- ذكرت قصة أصحاب الجنة في القرآن الكريم ، في سورة الكهف ، وكما قال المفسرون أنها حدثت في بني إسرائيل ، حيث كان يقطن شيخ كبير قد أحنت ظهره السنون في أرض ضروان وهي قرية من قرى اليمن ..
- ماقصة هذا الشيخ ؟
- وماعلاقته بموضوعنا عن قصة أصحاب الجنة؟
- لندلف معآ إلى فهم قصته ، تابعونا .
-
المحتويات :
-
- وصف جنة الشيخ في قصة أصحاب الجنة :
-
كانت للشيخ حديقة هي جنة دانية القطوف ، فواحة الزهر ، وجرى الماء في جداولها عذباً سلسالاً ، وفيها وراء ذلك أشجار موقرة الثمار ، وأعناب وزرع ونخيل ، فغدت متعة الناظر ، واتخذها الناس مثابة وأمناً ، لهم تحت أشجارها ظل ومقيل ، وكلما تنععم الشيخ بمرآها ذهب إلى مصلاه فسجد شاكراً الله على أنعمه ، راغباً إليه أن يجنبه طغيان الغنى ، ووسوسة الشيطان . -
- سخط أبناء الشيخ على كرم أبيهم في قصة أصحاب الجنة :
-
قد أتت الجنة أكلها ، وآذن حصادها ، فيقطف الثمار ، ثم يفد إليه جماعات الفقراء على ما عودهم من كل عام ، فيعطيهم نصيبهم وافراً ، وجرى على هذا كل عام ، لكن لم يطق أبناء الشيخ صبراً ، أن رأوا مال أبيهم موزعاً بين الفقراء ، وأنهم والسائلين سواء ، بل ربما كان هؤلاء أحسن منهم حالاً ، وأكثر بالجنة استمتاعاً . -
- حث الأبناء لأبيهم على ترك الإحسان للفقراء في قصة أصحاب الجنة :
-
اجتمع الأبناء مع أبيهم ، وقال قائل منهم :" إنك يا أبي بما تنفق على الفقراء وتعطي ، لتبخسنا حقنا ، وتضيق علينا في رزقنا " ، وقال غيره : " إنك يا أبت لو مضيت في شأنك هذا فإنك سوف لا تبقي مالاً ولا تخلف ثمراً ، وسنغدو بعدك فقراء نمد الأيدي ونتكفف الناس " ، وهم ثالث بالكلام ، فأشار له بالصمت ، وأدار عينيه في وجوه الجميع وقال : ( ما أراكم إلا خاطئين ، ماهذا المال الذي تريدون أن تتحكموا فيه وتستأثروا به ! ، ليس المال مالي أو مالكم ، إنما هو مال الله مكنني فيه ، على أن أنفقه في أكرم وجوهه ، فللفقراء والمساكين حقهم ، ولأبناء السبيل نصيبهم ، والطيور والبهائم طعامها ، وما فضل بعد ذلك فهو لي ولكم ، وذلك مافعلته وعودته الفقراء ، وعلى هذا النحو من الإنفاق يزيد ، على رسلكم فها أنتم ترون شعري قد اشتهب ، وجسمي قد نحل ، والأسقام قد أخذت سبيلها إلي ولن ألبث إلا قليلاً حتى ألقى الله ، وإنكم سترثون البستان والمال والنعم ، وأنتم بين خطتين : - 1 - إن أنفقتم فإن الله وعد منفقاً خلفاً .
- 2 - إن بخلتم فإن الله أنذر ممسكاً تلفاً .
-
- إعراض الأبناء عن إعطاء الفقراء في قصة أصحاب الجنة :
-
- مات الشيخ ، ومضت الأيام سراعاً ، وتهيأت الحديقة للجني ، واستشرف الفقراء لنصيبهم في الثمر ، دأبهم في كل عام ، واجتمع الأبناء يعدون شأنهم للحصيد ، قال قائلهم :" لم يعد بعد اليوم البستان حق لسائل أو فقير ، ولكل نصيبه يثمره إذا شاء ، ويخزن منه ما يشاء ، إننا لو فعلنا ذلك فإن شأننا سيعلو ، ومالنا سیزید " . - - قال أوسطهم ـ وكان أقرب إلى أبيه في الطباع ، وأدنى إلى الخير واصطناع الجميل : " إنكم تقدمون على أمر تظنونه خيراً لكم ، ولكنه يحوي الشر في طياته ، وسيقضي على بستانكم من جذوره ، إنكم لو حرمتم الفقراء وعطلتم حق المساكين ، لا تأمنون منهم شراً واعتداء ، امنحوهم حقهم ، واذهبوا مذهب أبيكم في إرضائهم ، وما فضل بعد ذلك فإن الله ينميه ، ويبارك فيه " ، ولكنهم صاحوا في وجهه ليكف من نصائحه ، فقال :" أما إذا رأيتم ألا تسمعوا لقولي ، أو ترغبوا في نصحي ، فعليكم بالصلاة فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وتعطف قلوبكم إلى الفقراء " .
-
- خطط الأبناء لقطف ثمار الحقل باكراً في قصة أصحاب الجنة :
-
لم يستمع الإخوة لنصيحة أخاهم الأوسط ، وبينوا أمرهم عشاء أن يقوموا في أول الصبح ، وقبل أن ينبلج عمود النهار ، ويفارق النوم مضاجع الفقراء ، ويعمدوا إلى الحديقة يقطفون ثمارها ، ويوزعون فيما بينهم أنصباءهم منها :( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ﴿17﴾ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴿18﴾ )[ القلم : 17-18] . -
- عقاب الله لأصحاب الجنة في قصة أصحاب الجنة :
-
علم الله سوء نية الأبناء ، وما انقعد عليه رأيهم من حرمان المسكين ، وأكل نصيب السائل والمحروم ، فأرسل إلى جنتهم بلاء قلع نبتها ، وأسقط ثمرها ، وجفف أوراقها وأعوادها :( فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿19﴾ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴿20﴾)[ القلم : 19-20 ]. -
- رجوع الأبناء إلى طريق الصواب في قصة أصحاب الجنة :
-
- طلع على الإخوة النهار وهم على أسوار الحديقة يتساءلون : " أهذه جنتنا ، وقد تركناها بالأمس مورقة الشجر ، جارية الماء ، فواحة الزهر ، دانية القطوف ! ، ما نظن أن هذه حديقتنا ، وإننا لضالون :( فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ﴿21﴾ أَنِ اغْدُوا عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ ﴿22﴾ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ﴿23﴾ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ﴿24﴾ وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ ﴿25﴾ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ﴿26﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿27﴾ )[ القلم : 21-27 ] . - - قال أوسطهم : " بل هي جنتكم حرمتم منها قبل أن يحرم الفقير ، وجوزيتم بأسوأ ما يجزى البخيل الشحيح " :( قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ )
- - قالوا :( سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿29﴾ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ﴿30﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ﴿31﴾ عَسَىٰ رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ ﴿32﴾)[ القلم : 28-32 ] .
- - ولكن مضى قدر ، وبقي أسف ، وليذوقوا عاقبة كيدهم :( كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )[ القلم : 33 ] .
- - ندموا ولات ساعة مندم ، عندما يعتري الإنسان البخل ويأكله الشح ، يصبح ذميم الخلق ، سليط اللسان ، ولكن آيات الله نافذه ووعوده واقعة ، وعلى الإنسان المخطئ أن يعود عن خطئه ويستغفر ، إن ربه كان غفارآ.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.