- التصوف هو حب الله تعالى والشوق إليه، وهو ما يسمى (بالعشق الإلهي) دون غرض أو مكسب فغايته الأسمى هي الحب فقط لا غير، ويكون السعي للتعبير عن هذا الحب عبر مجاهدة النفس والزهد في الدنيا.
- وظهر الشعر الصوفي كأداة للتعبير عن ذلك العشق الإلهي، فلجأ إليه الكثير من الشعراء لاسيما في العصر الأندلسي، حيث كانت الأندلس أول من احتضن القصيدة الصوفية والشعراء الصوفيين.
-
وقد برزت في تاريخ الشعر العربي أشعار صوفية كثيرة، وشعراء صوفيين كثر، أبرزهم:
-
- ابن الفارض الذي لُقِّب بسلطان العاشقين. - - السهروردي.
- - محي الدين ابن عربي.
- - الحلاج.
-
سنسلط الضوء في مقالنا هذا على أبرز ما جاء في تاريخ الشعر العربي من أشعار صوفية كتبها شعراء صوفيون:
-
- قصيدة لابن الفارض: -
قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي - روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ
- لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي
- لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي
- ما لي سِوَى روحي وباذِلُ نفسِهِ
- في حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ بِمُسرِف
- فلَئِنْ رَضِيتَ بها فقد أسعَفْتَني
- يا خَيبَة المَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ
- يا مانِعي طيبَ المَنامِ ومانِحي
- ثوبَ السّقامِ بِهِ ووَجْدِي المُتْلِفِ
- عَطفاً على رَمقي وما أبقَيتَ لي
- منْ جسميَ المُضْنى وقلبي المُدَنَفِ
- فالوَجْدُ باقٍ والوِصَالُ مُماطلي
- والصّبْرُ فانٍ واللّقاء مُسَوّفي
- لم أَخلُ من حَسَدٍ عليك فلا تُضِعْ
- سَهَري بتَشْنِيع الخَيالِ المُرجِفِ
- واسأَلْ نجومَ اللّيلِ هل زارَ الكَرَى
- جَفني وكيف يزورُ مَن لم يَعْرِفِ
- لا غَرْوَ إن شَحّتْ بغُمْضِ جُفُونها
- عيني وسَحّتْ بالدّموعِ الذّرّفِ
- وبما جرَى في موقفِ التوديعِ مِنْ
- ألمِ النّوَى شاهدتُ هَولَ الموقفِ
- إن لم يكن وْصلٌ لدَيْكَ فعِدْ به
- أَمَلي وَمَاطِلْ إنْ وَعَدْتَ ولا تفي
- فالمَطْلُ منكَ لدَيّ إنْ عزّ الوفا
- يحلو كوَصَلٍ من حبيبٍ مُسْعِفِ
- أهْفُو لأنفاسِ النّسِيمِ تَعِلّةً
- ولوَجْه مَن نقَلَتْ شَذَاهُ تشوّفي
- فلَعَلّ نارَ جوانحي بهُبُوبِها
- أن تنطَفي وأوَدّ أن لا تنطَفي
- يا أهلَ وُدّي أنتم أَمَلي ومَن
- نَادَاكُمُ يا أَهْلَ وُدّي قد كُفي
- عُودوا لِما كُنْتُم عليه من الوفا
- كَرَماً فإنّي ذَلِكَ الخِلّ الوَفي
- وحياتِكُمْ وحياتِكُمْ قَسَماً وفي
- عُمري بغيرِ حياتِكُمْ لم أحْلِف
- لو أَنّ رُوحي في يدي وَوَهَبْتُها
- لمُبَشّري بِقُدُومكمْ لم أُنْصِف
- لا تحسَبُوني في الهوى مُتَصَنّعاً
- كَلَفي بِكُمْ خُلُقٌ بغيرِ تكلُّف
- أخفَيتُ حُبّكُمُ فأخفاني أسىً
- حتى لعَمري كِدْتُ عني أختفي
