- بسم الله الرحمن الرحيم ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) [ المائدة : 27 ] ،
- بعد أن هبط آدم وزجه إلى الأرض بأمر من الله عز وجل ، بدأ نظام الحياة يستكمل حينما تهيأت حواء لتستقبل أولادها ، أول ولادة ، وأول نفحة من نفحات البشرية ، وبهم تأنس وتسعد زوجها آدم عليه السلام ، لقد حملت بتوأمين ، وقد كانا شديدي الحب والشغف ، أن يريا فلذات أكبادهما على ظهر البسيطة ، فتمتلىء جوانب الأرض بنسلهما ، سنتحدث في هذا المقال عن قصة ابني آدم عليه السلام .
-
- ولادة حواء لولديها في قصة نبأ ابني آدم :
-
وضعت حواء توأمين ، قابيل وأخته وهابيل وأخته ، وكبر وترعرع الإخوة في رعاية الأبوين ، حتى ملأتهم الحياة قوة وصلابة ، وسعى الولدان يضربان في الأرض كسباً للرزق ، وابتغاء للخير .. -
- أعمال قابيل وهابيل في قصة نبأ ابني آدم :
-
كان قابيل يعمل في زراعة الأرض ، وكان أخوه هابيل من رعاة الأغنام ، وعاشا سعيدين في سلام ، وانتشر رواق السلام والأمان على هذه الأسرة السعيدة الطاهرة -
- انقلاب قابيل على أمر والده في قصة نبأ ابني آدم :
-
كبر الشقيقان واكتملت رجولتهما ، وقويت في كلا الفتيين غريزة الرجولة ومال كل منهما إلى أن تكون له زوجة ليسكن إليها ، وإرادة الله تعالى قضت منذ الأزل أن يمتحن بنو آدم على ظهر البسيطة ، فيكثر المال والبنون ، لأنه لابد من التكاثر ، فأوحى الله تعالى إلى أبي آدم أن يزوج كل فتى من أولاده بتوأم أخيه ، لكن ثار قابيل ، ولم ينزل على إرادة أبيه ، لأن زوجته ستكون أقل جمالاً من نصيب أخيه ، فحسده ، ولم يقبل بالقسمة .. -
- قربان قابيل وهابيل في قصة نبأ ابني آدم :
-
هدى الله آدم إلى مخرج من همه ، فطلب آدم إليهما أن يقرب كلاهما قرباناً إلى الله ، فأيهما تقبل قربانه كان أحق بما تمنى ، فقدم كل منهما مايلي : - 1 - قدم هابيل مجموعة من أنعامه التي يرعاها .
- 2 - قدم قابيل قمحاً من زراعته التي يعمل بها .
-
- قبول قربان هابيل ورفض قربان قابيل في قصة نبأ ابني آدم :
-
بسم الله الرحمن الرحيم ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) [ المائدة : 27 ] . - لقد تقبل الله قربان هابيل ، فهو عبد وهب الحكمة ، وطاعة الوالدين ، ويرضى قسمة ربه ، ولم يتقبل قربان أخيه قابيل ، لأنه لم ينزل على حكم أبيه ، ولم يخلص النية في قربانه ، فاستشاط قابيل غضبآ ، وراح ضحية الثأر والحقد ، وهبت شروره ، فتوعد أخاه ، وقال : ( لأقتلنك ) ، فلا راحة لقابيل الشقي وهو يرى سعادة هابيل أخاه وهما على وجه أرض واحدة .
-
- نصائح هابيل لقابيل في قصة نبأ ابني آدم :
-
بسم الله الرحمن الرحيم ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ) [ المائدة : 28 - 29 ] . - كان هابيل شديد النصح لأخيه قابيل ، محبة له ، وحفظ للعهد ، لعل كلماته تجدي نفعاً في اعتدال حال قابيل ، ولكن أواصر الأخوة لم تكن شفيعة لقابيل أمام ذلك الحقد المشتعل في صدره ، ولم يكن في قلبه رحمه وحنو يهدئ من بركان قلبه ، ولم يكن يخاف الله ، ولا يراعي حقوق الوالدين في تلك النفس الأمارة بالسوء .
-
- قتل قابيل لأخيه هابيل في قصة نبأ ابني آدم :
-
بسم الله الرحمن الرحيم ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) [ المائدة : 30 ] . - في ساعة شيطانية ، وقعت الواقعة ، فراح هابيل قتيلاً بيد أخيه قابيل ، فريسة الحمق والجهالة ، فاستوحش آدم ، وراح يتفقد ابنه هابيل ، فسأل قابيل عن أخيه ، فقال : ماكنت عليه راعياً وحفيظاً ، ولكن آدم عرف بعد أن ابنه قد قتل ، فشعلت في نفسه تلك الشعلة التي هاجت حزناً على فقيده وإشفاقاً على أخيه .
-
- أول دفن في الحياة في قصة نبأ ابني آدم :
-
بسم الله الرحمن الرحيم ( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ) [ المائدة : 31 ] . - لقد كان هابيل أول من قتل على ظهر الأرض ، ولم يعرف قابيل كيف يواري جثة أخيه ، فحمله على ظهره ، وظل حائراً قلق النفس ، مايفعل بجثته ؟
- وكيف لا ، وقد أصبحت نفسه تتخبط بين الحفيظة والعاطفة ، فتعب قابيل بحمل جثة هابيل ، ولم يدر كيف السبيل ، فهبت رحمة الله لتلك الجثة الطاهرة ، فبعث الله غرابآ يكون أستاذاً لقابيل ، ولابد له أن يكون تلميذاً للغراب !
- فالغراب الضعيف علم قابيل كيف يدفن أخاه ، حيث أرسل الله غرابين يقتتلان فقتل أحدهما الآخر ، ثم حفر له بمنقاره ، ووارى جثته التراب ، وهنا استشعر قابيل الندم والحسرة .
- وصلنا إلى نهاية المطاف الذي استشعرنا فيه مدى عظيم إثم القتل في الأرض ، كم هي فعلة شنيعة ، أول من سن هذه السنة هو قابيل ، وهو يحاسب على كل من قتل من بعده إلى يوم القيامة ، اللهم اغفر وارحم وأنت خير الراحمين .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.