية ، تذكر القادمين بتطور الطرق الممتازة في الجزيرة ، التي أصبحت خير عوض عن السكك الحديدية فيها . -
- في أعماق الجزيرة :
-
من أراد الهدوء العصبي والصحة النفسية ، فما عليه إلا أن ينتبذ ناحية قصية منها في بعض فنادقها ، فهي خلافاً لما نجده في انكلترة ، ذات مفارقات وتلاوین ، فلا بقعة تشبه أخرى ... - والتكرار الممل معدوم ، والتباين هو القاعدة !
- وإن مشاهد جزيرة « وايت » ، مزاج البحيرات في شمال غربي انكلترة ولبنان ، وبعض بقاع هولندة ، ومع ذلك فكل شيء خاص بجزيرة وايت ، فهي نسيج وحدها ، وبالرغم من انتهاء موسم السياحة ، فقد كانت الأماكن غاصة بالسياح ، لأن الكثيرين يحاولون تجنب موسم الإزدحام ، فيحدثون نوعاً جديداً من الإزدحام في موسم خاص ، هو هذا الموسم الصيفي العجيب الذي يتغلغل في ثنايا الخريف .
-
- ربوة الله :
-
يصل الزائر إلى « ربوة الله » ، إلى مکان يظن لأول وهلة مجرد حديقة عامة قد ألحق بها مطعم ، يمكن للزائر تناول وجبة غذاء ، ويمتع بصره بالنظر الجبلي المنحدر ، صوب البحر أمام الواجهة الزجاجية ، ويستطيع التجوال في هذه الحديقة الفسيحة .. -
- وصف حديقة الأقزام :
-
في واجهتها تمثالان غريبان لقرصانين من قراصنة البحر ، يحمل أحدهم فانوساً بدائياً ، وعلى إحدى عينيه رقعة سوداء ، على عادة بعض القراصنة .. - كما وتجد بقعة جبلية مطلة على البحر ، أحيلت إلى عالم من الجان والحيتان الإصطناعية والأقزام ، وإذا بهذا المكان يعرف بحديقة الأقزام الخرافية الحارسة لكنوز باطن الأرض ، إنهم يسمونها « بالقرية النموذجية » Model Village ، وكان الأحرى أن تسمى « بالدنيا الأسطورية » أو « قرى الجن » ..
-
- قصة الأستاذ جعفر الخليلي عن قرى الجن :
-
إنها تجسيد رائع لما ذكره الأستاذ الكبير جعفر الخليلي في قصته الخالدة : « في قرى الجن » ، قبل نیف وستين عاماً ، أكان القاص قد رأى هذه القرية ، فصورها في كتابه ؟ - أم أن صانع هذا النموذج ، كان قد قرأ القصة ، ولفرط إعجابه بها صاغها مجسمة ، وكأنها قد قفزت لتوها من كتاب الخليلي ؟
- ربما لم يكن الخليلي قد زار جزيرة « وايت » أو أن المهندس المثال الذي صنع هذه الأعجوبة ، كان يحسن العربية ، ولكن خيال الإنسان عندما يحلق عالياً لابد أن يلتقي مع سواه في ذروة واحدة ، مهما تباعدت الأرجاء ، وتباينت الأجناس ، وليكن التعليل ما يكون ...
-
- وصف مملكة الجان :
-
في منتصف « مملكة الجان » هذه منظر فرید ، يعز نظيره في كثير من بقاع العالم ، ذلك هو المنحدر العميق الضيق بين جيلين ، وفي قعره البحر الأزرق المائل إلى الخضرة ، وقد زان حوافيه الزيد الأبيض الناصع ، منظر تباهي به جزيرة « وایت » كثيراً من الجزر ، وتجده في العديد من الصور الملونة ، والبطاقات البريدية ، ولا سيما عندما تضاء ليلاً ، فتصبح مشهداً اسطورياً خارقاً ، وتعرف هذه الهوة الفريدة بال « تشاين » ، فلا بدع إذا ما وقفت أمام هذا المنظر الفريد الرائع تتغنى بجماله .. -
- قول الشعراء في وصف المملكة :
-
- في ( شنكلين ) رأيت كل عجيبة - وسمعت من غور المياه أنينا
- - تشين ، یا غاراً تحدر مرعبا
- وسط الخليج ، فكان فيه کمینا
- - الثائرون على اختلاف عصورهم
- جاءوا فضمهم إليه سنينا
- - جل الإله ، وجل فيك صنيعه
- إذ أبدعت ألواحه تلوينا
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.