- وكتمْتُهُ عنّي فلو أبدَيْتُهُ
- لوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْف الخَفي
- ولقد أَقولُ لِمَنْ تحَرّشَ بالهوى
- عرّضْتَ نفسَكَ للبَلا فاستهدف
- أنتَ القَتِيْلُ بأيّ مَنْ أحبَبْتَهُ
- فاختر لنَفْسِكَ في الهوى من تصطفي
- قُلْ للعذولِ أطلْتَ لومي طامعاً
- إنَّ الملامَ عن الهوى مُستوقِفي
- دَعْ عنكَ تَعنيفي وذُقْ طعم الهَوَى
- فإذا عشِقْتَ فبعدَ ذلكَ عَنّف
- بَرَحَ الخَفاء بحُبّ مَنْ لَوْ في الدّجى
- سَفَرَ اللّثامَ لقُلْتُ يا بدرُ اختَفِ
- وإن اكتفى غَيري بطَيفِ خيالِهِ
- فأنا الّذي بوِصالِهِ لا أكتَفي
- وَقْفَاً عليِه مَحَبتِّي ولِمِحنتي
- بأَقَلّ مِن تَلَفي به لا أشتَفي
- وهَواهُ وهْوَ أليّتي وكَفَى بِه
- قَسَماً أكادُ أُجِلّهُ كالمُصْحَفِ
- لَوْ قالَ تِيهاً قِفْ على جَمْر الغَضا
- لَوَقَفْتُ مُمْتَثِلاً ولم أتوَقّف
- أوْ كان مَنْ يرضى بخدّي موْطِئاً
- لَوَضَعْتُهُ أرْضاً ولم أستنكِف
- لا تُنْكِروا شغَفِي بما يرضَى وإن
- هو بالوِصَالِ عليّ لم يتعطّف
- غَلَبَ الهَوَى فأطَعْتُ أمْرَ صَبابتي
- من حيثُ فيه عصَيتُ نهْيَ مُعنّفي
- مني لَهُ ذُلّ الخَضُوعِ ومنهُ لي
- عِزّ المَنوعِ وقوّة المستضْعِف
- ألِفَ الصّدُودَ ولي فؤادٌ لم يزَلْ
- مُذْ كُنتُ غيرَ وِدَادِهِ لم يألَف
- يا ما أُمَيْلَحَ كُلَّ ما يرْضَى بِهِ
- ورُضابُهُ يا ما أحَيْلاَهُ بفي
- لو أسمَعوا يَعقُوبَ ذِكْرَ مَلاحَةٍ
- في وجهِهِ نَسِيَ الجَمالَ اليوسُفي
- أو لو رأهُ عائِداً أيّوبُ في
- سِنَةِ الكَرَى قدماً من البلوى شُفي
- كُلُّ البُدُورِ إذا تَجَلّى مُقْبِلاً
- تصبُو إليه وكُلُّ قَدٍ أهيَف
- إن قُلْتُ عندي فيكَ كُلُّ صَبَابَةٍ
- قالَ المَلاحةُ لي وكُلُّ الحُسْنِ في
- كَمَلَتْ مَحاسنُهُ فلو أَهدى السّنا
- للبَدْرِ عند تَمامِهِ لم يُخْسَف
- وعلى تَفَنّنِ واصِفيهِ بِحُسْنِهِ
- يَفنى الزّمانُ وفيه ما لم يُوصف
- ولقد صَرَفْتُ لحُبّه كُلّي على
- يَدِ حُسْنِهِ فحمِدْتُ حُسْنَ تصرّفي
- فالعينُ تهوى صورةَ الحُسْنِ التي
- روحي بها تَصبو إلى مَغْنىً خَفي
- أسْعِدْ أُخَيَّ وغَنني بحديثه
- وانْثُر على سَمْعي حِلاهُ وشَنِّف
- لأرى بعينِ السّمعِ شاهِدَ حُسْنِهِ
- معنىً فأتحِفْني بذاكَ وشَرّف
- يا أخْتَ سعْدٍ مِن حَبيبي جئتِني
- بِرِسالةٍ أدّيتِها بِتَلَطّف
- فسَمِعْتُ ما لم تسمَعِي ونَظَرْتُ ما
- لم تنظُري وعَرَفْتُ ما لم تعرِفي
- إنْ زارَ يوماً يا حشايَ تَقَطَّعِي
- كَلَفاً بِه أو سارَ يا عينُ اذرِفي
- ما للنّوَى ذنْبٌ ومَنْ أهوَى مَعي
- إن غابَ عن إنسانِ عيني فهْوَ في
- - قصيدة للحلاج:
-
يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا - لَم يَزِدني الوِردُ إلا عَطشا
- لي حَبيبٌ حُبُّهُ وَسطَ الحَشا
- إِن يَشَأ يَمشي عَلى خَدّي مَشى
- روحُهُ روحي وَروحي روحُهُ
- إِن يَشَأ شِئتُ وَإِن شِئتُ يَشا
- - قصيدة لابن الفارض:
-
شَرِبْنَا على ذكْرِ الحبيبِ مُدامَةً - سكِرْنَا بها من قبل أن يُخلق الكَرْمُ
- لها البدرُ كأسٌ وهيَ شمسٌ يُدِيرُهَا
- هلالٌ وكم يبدو إذا مُزِجَتْ نَجم
- ولولا شذَاها ما اهتدَيتُ لِحانِها
- ولولا سَناها ما تصَوّرها الوَهْمُ
- ولم يُبْقِ منها الدّهْرُ غيرَ حُشاشَةٍ
- كأنّ خَفاها في صُدور النُّهى كتْم
- فإن ذُكرَتْ في الحَيّ أصبحَ أهلُهُ
- نَشاوى ولا عارٌ عليهمْ ولا إثم
- ومِنْ بينِ أحشاء الدّنانِ تصاعدتْ
- ولم يَبْقَ منها في الحقيقة إلاّ اسمُ
- وإن خَطَرَتْ يوماً على خاطرِ امرىءٍ
- أقامتْ به الأفراحُ وارتحلَ الهمّ
- ولو نَظَرَ النُّدْمَانُ خَتمَ إنائِها
- لأسكَرَهُمْ من دونِها ذلكَ الختم
- ولو نَضحوا منها ثرَى قبرِ مَيّتٍ
- لعادتْ اليه الرّوحُ وانتَعَشَ الجسم
- ولو طَرَحُوا في فَيءِ حائطِ كَرْمِها
- عليلاً وقد أشفى لفَارَقَهُ السّقم
- ولو قَرّبُوا من حانِها مُقْعَداً مشَى
- وتنطِقُ من ذِكْرَى مذاقتِها البُكْم
- ولو عَبِقَتْ في الشرق أنفاسُ طِيبِها
- وفي الغربِ مزكومٌ لعادَ لهُ الشَّمُّ
- ولو خُضِبت من كأسِها كفُّ لامسٍ
- لمَا ضَلّ في لَيْلٍ وفي يَدِهِ النجم
- ولو جُليتْ سِرّاً على أَكمَهٍ غَدا
- بَصيراً ومن راووقِها تَسْمَعُ الصّم
- ولو أنّ رَكْباً يَمّموا تُرْبَ أرْضِهَا
- وفي الرّكبِ ملسوعٌ لمَا ضرّهُ السّمّ
- ولو رَسَمَ الرّاقي حُرُوفَ اسمِها على
- جَبينِ مُصابٍ جُنّ أبْرَأهُ الرسم
- وفوْقَ لِواء الجيشِ لو رُقِمَ اسمُها
- لأسكَرَ مَنْ تحتَ اللّوا ذلك الرّقْم
- تُهَذّبُ أخلاقَ النّدامى فيّهْتَدي
- بها لطريقِ العزمِ مَن لا لهُ عَزْم
- ويكرُمُ مَن لم يَعْرِف الجودَ كَفُّه
- ويحلُمُ عند الغيظ مَن لا لهُ حِلم
- ولو نالَ فَدْمُ القومِ لَثْمَ فِدَامِها
- لأكْسبَهُ مَعنى شمائِلها اللّثْم
- يقولونَ لي صِفْهَا فأنتَ بوَصفها
- خبيرٌ أَجَلْ عِندي بأوصافها عِلم
- صفاءٌ ولا ماءٌ ولُطْفٌ ولا هَواً
- ونورٌ ولا نارٌ وروحٌ ولا جِسْمٌ
- تَقَدّمَ كُلَّ الكائناتِ حديثُها
- قديماً ولا شكلٌ هناك ولا رَسم
- وقامت بها الأشياءُ ثَمّ لحكمَةٍ
- بها احتَجَبَتْ عن كلّ من لا له فَهْمُ
- وهامتْ بها روحي بحيثُ تمازَجا اتّ
- تِحاداً ولا جِرْمٌ تَخَلّلَه جِرْم
- فَخَمْر ولا كرْم وآدَمُ لي أب
- وكَرْم ولا خَمْر ولي أُمُّها أُمّ
- ولُطْفُ الأواني في الحقيقة تابع
- لِلُطْفِ المعاني والمَعاني بها تَنْمُو
- وقد وَقَعَ التفريقُ والكُلّ واحد
- فأرواحُنا خَمْرٌ وأشباحُنا كَرْم
- ولا قبلَها قبل ولا بَعْدَ بَعْدَهَا
- وقَبْليُّة الأبْعادِ فهْي لها حَتْم
- وعَصْرُ المَدى من قَبله كان عصرَها
