اعلن هنا

مثال على وصايا العرب لأبنائهم

مثال على وصايا العرب لأبنائهم

  • الوصية فن نثري سائد في العصر الجاهلي والعصور التي تليها ؛ ويعتبر هذا الفن نوعا من أنواع النثر ؛ لكنه لا يخلو من الشعر ، إلا أننا عندما نذكر الوصية كفن أدبي فإننا نقصده كنثر وليس شعر ، وقد تناقل العرب قديما هذا الفن لما فيه الوصايا العظيمة والمنافع الجليلة ؛ فإن الأب عندما يوصي أولاده فإنه يكون قد أعطاهم خلاصة تجربته وحكمته في الحياة ؛ ناهيك عن زن هذه الوصايا قد خرجت من لسان أدباء وحكماء كان الزمان كفيلا بجعلهم يأخذون من الحياة أقسى دورسها ؛ ليصوغوا بذلك حكما لا يزال العرب يتداولونها.
  • - وصية عمرو بن كلثوم لأولاده: 


  • يا بني إني قد بلغتُ من العمر مالم يبلغ أحد من آبائي وأجدادي ولابد من أمر مقتبل، وإن ينزل بي ما نزل بالآباء والأجداد والأمهات والأولاد فاحفظوا عني ما أوصيكم به :
  • "إني والله ما عيّرت رجلاً قط أمراً إلا عُيّر بي مثله، إن حقاً فحقاً وإن باطلاً فباطل، ومن سبّ سُبّ فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لأعراضكم،
  • وصلوا أرحامكم تعمر داركم، وأكرموا جاركم يحسن ثناؤكم، وأبعدوا بيت النساء من بيوت الرجال فإنه أغض للبصر وأعف للذكر، ومتى كانت المعاينة واللقاء ففي ذلك داء من الأدواء.
  • ولا خير فيمن لا يغار لغيره كما يغار لنفسه، وقلَ من انتهك حرمة لغيره إلا انتهكت حرمته، وامنعوا القريب من ظلم الغريب؛ فإنك تذل على قريبك، ولا يحل بك ذل غريبك، وإذا تنازعتم في الدماء فلا يكن حقكم للقاء، فرب رجل خير من ألف، وود خير من خلف، وإذا حُدثتم فعوا، وإذا حدثتم فأوجزوا فإن مع الإكثار يكون الإهذار، وموت عاجل خير من ضني آجل، وما بكيت من زمان إلا دهاني بعده زمان، وربما شجاني من لم يكن أمره عناني، ما عجبت من أحدوثة إلا رأيت بعدها أعجوبة، واعلموا أن أشجع القوم العطوف، وخير الموت تحت ظلال السيوف، ولا خير فيمن لا رويـَّة له عند الغضب ولا فيما إذا عوتب لم يعتب، سلمكم ربكم وحياكم."
  • - وصية قيس بن معدي كرب الكندي أولاده: 


  • أوصى قيس بن معدي كرب الكندي أولاده حين بلغوا فقال: يا بني، عليكم بهذا المال، فاطلبوه بأجمل الطلب، ثم اصرفوه في أجمل مذهب وصلوا منه الأرحام، واصطنعوا منه الأقوام واجعلوه جنةً لأعراضكم، يحسن في الناس مقالكم، فإن بذله كمال الشرف وثبات المروءة حتى أنه يسود غير السيد، ويقوي غير الأيد، حتى يكون في أنفس الناس نبيهاً، وفي أعينهم مهيباً، ومن كسب مالاً، فلم يصل منه رحماً، ولم يعط منه سائلاً، ولم يصن به عرضاً، بحث الناس عن أصله، فإن كان مدخولاً هتكوه، وإن كان صحيحاً كسروه إما دنية أو عرقاً لئيماً حتى يهجنوه
  • - وصية أسلم بن أفصى الخزاعي لأبنائه : 


  • أوصى أسلم بن أفصى الخزاعي فقال: يا بني، اتقوا ربكم في الليل إذا دجا، وفي النهار إذا أضاء، يكفكم كل ما تخافون ويتقي، وإياكم ومعصيته، فإنه ليس لكم وراءه وزر، ولا لكم دونه محتضر، يا بني: جودوا بالنوال وكفوا عن السؤال، يا بني: إنكم إن وهبتم قليلاً فسيعود لكم نحلاً، فلا تمنعن سائلاً محقاً كان أو مبطلاً، فإن كان محقاً فلا تحرموه، وإن كان مبطلاً فقد أذهب خفره، وصرح الحياء عن بصره فأعطوه.
  • - وصية الأشعث لبنيه:


  • أوصى الأشعث بن قيس فقال: يا بني ذلوا في أعراضكم وانخدعوا في أموالكم، فإن أباكم كذاك كان يفعل، لتخفف بطونكم من أموال الناس، وظهوركم من دمائهم، فإن لكل أمر تبعة، وأصلحوا المال لجفوة السلطان، ونبوة الزمان، وأجملوا في طلب الرزق، حتى يوافق النجاح قدراً، وكفوا عند أول مسألة، فإنه كفى بالود منعاً، وامنعوا نساءكم إلا من أكفائكم، فإنكم أهل بيت يكتفي بكم الكريم. ويتشرف بكم اللئيم، وكونوا في عوام الناس ما لم يضطرب حبل، فإذا اضطرب حبل، فالحقوا بعشائركم، وعودوا بفضلكم على قومكم، فإنه لم يزل رجل منكم يرجى عذره وتعمر يده.
  • - أعرابية توصي ولدها: 


  • قال الأصمعي : سمعت أعرابية توصي ابنها , وقد أراد سفراً ، فقالت له : " يا بني ، احفظ وصيتي ، ومحض نصيحتي ، وأنا اسأل الله توفيقه لك ، فإن قليل توفيقه لك أجدى عليك من كثير نصحي ".
  • " يا بني ، أوصيك بتقوى الله ، وإياك والنمائم ، فإنها تزرع الضغائن ، وتنبت الشحائن ، وتفرق المحبين " .
  • - أوصت أعرابية ابنتها ليلة الزفاف فقالت لها :


  • ” أي بنية إنك مفارقة بيتك الذي منه خرجت ، و عشك الذي منه درجت ، إلى رجل لم تعرفيه ، و قرين لم تألفيه ، فكوني له أَمَةً ليكون لك عبدا ، و احفظي له خصالا عشرا يكن لك ذُخرا .
  • فأما الأولى و الثانية : فارِضا بالقناعة و حسن السمع و الطاعة
  • و أما الثالثة و الرابعة فالتفقد لمواقع عينيه و أنفه ، فلا تقع عينه منك على قبيح و لا يشم من أنفه منك إلا أطيب الريح
  • وأما الخامسة و السادسة فالتفقد لوقت طعامه ومنامه ، فإن شدة الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبه
  • وأما السابعة والثامنة في الإحراز لمالِه و الإرعاء على حشمه و عياله
  • و اما التاسعة والعاشرة : فلا تعصي له أمرا ، ولا تفشي سرا ، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره ، و إن أفشيت سره لم تأمني غدره ، و إياك ثم إياك و الفرح بين يديه إذا كان مهتما و الكآبة لديه إن كان فرخا .
  • فقبلت وصية أمها فأنجبت له الحارث بن عمر جد امرؤ القيس.
  • https://al-maktaba.org/book/31655/60
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.