- إنّ تزكية النّفس أساس فلاح الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة
- وأعظم واجب على الإنسان نحو نفسه تزكيتها ويكون ذلك بتحليتها بالفضائل وتجنيبها الرذائل.
-
- مفهوم تزكية النفس
-
التزكية: هي تخليص النفس الإنسانية من كل ما يتعلق بها من شوائب، ونواقص، وترسيخ الفضائل والقيم النبيلة والأخلاق السامية فيها، وتوجيهها إلى كل ما فيه الخير والصلاح. -
- أنواع التزكية
-
1-التزكية الفطرية
- وهي التي تكون مع الإنسان وملازمة له منذ ولادته، كفطرية الإيمان، ونقاء السريرة، وطهارة النفس، وصفاء القلب،
- يقول سبحانه وتعالى: (فانطلقا حتى إذا لقيا غلامًا فقتله قال أقتلت نفسًا زكيةً بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرًا)
- وقال جل شأنه في قصة مريم (قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلامًا زكيًّا)
-
2- التزكية المكتسبة
- وهي التزكية التي يكتسبها الإنسان من خلال مجاهدته لنفسه ومقاومة شهواته المختلفة؛ حتى تتخلى تلك النفس عن القبائح والرذائل، وتتحلى بالفضائل من السلوكيات والأخلاق، ويكون ذلك بكثرة بالطاعات والمبرات والقربات.
-
ماذا تحتاج التزكية المكتسبة؟
- التزكية المكتسبة تحتاج لأمرين:
- الأمر الأول: عزيمة قوية وإرادة متينة.
- الأمر الثاني: الاستمرارية طالماً بقي الإنسان على قيد الحياة.
- قال تعالى: (ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير)
-
- وسائل التزكية في القرآن
-
1-الإيمان:
- وهو الوسيلة الأساسية والأولى التي تبنى عليها كافة الوسائل الأخرى للتزكية، فبناء النفس على الاستقامة والصلاح، أساسه العبودية الحقة لله وحده، والإيمان به سبحانه وتعالى وبالدين الحق الذي ارتضاه لعباده؛ ليكون لهم شرعة ومنهاجًا.
- والإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل.
- فكلما ازداد الإيمان رسوخًا أثمر ثمراته اليانعة في تزكية النفس واستقامة السلوك.
- جاء في حديث جبريل المشهور جوابًا عن قوله صلى الله عليه وسلم: (......فأخبرني ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال صلى الله عليه وسلم: صدقت......)
-
2- العبادات والطاعات
- فالعبادات التي شرعت في الإسلام واعتبرت أركانًا في الإيمان به
- هي تمارين متكررة لتعويد المرء أن يحيا بأخلاق صحيحة، وأن يطهر نفسه من قبائح الأعمال، فالصلاة والصيام والحج، هذه الطاعات من تعاليم الإسلام هي مدارج الكمال المفرد
- وتأتي الصلاة في الرتبة الأولى من العبادات التي لها دور في تزكية النفس قال تعالى: (اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)
- كما أن الزكاة هي تطهير للنفس من داء البخل والشح، وتدريبها على البذل والسخاء، وتربيتها على الإنفاق والعطاء.
- قال تعالى: (خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم)
- وللصوم أهمية في تزكية الأنفس، فالمقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات، شهوتي البطن والفرج.
- والصوم علاج للنفس للبشرية، فرضه الله لحكمة ارتضاها؛ وقاية وصيانة وجهادًا وتربية وترقية وتهذيبًا، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
- وفي الحج تعويد للنفس على بذل الجهد والمال في سبيل الله، والاستسلام والخضوع لأمر الله، وتربية للنفس على خصال الخير ومحامد الطبائع والأخلاق.
-
3- الأخلاق والقيم
- فالآداب الاجتماعية التي دعا إليه شرعنا الحنيف لها مدلول حضاري؛ لما فيها من تنظيم لحياة المجتمع، كغض البصر وحفظ الفرج:
- ويشير إلى ذلك قوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون (30) وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)
-
- ثمرات التزكية
-
1-الفلاح والنجاح قال تعالى: (قد أفلح من تزكى) - 2-دخول الجنة والتنعم بنعيمها: قال تعالى (ومن يأته مؤمنًا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى * جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى)
- 3- النجاة من النار: قال تعالى (فأنذرتكم نارًا تلظى * لا يصلاها إلا الأشقى * الذي كذب وتولى * وسيجنبها الأتقى* الذي يؤتي ماله يتزكى)
-
- ما هو حكم تزكية النفس؟
-
ذهب الإمام الغزالي رحمه الله إلى أن تزكية النفس فرض عين على كل مؤمن ولو لم يكن متحلياً بالأخلاق الذميمة، فيلزم كل أحد أن يتعلم أمراض القلب وكيفية تطهيرها. - واستند الغزالي في رأيه هذا إلى أن الأصل عنده في الإنسان هو وجود هذه الأمراض وليس السلامة منها، واستدل على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل البشر قد شق الله صدره مرتين وأخرج منه المضغة السوداء التي هي محل هذه الأمراض في الإنسان، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم احتاج إلى ذلك فغيره من باب أولى.
- وذهب الجمهور إلى أن تزكية النفس ليست فرض عين إلا في حق من تحقق أو ظن وجود مرض من الأمراض فيه، فيلزمه حينئذ تعلم سبل علاج ذلك المرض،
- وقد واستدل الجمهور بأن الأصل في الإنسان السلامة من هذه الأمراض لقول الله تعالى: (فطرة الله التي فطر الناس عليها)
- وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة).
-
- أدعية النبي في تزكية النفس
-
كان -صلّى الله عليه وسلّم- يأمر بمحاسن الأخلاق وفضائل السلوك التي تجعل نفس المسلم زكيةً مهذّبة، - وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو ربّه -عزّ وجلّ- أن يزّكي نفسه ويطّهرها، ومن أدعيته صلى الله عليه وسلم:
- ((اللهمّ إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر، اللهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها، اللهمّ إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا تستجاب))
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.