- وعهْدُ أبينا بَعدَها ولها اليُتم
- محاسِنُ تَهدي المادِحينَ لوَصْفِهَا
- فَيَحْسُنُ فيها منهُمُ النّثرُ والنّظم
- ويَطْرَبُ مَن لم يَدْرِهَا عند ذِكْرِهَا
- كَمُشْتَاقِ نُعْمٍ كلّما ذُكرَتْ نُعم
- وقالوا شَرِبْتَ الإِثمَ كلاّ وإنّما
- شرِبْتُ التي في تركِها عنديَ الإِثم
- هنيئاً لأهلِ الدّيرِ كمْ سكِروا بها
- وما شربوا منها ولكِنّهم هَمّوا
- وعنديَ منها نَشْوَةٌ قبلَ نشأتي
- معي أبداً تبقى وإنْ بَليَ العَظْم
- عليكَ بها صِرْفاً وإن شئتَ مَزْجَها
- فَعَدْلُكَ عن ظَلْم الحبيب هو الظُّلم
- فَدُونَكَهَا في الحانِ واستَجْلها به
- على نَغَمِ الألحان فهيَ بها غُنْمُ
- فما سكنَتْ والهمَّ يوماً بموضع
- كذلك لم يسكُنْ مع النَّغَم الغَم
- وفي سكرةٍ منها ولَوْ عُمْرُ ساعةٍ
- تَرَى الدَّهْرَ عبداً طائعاً ولك الحُكْم
- فلا عَيْشَ في الدُّنْيا لمَن عاشَ صاحياً
- ومَن لم يَمُتْ سُكْراً بها فاته الحزم
- على نفسه فليَبْكِ مَن ضاع عُمْرُهُ
- وليسَ لهُ فيها نَصيبٌ ولا سهمُ
- - قصيدة للحلاج:
-
حَوَيتَ بكُلّي كُلَّ كُلِّكَ يا قُدسي - تُكاشِفُني حَتى كَأَنَّكَ في نَفسي
- أَقلِبُ قَلبي في سِواكَ ولاأَرى
- سِوى وَحشَتي مِنهُ وَأَنتَ بِهِ أُنسي
- فَها أَنا في حَبسِ الحَياةِ مُمَنَّعٌ
- مِنَ الأُنسِ فَاِقبِضني إِلَيكَ مِنَ الحَبسِ
- - قصيدة للحلاج:
-
لِلعِلمِ أَهلٌ وَلِلإيمانِ تَرتيبُ - وَلِلعُلومِ وَأَهليها تَجاريبُ
- وَالعِلمُ عِلمانِ مَطبوعٌ وَمُكتَسَبُ
- وَالبَحرُ بِحرانِ مَركوبٌ وَمَرهوبُ
- وَالدَهرُ يَومانِ مَذمومٌ وَمُمتَدَحٌ
- وَالناسُ اِثنانِ مَمنوحٌ وَمَسلوبُ
- فَاِسمَع بِقَلبِكَ ما يَأتيكَ عَن ثقَةٍ
- وَاِنظُر بِفَهمِكَ فَالتَمييزُ مَوهوبُ
- إِنّي اِرتَقَيتُ إِلى طَودٍ بِلا قَدَمٍ
- لَهُ مراقٍ عَلى غَيري مَصاعيبُ
- وَخُضتُ بَحراً وَلَم يَرسُب بِهِ قَدَمي
- خاضَتهُ روحي وَقَلبي مِنهُ مَرعوبُ
- حَصباؤُهُ جَوهَرٌ لَم تَدنُ مِنهُ يَدٌ
- لَكَنَّهُ بِيَدِ الأَفهامِ مَنهوبُ
- شَرِبتُ مِن مائِهِ رِيّاً بِغَيرِ فَمٍ
- وَالماءُ قَد كانَ بِالأَفواهِ مَشروبُ
- لِأَنَّ روحي قَديماً فيه قَد عَطِشَت
- وَالجِسمُ ما مَسَّهُ مِن قَبلُ تَركيبُ
- إِنّي يَتيمٌ وَلي آب أَلوذُ بِهِ
- قَلبي لِغَيبَتِهِ ما عِشتُ مَكروبُ
- أَعمى بَصيرٌ وَإِني أَبلَهٌ فَطِنٌ
- وَلي كَلامٌ إِذا ما شِئتُ مَقلوبُ
- وَفِتيَةٍ عَرَفوا ما قَد عَرَفتُ فَهُم
- صَحب وَمَن يَحظَ بِالخَيراتِ مَصحوبُ
- تَعارَفَت في قَديمِ الذَرِّ أَنفُسُهُم
- فَأَشرَقَت شَمسُهُم وَالدَهرُ غَريبُ
- - قصيدة للسهروردي:
-
أَبداً تَحنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ - وَوِصالُكُم رَيحانُها وَالراحُ
- وَقُلوبُ أَهلِ وِدادكم تَشتاقُكُم
- وَإِلى لَذيذ لقائكم تَرتاحُ
- وَا رَحمةً للعاشِقينَ تَكلّفوا
- سرّ المَحبّةِ وَالهَوى فَضّاحُ
- بِالسرِّ إِن باحوا تُباحُ دِماؤُهم
- وَكَذا دِماءُ العاشِقينَ تُباحُ
- وَإِذا هُم كَتَموا تَحَدّث عَنهُم
- عِندَ الوشاةِ المَدمعُ السَفّاحُ
- أَحبابنا ماذا الَّذي أَفسدتمُ
- بِجفائكم غَير الفَسادِ صَلاحُ
- خَفضَ الجَناح لَكُم وَلَيسَ عَلَيكُم
- لِلصَبّ في خَفضِ الجَناح جُناحُ
- وَبَدَت شَواهِدُ للسّقامِ عَلَيهمُ
- فيها لِمُشكل أمّهم إِيضاحُ
- فَإِلى لِقاكم نَفسهُ مُرتاحةٌ
- وَإِلى رِضاكُم طَرفه طَمّاحُ
- عودوا بِنورِ الوَصلِ مِن غَسَق الدُّجى
- فَالهَجرُ لَيلٌ وَالوصالُ صَباحُ
- صافاهُمُ فَصَفوا لَهُ فَقُلوبهم
- في نُورِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ
- وَتَمَتّعوا فَالوَقتُ طابَ لِقُربِكُم
- راقَ الشّراب وَرَقّتِ الأَقداحُ
- يا صاحِ لَيسَ عَلى المُحبِّ مَلامَةٌ
- إِن لاحَ في أُفق الوِصالِ صَباحُ
- لا ذَنبَ لِلعُشّاقِ إِن غَلَبَ الهَوى
- كِتمانَهُم فَنما الغَرامُ فَباحوا
- سَمَحوا بِأَنفُسِهم وَما بَخِلوا بِها
- لَمّا دَروا أَنّ السَّماح رَباحُ
- وَدعاهُمُ داعي الحَقائقِ دَعوة
- فَغَدوا بِها مُستَأنسين وَراحوا
- رَكِبوا عَلى سنَنِ الوَفا وَدُموعهُم
- بَحرٌ وَشِدّة شَوقهم مَلّاحُ
- وَاللَّهِ ما طَلَبوا الوُقوفَ بِبابِهِ
- حَتّى دعوا فَأَتاهُم المفتاحُ
- لا يَطربونَ بِغَيرِ ذِكر حَبيبِهم
- أَبَداً فَكُلُّ زَمانِهم أَفراحُ
- حَضَروا وَقَد غابَت شَواهِدُ ذاتِهم
- فَتَهَتّكوا لَمّا رَأوه وَصاحوا
- أَفناهُم عَنهُم وَقَد كشفَت لَهُم
- حجبُ البقا فَتَلاشتِ الأَرواحُ
- فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم
- إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ
- قُم يا نَديم إِلى المدامِ فَهاتها
- في كَأسِها قَد دارَتِ الأَقداحُ
- مِن كَرمِ أَكرام بدنّ ديانَةٍ
- لا خَمرَة قَد داسَها الفَلّاحُ
- هيَ خَمرةُ الحُبِّ القَديمِ وَمُنتَهى
- غَرض النَديم فَنعم ذاكَ الراحُ
- وَكَذاكَ نوحٌ في السَّفينة أَسكَرَت
- وَلَهُ بِذَلِكَ رَنَّةً وَنِياحُ
- وَصَبَت إِلى مَلَكوتِهِ الأَرواحُ
- وَإِلى لِقاءِ سِواه ما يَرتاحُ
- وَكَأَنَّما أَجسامهُم وَقُلوبهُم
- في ضَوئِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ
- مَن باحَ بَينَهُم بِذِكرِ حَبيبِهِ
- دَمهُ حلالٌ لِلسّيوفِ مُباحُ
- - قصيدة لمحي الدين ابن عربي:
-
شمس الهوى في النفوسِ لاحت - فأشرقت عندها القلوب
- الحبُّ أشهى إليّ مما
- يقوله العارفُ اللبيبُ
- يا حبَّ مولاي لا تولِّ
- عني فالعيشُ لا يطيب
- لا إنس يصغو للقلبِ إلا
- إذا تجلَّى له الحبيب
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب