- مدينة الحمامات في تونس لها طريق تحفها مزارع الزيتون ، والكروم وفي هذه المدينة التي تربض على شواطىء البحر ، تتحاور قلعتها التاريخية مع الموج ، وتحكي قصص ما شهدت ورأت ، وأحياناً تتعارك مع الموج ، وتتحدى غضبه وفورانه ، فيرق ويتصالح معها ليستمر التعايش بينهما بين الثورة والغضب ، والرقة والغزل والوشوشة والبوح والتناجي ....
- وتصطف بجانب القلعة معارض كثيرة مليئة بالمصنوعات التقليدية ، كغيرها من المدن التونسية..
-
* وصف مدينة بوسعيد :
-
ولو انتقلت إلى سيدي بوسعيد ، التي تبعد حوالي 20 کیلو متراً عن العاصمة ، فستجد نفسك وكأنك في حاضرة من حواضر الأندلس : - ( بناء ، وأزقة ، وأرصفة ، ونقوش أبواب ونوافذ ) ..
-
* قرطاج في تونس :
-
تمر على قرطاج فتواجه هدير الموج ، وهو يحاور أطلال تاریخ تليد ، حمل فيه الطموح ، إلى أن يدق الفينيقيون وقائدهم هنيبعل أبواب روما ، بعد أن قطعوا جبال الألب المليئة بالوعورة والصعوبات والتعب . -
* إحساس وشعور السائح في هذه المدن :
-
تهيج المناظر فيك عروق الشجن ، وتتكاثف الذكريات فوق بعضها بعضا أمامك فتغمض عينيك هنيهة ، فتصحو على الهدير ، بعد أن ضربت حاسة شم رائحة أزهار البرتقال - والقوارص - أي الحمضيات - فتصحو على نفسك وسط إشارات ورموز وأشياء تذكرك بأن ( القيمة الجمالية ) والقيم ما زالا مصدراً من مصادر العطاء فينا ، وأن جيش السياح الذين يتدفقون على أقطارنا وتغص بهم أزقتنا التاريخية ، وهم يبحثون وينقبون عن الآثار ، أو يسعون لإقتناء الصناعات التقليدية المترعة بالذوق الشرقي ، واللمسات الفنية المفتقدة في المحيط الغربي ، ما هي إلا توكيد على أن فينا ذلك اإاكتناز الذي يمكن أن يتحول إلى ( كنز ) دافق بالعطاء والبذل والتواصل .. - واستعادة الدور والفاعلية في خريطة الدنيا والعالم ...
-
* المفارقة بين العرب وبين الغرب :
-
تتكاثف في الذهن المفارقة بين العرب والغرب ، هم يسعون إلى اقتناء آثارنا ، وصناعاتنا التقليدية ، ونحن أو البعض منا يتلهف على الإستيراد واستهلاك ما يصنعون وهو فاقد للجمال والعراقة !! -
* اليد المبتكرة في تونس :
-
ترى هل بعدت بنا الخواطر ؟ - فخرجنا من المحسوس والملموس إلى التجريد ؟ أخذتنا الذكريات والإنفعالات إلى خلط الواقع بالتاريخ؟
- فالصناعة التقليدية هي مزيج من واقع موجود بواقع آخر متصور أو متخیل ، أعطانا المبادىء والأساليب والبصمات والإيماءات ، وها هي الأجيال اللاحقة تسير على الدرب تضيف وتجدد .. وتبتكر .
-
* وصف عاملوا وحرفيوا تونس :
-
تتمعن صانع الفخار وهو مستغرق في عمله .. - أو عامل السيراميك وهو يلون مادته ..
- أو العامل الذي يصنع ويلون أقفاص سيدي بوسعيد للطيور ..
- أو صانع آلات الموسيقى أو السجاد الجنوبي والقيرواني والكليم والزرابي وغيرهم وغيرهم ...
-
* حوار مع الحرفيين :
-
ترى كل واحد منهم يضيف لمسات فنية ، وأشكال هندسية تتداخل بعضها مع بعض ، فلا تملك إلا أن تسأله : - _ هل تعتبر نفسك فناناً ؟
- _ يجيبك العامل من دون أن يرفع رأسه عن مادة صناعته :
- ( كل فنان في صنعته ) ، فالصنعة تحتاج إلى مستوعب وناقل ومطور ومجدد .. وربما مبدع .
- صحيح أن الإبداع هنا يتأطر ضمن حدود ذلك ، فإن في كل صنعة أسراراً وحذقا ومهارة ..
- وتشكيلات فنية تراعي تناسق الكتلة والشكل والتدرجات اللونية .. إلخ ..
- لذلك فان ( الإبداع ) يبقي جزءًا من هم الصنعة ، التي يزيدها المران والخبرة والزمن والهواية اكتمالآ وتطورآ ...
- هي وسيلة لأكل العيش ، و لكن الفن والإبداع يحوطانها ويدخلان في أساس مادتها .
-
* زيارة سريعة للصناعات الحرفية في الدندان :
-
عزيزي القارىء : - لاشك أنك أصبحت مشتاق لمعرفة تفصیلات أخرى عن هذه الصناعة اليدوية ، حجمها ، وماذا تمثل في بنية الإقتصاد التونسي ، وآفاقها ، وغير ذلك عن هذه الأسئلة وغيرها ، لابد لنا من زيارة الورشة الرئيسية والأساسية لهذه الصناعة في منطقة ( الدندان ) في العاصمة التونسية ، ومعايشة العاملين ومقابلة المسؤلين عنها .. بداية نقول بأن الديوان القومي للصناعات التقليدية انتقلت تبعيته من وزارة الإقتصاد الوطني ، وأصبح ركنا أساسياً في وزارة السياحة ، والصناعات التقليدية ..
-
* زيارة الورشات المختلفة :
-
نبدأ بورشة النحاس المطروق ، والمنقوش والمطلي ، ثم صناعة الزجاج ... - قام الديوان بإرسل بعض الفنيين إلى الجمهورية العربية السورية ، کي يكتسبوا هذه المهنة ويحذقوا فيها ، ينقلوا مهاراتهم إلى غيرهم ..
- ثم ننتقل إلى ورشة صناعة السجاد ، فهذه الصناعة ومشتقاتها وأنواعها تمثل حوالي 70 ٪ من إنتاج المعمل ، وتستوعب النسبة نفسها من الأيدي العاملة ، وهي من النساء والفتيات .
- ثم ننتقل إلى قسم صناعة أقفاص سيدي بوسعيد ، ثم صناعة المرجان والعقود وصناعة الدمى والتطريز والطبع على الحرير وغيرها .
-
* المعلمون والعاملون في الورش :
-
نلاحظ أن كل ورشة يوجد فيها أكثر من معلم يتولى نقل خبراته إلى مجموعة من العاملين المتدربين .. - يتعلمون من خبراتهم ، ليصبحوا مستقبلاً معلمون للصنعة ..
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.