
-
- مقدمة :
-
إن الكون المترامي الأطراف الذي نعيش في جزء صغير جداً منه مليء بالنجوم والكواكب المنتشرة في هذا الفراغ الهائل .. - فمجرتنا درب التبانة تحتوي على ما يقارب 250 ألف مليون نجم ، واتساعها يقدر بحوالي 100 ألف سنة ضوئية ، وتكون حاوية على أحداث غريبة تحدث كل يوم ، ولا يصلنا عنها إلا القليل ، والخوف من اندثار المجرة ، والكواكب ، والنجوم فجأة ، بدون سابق إنذار ، كما يحدث بحاله الثقوب السوداء ..
-
- يقول العلماء :
-
إذا كانت كتلة النجم تزيد عن ثلاثة أضعاف كتلة الشمس ، فإن قوة الجذب نحو الداخل هائلة ، ولا يمكن إيقافها ، وينكمش النجم إلى حجم صغير جداً بالنسبة لحجمه الأصلي ، ولدرجة أن سرعة الانفلات أو التحرر من مجاله الجذبي تصبح أكبر من سرعة الضوء .. - إن هذا يعني أن الضوء لا يستطيع , أن ينطلق أو يتحرر من هذا النجم بل يحجز بداخله ، وهو نتيجة لذلك لا يمكن أن يرى ، لأننا نرى الأجسام من خلال الأشعة التي تصدرها ، أو تنعكس أو تتشتت عنها ، فهو لذلك أسود ، ولا يمكن أن يرى ، ويطلق على هذا النوع من النجوم اسم ثقب أو حفرة سوداء ، إذ أن هذا النجم لم يعد جزءآ من الكون ، بل اختفي أو انتهى ، وترك مكانه حفرة أو فجوة ، وهو أسود لأن الضوء لا يمكن أن يغادره وهو بالتالي لا يرى ..
-
- هل يمكن أن تندثر الأرض كالنجم ؟
-
إذا تحول نجم كتلته عشرة أضعاف كتلة الشمس إلى حفرة سوداء ، فإن هذا النجم يصبح عبارة عن كرة ذات كثافة عالية جداً وغير مرئية ، ويقل نصف قطرها قليلاً عن ثلاثين كيلومتراً.. - نأخذ الكرة الأرضية كمثال علمآ بأنها لا يمكن أن تتحول - من ناحية نظرية على الأقل - الى حفرة سوداء ، وذلك لأن كتلتها أصغر من كتلة الشمس ..
- ولكن إذا تخيلنا أنها تحولت إلى حفرة سوداء ( مثلاً بفعل ضغط خارجي كبير جداً يؤثر على سطحها الخارجي ) ، فإن هذا الكوكب الضخم بما عليه من جبال وبحار ومدن وغير ذلك يتحول إلى كرة تنس الطاولة ، وقد يبدو هذا الكلام ضربآ من الخيال ، وليس من العلم في شيء ،لأن العقل لا يستطيع أن يتصوره ، وهذا ماعناه البعض عندما قالوا إن الحفر السوداء تحول العلم إلى خيال .
-
- تركيب المادة داخل الحفرة :
-
لا أحد يعرف شيئاً عن تركيب المادة داخل الحفرة والفجوة السوداء ، لأن ما يدخلها مفقود ، ولا يمكن أن يعود إطلاقاً ، ولكن نتيجة لانضغاط المادة بصورة كبيرة جداً ، وارتفاع الكثافة بصورة غير مألوفة ، فإن المادة في هذا النجم الغريب يختلف بالتأكيد المادة المعروفة ، ويعتقد أن الأشياء تفقد ماهيتها وأصلها في داخل الحفرة السوداء ، ولا يمكن التمييز والتفريق بينها ، وتصبح جميعاً بعد دخولها سطح الأفق وكأنها شيء واحد لا فرق بين شجرة وكرسي وحيوان ...الخ -
- هل هي موجوده حقآ ؟
-
والسؤال الذي لاشك أنه يتبادر إلى الذهن الآن هو : - هل هذه النجوم الغريبة موجودة فعلاً ؟
- وكيف يمكن الكشف عنها والتعرف عليها إذا كانت لا ترى ولا يمكن أن يغادرها شيء ؟
- إن الكشف عن الحفر السوداء - من الناحية النظرية - سهل وذلك من خلال مجالها الجذبي الكبير الذي يؤثر على جميع الأجسام المحيطة بها ، ولكن ذلك صعب من الناحية العلمية ، وخصوصاً إذا كانت الفجوة السوداء عبارة عن نجم مفرد ، ويعود ذلك لبعدها الشاسع عن مجموعتنا الشمسية ، حيث يتوقع علماء الفلك أن تكون الفجوات السوداء - إن كانت حقيقة - على بعد ملايين السنين الضوئية من مجموعتنا الشمسية ، أما إذا كانت الحفرة السوداء جزءآ من نجم مزدوج وهذا ما يتوقعه علماء الفلك ، فإن الكشف عنها يصبح ممكناً ، وذلك بدراسة طيف النجم المرئي في أوقات مختلفة ، وبإجراء بعض القياسات الفيزيائية التي يمكن من خلالها استنتاج كثير من صفات النجم ، مثل درجة الحرارة والتركيب والكتلة ونصف القطر وغير ذلك ، ويمكن معرفة ما إذا كان هنالك جزء غير مرئي تابع للنجم أي حفرة سوداء أم لا ..
-
- ختاماً :
-
وتبقى الحفر السوداء أغرب ما أنتجته النظريات العلمية على الإطلاق ، ويتسابق علماء الفلك في مختلف أنحاء العالم لإثبات وجودها بصورة علمية وقاطعة ، ولكن بدون نتیجه حتى الآن . -
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.