- إن القارة الإفريقية هي بلا ريب أتعس القارات جميعاً ، فهي لا تكاد تنتهي من كارثة حتى تحل كارثة أخرى أسوأ منها .
- وقد تعاني من كارثتين أو ثلاث في آن واحد .. کما هي الحال في الوقت الحاضر ..
-
* معاناة داخل القارة الإفريقية :
-
تعاني إفريقيا من قحط شديد ، وقد شمل هذا القحط دول جنوب القارة ، 24 من تلك الدول بالتحديد ، وأخذ يفتك بتلك الدول ، فيسبب : - 1_ موت يومياً عشرات الألوف من سكانها .
- 2_ موت مئات الألوف من ماشيتها ..
- 3_ تلف تربتها ومراعيها ..
- ويترك بصماته الراسخة على بيئتها ..
-
* كوارث ٱخرى متفشية :
-
لكن القارة الأفريقية تعاني في الوقت نفسه من كارثة أخرى ثانية ، كارثة الكاسافا ، وقد لا تقل هذه الكارثة خطورة عن كارثة القحط ، إلا أن نكبتها تأتي بالتدريج، لادفعة واحدة ، من هنا كان بعدها عن الأضواء وعن الصحف والأنباء . -
* تعريف الكاسافا وأهميته :
-
الكاسافا هو : نبات ، إنه غذاء ضروري لحوالي 200 مليون نسمة من سکان غرب وأواسط إفريقيا ، وهو بالنسبة إلى هؤلاء کالأرز بالنسبة إلى أهل الصين .. والخبز بالنسبة إلينا نحن العرب .. -
* أهمية الكاسافا للأفريقيون :
-
أكثر من ذلك .. - فالأفريقيون يهتمون بأمر الكاسافا وذلك بسبب :
- 1_ يأكلون أوراق الكاسافا الخضراء الكبيرة .
- 2_ يعتصرون الكحول من جذورها .
- 3_ يطحنون هذه الجذور ليصنعوا خبزهم منها ...
- إلى آخر ما هنالك ..
-
* حاجة الكاسافا للظروف البيئية :
-
شاءت الأقدار أن تكون حاجة الكاسافا إلى ماء الري قليلة نسبياً ، وأن تسلم من شر الجفاف والقحط الذي ضرب القارة سنة تلو السنة منذ نحو عشر سنوات . والذي يبطش بها حالياً ، وعلى نحو ما أسلفنا .. -
* أعداء الكاسافا :
-
الكاسافا لم تسلم من عدد آخر من أعداء النبات ، فيوجد أعداء لها وهي الحشرات ، ( البقة المغبرة ، العنكبوت الأخضر ).. - فهذه حشرات تستطيب الكاسافا کالإفريقيين ، ولكنها تلتهمها وتقضي على محاصيلها وهي في حقولها ، فتحرم الأفريقيين منها ، وتحكم عليهم بسوء التغذية - إن لم نقل بالمجاعة ، بأبشع معانيها ..
-
* موطن حشرات أعداء الكاسافا :
-
الغريب أن موطن الحشرتين العدوتين ليس إفريقيا وإنما أمريكا الجنوبية ، ودولة الباراجواي بالتحديد . وقد انتقلنا إلى القارة السوداء بحكم الصدفة ، وما أسرع ما اكتشفت الكاسافا ، ضالتها المنشودة ، فانطلقت تلتهمها بنهم شديد وسر عة كبيرة ، جاوزت 300 میل سنوياً .. - وما لبثت الحشرتان أن قضتا على 2/3 محصول الكاسافا في عدد من البلدان الأفريقية .
-
* هل تفيد المبيدات الحشرية ؟
-
زاد الطين بلة أن مبيدات الحشرات لا تبيد أي من الحشرتين المذكورتين ، فهي لا تؤثر على العناكب من قريب ولا من بعيد ، ولا تستطيع الوصول إلى البقة المغبرة ، مهما بلغت قوة الضغط في أجهزة رشها .. - ذلك أن هذه البقة تسمم أوراق الكاسافا الطويلة ، فلا تلبث هذه أن تلتوي وتنطوي ، فتلف الحشرة وبيوضها وتضمن حمايتها من كل مكروه ...
-
* دور علماء هيئة إفاد :
-
من هنا اتجه العلماء ، علماء هيئة إفاد ( IFAD ) وهي الهيئة الدولية المتخصصة في شؤون التنمية الزراعية والمتفرعة عن المنظمة الدولية ، اتجهوا إلى فكرة مكافحة الحشرتين بحشرات أخرى مثلها . - وهذه فكرة معروفة من حيث المبدأ ولكنها صعبة جداً من حيث التطبيق ..
-
* صعوبة مكافحة الحشرات بحشرات أخرى :
-
ليس من السهل تحديد الحشرات التي تأكل الحشرتين ، وليس من السهل أيضاً العثور على الحشرات أو توليدها صناعياً بالكميات المطلوبة .. - ومضى العلماء في بحثهم ومضت ثلاث سنوات قبل أن يكتشفوا الدبور ( الزنبور ) البراجوي ، وكذلك أحد أصناف الخنافس ..
- فمن شأن هذه الحشرات أن تبادر إلى التهام البقة المغبرة ، والعنكبوت الأخضر ، بأسرع ما تستطيع هاتان الحشرنان التهام الكاسافا ..
-
* دور المعهد الدولي للزراعة :
-
يتولى المعهد الدولي للزراعة الإستوائية في نيجريا ( بالتعاون مع أفاد ) ، تولید الحشرتين المفترستين بالملايين ، وتعبئتها ضمن قوارير من البلاستيك بحجم قلم الحبر .. -
* آلية المكافحة :
-
تطلق هذه القوارير بقوة بواسطة أجهزة تشبه المدافع الرشاشة ، وتجهز بها طائرات خاصة وتطلق في نيجريا وعشرين دولة إفريقية أخرى ، لا تقل مساحتها بمجملها عن مساحة قارة استراليا بأسرها .. - والأمل كبير في أن تنجح الحشرات المفترسة ، و التي بدؤوا إطلاقها بالفعل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من محاصيل الكاسافا .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب