-
* مقدمة :
-
تغير وجه من الصورة في الخمسينات من هذا القرن ، فخرج للأطفال العرب فيض من الأدب المكتوب اختلط فيه الغث الكثير بالثمين القليل ، وكان أهم ملامح التغيير اعتراف بعض الهيئات الأدبية بنتاج أدب الأطفال فن من فنون الأدب الجادة والهادفة . -
* الوجه الآخر للموضوع :
-
أما الوجه الآخر من الصورة فلا يزل قاتم ، ذلك أن الهيئات العلمية والتربوية في بلادنا العربية ، وما أكثرها عدداً ، لم تسهم في دراسة نتاج الذهن العربي من « أدب الأطفال » دراسة علمية تتحدد بها قواعده وأصوله ومناهجه ، وتظهر أجناسه الأدبية ومقاییسها النقدية ، وتبين ما يقدم منها للأطفال حسب أسنانهم الزمنية أو الإدراكية ، وتوضح الدور الكبير الذي يقوم به « أدب الأطفال » في صنع الانسان وبنائه . - ولم تتتبع بالدراسة تطور هذا الفن في أدبنا العربي ، ولم تقدم حكماً سليمآ على النتاج الذي يعرض لأطفالنا ، وكان أولى أن تبادر بنقده وألا تتردد أو تتهاون في وصف التافه والفج منه ما يستحقه ، وأن تستبعد مالا يصلح منه فنحمي أطفالنا الكثير الذي تضر بهم قراءته ، وأن تكشف عن الجيد الذي يغذي جوانب التفكير عند الناشئة ويقوي نواحي الخيال فيهم ، ثم يصنف المتخصصون ويوزعونه حسب مراحل الطفولة والسن الإدراكي للأطفال .
-
* تقصير الهيئات العلمية التربوية :
-
لم تقدم هيئاتنا العلمية والتربوية من الدراسات ما يهدي الطريق أمام القائمين على تنشئة الأطفال من المعلمات ، والرواد ، والمشرفين على النوادي وقرى الأطفال ، حيث كان سيستفيد الأطفال من : - 1_ يختاروا لهم من عالم الأدب خير أنواعه ..
- 2_ يتذوق الصغار منه خلال المتعة بالسماع أو القراءة جمال الصور إشعاعآ من جمال الكلمات ..
- 3_ يوفر لهم الغذاء الروحي والرضى العاطفي ..
- 4_ يبعث فيهم ألواناً من السعادة تغريهم بمواصلة القراءة ..
- 5_ تتكون عواطفهم نحوها وتصبح عادة وهواية عندهم ..
- 6_ يتعرف المعلمون والرواد الأهداف التربوية للقصة وروايتها ، لأن الأطفال وهم في حاجة إلى كاتب قصة خلاق ، وفي حاجة كذلك إلى راو فنان ، فالكاتب يخرج القصة من الحياة والراوي يعيدها إلى الحياة ، وهما معآ يكملان دائرة الحياة للأطفال .
- ولعل العلم لم يظهر الحاجة الملحة في حياة الأطفال إلى فن رواية القصة كما أظهرها في هذا العصر ، اعترافآ بالفائدة التربوية والنفسية التي يمكن أن تؤديها للناشئة ، وذلك منذ أخذت تعترف مدرسة فروبل التربوية في ألمانيا بهذه الحاجة ، وتعطيها الدفعة القوية في عالم التربية ، وتقرر :
- ( أن وظيفة القصة وحكايتها للأطفال لم تعد تقيم على ضوء مكانتها في مدارس الأطفال فقط ، بل أصبحت طبيعتها تمارس في كل مكان يوجد فيه الأطفال ) .
-
* المراهقين :
-
إذا كانت الشكوى تتزايد من المراهقين ومشكلاتهم في عصر الفيديو ، والتلفزيون ، والديسكو ... - عصر الآفات التي تلاحق الشباب بمغرياتها ، وتصرفه عن القراءة بمستحدثاتها ، فإن في إمکان جامعاتنا العربية أن تحد من تأثير هذه المغريات من خلال اهتمامها « بأدب الأطفال » ، ذلك لأنه :
- 1_ أقوى أساس يقوم عليه التكوين العقلي والنفسي والعاطفى لهؤلاء الشباب ..
- 2_ خير سبيل ينمي مدركات الخيال ..
- 3_ یرهف الإحساس بالجمال عند الأطفال ..
- 4_ أجدى أسلوب تتأصل به القيم الإجتماعية والسياسية ..
- 5_ تتأكد به العواطف الدينية والقومية عند الناشئة ، 6_ أقوم طريق تتحدد به المثل العليا ، والسلوك الإنساني المحمود لأطفال اليوم وشباب الغد ، وصانعي الأمة في المستقبل القريب ..
- ولأن الجيد منه يصلهم منذ طفولتهم بالحياة ، ويهيىء لهم فرص الترف الذاتي ، وينمي فيهم الوعي الجماعي ، وروح التعاون ، ويحبب إليهم خدمة الآخرين ، فينمو الصغير حالة التمرکز حول ذاته إلى كائن اجتماعي يتمركز حول الآخرين ، ويتحول من المتعة إلى الإحتمال ، ومن الإحتمال إلى المشاركة الوجدانية ، ثم إلى الاحساس العقلي بشعور الآخرين ، ومن ثم يسهم في خلق شباب مثابر مخلص واجتماعی متعاون ، يقف أمام المخاوف والقلق ليقضي عليها ولا يفر منها .
-
* دور الكلمة :
-
للكلمة المنطوقة والمكتوبة دور فهي : - أ_تسعد الأطفال وتسليهم .
- ب_تطور وعيهم وطريقة فهمهم للحياة .
- ج_ تنمي القراءة عندهم .
- د_ تعمق أبعاد استمتاعهم بها .
- ه_ هي مفاتيح لفهم الجنس البشري ولمعرفة نمو الإنسان على درب التاريخ الطويل .
- و_تعطيهم فرص التعرف على أنفسهم بأنفسهم .
- ز_ تمكنهم من التصدي للمخاوف واقتلاعها من جذورها .
- ح_تطلق العنان لأحلامهم وطاقاتهم الإبداعية .
-
* خاتمة :
-
لعل الوقت في عالمنا قد حان ليبدأ البحوث والدراسات الأكاديمية في هذا الميدان ، وتتضمن المناهج الدراسية في جامعاتنا ومعاهدنا التربوية دراسة هذا الفن الأدبي ( فن أدب الأطفال ). -
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.