
- يمثل الوصف الشعري فنّاً بارزاً في الشعر الأندلسي ، فقد تفنن شعراء الأندلس في شتى الأوصاف ، كوصف الطبيعة والمدن وغيرها ، ومن أبرز هؤلاء الشعراء الشاعر ابن خفاجة الذي يعد علماً من أعلام الشعر الأندلسي في القرنين الخامس والسادس الهجريين.
-
- من هو ابن خفاجة ؟
-
هو أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله الهواري الأندلسي ، شاعر شرق الأندلس ، ولد سنة 1058 للميلاد بمدينة شُقْر . - ومنهم من ذكره بأنه : إبراهيم بن الفتح بن عبد الله بن خفاجة ، أبو إسحاق الخفاجي ، شاعر مشهور متقدم ، حسن الشعر خبيث الهجاء.
- أقام ابن خفاجة شرقي الأندلس ، وعاش زمن ملوك الطوائف وإبان دولة المرابطين ، وتعد هذه العصور أزهى عصور الأندلس ، فيها قامت دولة الأدب والشعر، وامتلأت مجالس الأمراء بالشعراء.
- أقبل ابن خفاجة على حياة اللهو والطرب في مقتبل عمره ، وعندما بلغ الستين من عمره غيّر مجرى حياته ، وعدّل مسلكه، فاعتكف وهجر الخمر .
- عمّر الشاعر أكثر من اثنين وثمانين عاما ً ، وكان شديد الإحساس بالوحشة ومفرط الشعور بالغربة ولاسيما بعد أن مات أصحابه واحدا ً تلو الآخر ، فظل وحيدا ً يراقب رحلته الأخيرة في ترقّب وقلق إلى أن توفي سنو 533 للهجرة وقد أدركه الهرم .
-
- موضوعات الشعر عند ابن خفاجة :
-
يُقسم الشعر عند ابن خفاجة إلى قسمين ، القسم الأول يمثل مرحلة شبابه أيام ملوك الطوائف حين كان مضرباً عنهم مستغرقاً في وصف الطبيعة ، والقسم الثاني يمثل مرحلة عودته إلى ققول الشعر وكان قد تقدّم في السن ، وابتعد عن المجون أيام المرابطين . -
ومن أهو الموضوعات الشعرية عند ابن خفاجة :
-
- المدح : وقد تناول كل الأغراض المدحية مثل كرامة الأصل والفضيلة والشجاعة والكرم والرأفة والحلم ، وقد مدح أمراء الدولة ووزرائها وقضاتها وكبار شخصياتها. - - الرثاء : وتنول ابن خفاجة في موضوع الرثاء أشخاص مختلفين ، ويُقسم الرثاء عنده إلى : رثاء العامة من الأصدقاء والوزراء ومن يتعلق بهم ، رثاء الأقرباء ، رثاء المدن والديار بعد الخراب ، رثاء الشاعر نفسه.
- - الوصف : ولا سيما وصف الطبيعة
- - الغزل : إلا أن هذا الموضوع لا يشغل حيزاً كبيراً في شعره.
-
- نماذج من شعر ابن خفاجة :
-
- قال : - - خذها إليك وإنّها لنضيرة
- - ومجرّ ذيل غمامة قد نمّقت
- - لاعب تلك الريح ذاك اللهب
- - ونديّ أنس هزّني
- - وعشيّ أنس أضجعني نشوة
- - ومرتبع حططتُ الرحل منه
- - وأطلسَ ملء جانحتيه خوف
- - بشرى كما أسفر وجه الصباح
- - رأيتُ بخاله في صحن خدّه
- - وقال في قصيدة الروض :
- - أما والتفات الروض عن أزرق النهر
- - وإشراق جيد الغصن في حلية الزهر
- - وقد نسمت ريح النّعامى فنبّهت
- - عيون الندامى تحت ريحانة الفجر
- - وخدر فتاة قد طرقتُ وإنما
- - أبحث به وكر الحمامة للصقر
- - وقد خلعت البرد عنه وإنّما
- - نشرتُ به طيّ الصحيفة عن سطر
- - لقد جبتُ دون الحيّ كلّ تنوفة
- - يحوم بها نسر السماء على وكر
- - وفي قصيدة الجبل قال :
- - وأشرف طمّاح الذؤابة شامخ
- - تنطق بالجوزاء ليلاً له خصر
- - وقور على مرّ الليالي كأنما
- - يصيخ على نجوى وفي أذنه وقر
- - تمهد منه كل ركن ركانة
- - فقطّب إطراقاً وقد ضحك البدر
- - ولاذ به نسر السماء كأنما
- - يحنّ على وكر به ذلك النسر.
- - ومن شعره :
- - بعيشك هل تدري أهوج الجنائب
- - تخبّ برحلي أم ظهور النجائب
- - فما لحتُ في أولى المشارق كوكبا ً
- - فأشرقتُ حتى جئتُ أُخرى المغارب
- - وحي\ا ً تهاداني الفيافي فأجتلي
- - وجوه المنايا في قناع الغياهب
- - ولا جار إلا من حسام مصمّم
- - ولا دار إلا في قتود الركائب
- - ولا أُنس إلا أن أضاحك ساعة
- - ثغور الأماني في وجوه المطالب
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.