اعلن هنا

مثال على الأوضاع الاجتماعية في الريف والمدينة

مثال على الأوضاع الاجتماعية في الريف والمدينة

  • تعرضت القصة العربية الحديثة منذ نشأتها لأوضاع المجتمع وعبرت عن إحساس الكتاب بهذه الأوضاع وإدراكهم لها، فعالجت القصص ما في المجتمع من أحوال الفقر والجهل والتخلف والفساد في الأخلاق والعادات، ورصدت ما أخذ يطرأ على الحياة الاجتماعية من تبدل ظهرت آثاره في حياة الناس أفرادا ً وجماعات، حيث عدت القصة العربية الحديثة تاريخا ً حيا ً للمجتمع العربي في العصر الحديث.
  • - الريف العربي وأوضاعه الاجتماعية :


  • عاش الريف العربي حقبا ً طويلة في ظل ظروف قاسية من التخلف والجهل والفقر، وقد تآمرت عليه كل قوى القهر السياسي والاجتماعي من إقطاع وحُكام واستعمار،وقوانين طبقية جائرة، وقد عالجت القصة هذه الأوضاع وسلطت الأضواء على مظاهر الشقاء والتخلف ، فنبّهت الأذهان إلى الآثار السلبية التي تنجم عنها و أوحت  بضرورة الإصلاح والتغيير. وقد عرض الكاتب مفيد الشوباشي عرضا ً مجردا ً لهذه الأوضاع في روايته ( طلائع الأحرار).
  • وقد اختلفت نظرة الكتاب إلى الفلاح ؛ فبعضهم رآه بنظرة رومانتيكية قاصرة ، فصوروه فلاحا ً فقيرا ً متخلفا ً خاضعا ً لظروف القهر والتخلف ، وهذا ما نجده في رواية (زينب ) لحسين هيكل ، وفي (عودة  الروح) لتوفيق الحكيم. وبعض الكتاب رأى الفلاح رؤية واقعية ثورية فصور مظاهر شقائه وفساد حياته لكنه أبرز المعنى التاريخي لظواهر تمرده الفردي والعفوي ، وتضامنه في وجه الظلم والاستغلال. لقد وجد الكتّاب في هذا المعنى إرهاصا ً لثورة اجتماعية واعية آتية مع الزمن وحركة الحياة والتطور، وهذا ما نجده في رواية ( الأرض) لعبد الرحمن الشرقاوي.
  • - المدينة و أوضاعها الاجتماعية :


  • اتسمت المدينة بالديناميكية والتبدل السريع والمحسوس في القيم والأفكار والعادات ، وقد ظهر ذلك في حياة الأجيال المتلاحقة وأزماتها الروحية العميقة ؛ وقد عرضت القصة أوضاع المدينة في شكلين :
  • - شكل شرائح صغيرة تقتطعها من الحياة الاجتماعية تبرز لونا ً من الأخلاق أو الطبائع أو المواقف أو العادات ، وقد تولت القصة القصيرة هذا الشكل ؛ وهذا ما نجده في أقاصيص محمد صدقي ويوسف إدريس وعبد السلام العجيلي وزكريا تامر.
  • - شكل صورة عريضة لقطاع من المجتمع يمثل أسرة أو جيلا ً أو طبقة اجتماعية ، فترصد القصة الأوضاع الاجتماعية في هذه القطاعات وتصور م يضطرب في حياتها وما يتحكم في مصيرها من ظروف وقيم وأفكار وعادات.مثل رواية ( أولاد حارتنا) لنجيب محفوظ .
  • وبعد الثورات الاجتماعية تفاقمت أزمة المثقفين من الطبقة المتوسطة وعالجتها القصة . لقد فاجأت الثورات هؤلاء المثقفين وهو يتكلمون ويحلمون بالثورة ، حتى إذا رأوا ثورة قائمة أفاقوا من الأحلام وسقطوا في العدمية وأصيبوا بالعقم الروحي، وراحوا يجترون هزائمهم الروحية ويسقطون رؤاهم المنهارة على المجتمع الذي يسير في طريق الثورة والبناء ، واتجهوا إلى الانحلال والضياع أو الانتهازية والوصولية ، وهذا ما عالجه نجيب محفوظ في رواياته : ( الطريق) ، ( الشحاذ) ، ( ميرامار).
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.