ينتمي الإمام أحمد بن حنبل إلى قبيلة شيبان، وهي قبيلة ربعية عدنانية، واسمه بالكامل هو أحمد بن حنبل هو أبو عبدالله أحمد بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ولد في بغداد سنة 164ه وعندما تم بلوغه الثالثة من عمره توفى والده فتولت أمه تربيته، وقد تعلم القرآن الكريم وقام بحفظه منذ صغره، وقد بدأ رحلته في طلب العلم عندما بلغ الخامسة عشر من عمره فقد كان يذهب إلى مجالس الحديث، وقام بعد ذلك وبدأ رحلاته في سبيل الحديث فذهب إلى الشام والمغرب ومكة المكرمة والحجاز والمدينة المنورة وغيرها، وقد التقى بالشافعي في إحدى رحلاته للحجاز.
1. المُسند في اللغة يكون الحديث الذي يُثبت بسنده إلى راوٍ في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أصبح يُطلق على نوع من كتب الحديث النبوي.
2. ذلك الكتاب هو الذي وضعه صاحبه حتى يصبح إمامًا للناس يعودون إليه عندما يختلفون في سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو يعدّ من أكبر دواوين أهل السنة في علم الحديث.
3. كما حقق الله تعالى لواضعه مناه وبغيته وجعل اسمه يطير في الآفاق ويُشتهر إلى يوم القيامة ،وقد بدأ الإمام أحمد بجمعه مذ كان عمره 16عام ،وظلّ يجمعه حتى وفاته سنة 241هـ.
4. يقول عنه الإمام محمّد أبو زهرة: "المسند هو عبارة عن مجموعة من الأحاديث التي رواها أحمد رضي الله عنه، وقد ضرب في مناكب الأرض ساعياً جاهداً حتى يقوم بجمعها، وهو في الحقّ الخلاصة لما تلقّاه من الأحاديث التي دونها ولذلك، بدأ جمعه من وقت أن بدأ الإمام أحمد في تلقيه الحديث وروايته من سنة 180هـ".
1. قد قام أحمد بن حنبل بتأليف كتاب المسند حتى يكون مرجعاً للمسلمين وقام بترتيبه وفقاً لأسماء الصحابة الذين كانوا يقوموا برواية الأحاديث.
2. كان الكتاب كبير الحجم فقد بلغ عدد أحاديثه ما يقارب 40 ألف حديث قد تكرر منها 10 آلاف حديث ويحتوي على ثلاثمائة حديث ثلاثي الإسناد.
3. عمل على ترتيب كتابه بناءً على مسانيد، حيث جعل مرويات كل صحابي في موضع واحد محدد له، حيث بلغ عدد الصحابة الذي وجد لهم مسانيد في مسند الإمام أحمد بن حنبل ٩٠٤ صحابي.
4. كما يوجد له عدّة مؤلفات منها كتاب الأشربة، وكتاب الزهد، وكتاب فضائل الصحابة، وكتاب الصلاة وما يلزم فيها، وكتاب الناسخ والمنسوخ، وكتاب الرد على الجهمية، وكتاب السنن في الفقه، وكتاب الفرائض، وكتاب الإيمان، وكتاب طاعة الرسول.
1. قد كان الإمام أحمد محدثاً أكثر من كونه فقيهاً.
2. كان يقوم بكتابة القرآن والأحاديث النبوية الشريفة فقد تم تعريف فقهه بالفِقه المَأثور فكان لا يقوم بالفَتوى في أي مسألة إلا إن أفتى بها أحد من قبل سواء كان صحابي أو تابعي .
3. وقد كان الإمام أحمد شديد التحفظ في الأمور التي تتعلق بالعبادات، أمّا أسلوبه في المعاملات فقد تميز فقهه بالسهولة والمرونة.
4. قد تمسك الإمام أحمد بنصوص الشرع التي تيسر ولا تعسر، وأيضاً كان شديد الحرص فيما يتعلق بالفتاوى، فلم يسمح لتلاميذه أن يكتبوا الفتاوى الخاصة به؛ وذلك لأنّه قد يغيرها.
1. الإمام أحمد بن حنبل قد مرض قبل وفاته مرضاً شديداً فقد كان ينام محموماً ويأخذ نفسه بصعوبة.
2. توفي الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يوم الجمعة الموافق 12 من ربيع الأول سنة 241 ه .
3. توفي وقد كان يبلغ من العمر 77 سنة.
4. قد اجتمع الناس في الشوارع لكي يحضروا جنازته وقد حضر تغسيله ما يقارب 100 شخص من بيت الخلافة من بني هاشم فكانوا يقبلوه بين عينيه ويدعون له ويترحمون عليه .
5. تم دخوله في قبره بعد صلاة العصر وذلك بسبب كثرة عدد الناس.
الخاتمة:
الإمام أحمد بن حنبل هو من كبار الأئمة في الحديث وهو أيضاً من كبار علماء الجرح والتعديل كذلك إن كتاب مسند الإمام يعتبر مصدراً مهماً في الأحكام الفقهية وذلك بسبب ما احتواه من أدلة شرعية إن المسند يحتوي على أحاديث جمعها أحمد بن حنبل وكذلك زوائد أضافها كل من ابنه عبدالله والشيخ أبي بكر القطيعي.