معلومات عامة عن الجنة والنار
حقيقتان مؤكدتان لدى أهل السنة والجماعة لا يشوبها شك. مخلوقتان وتنتظران من أهل الأرض العمل ليملؤها.
فهناك الكثير من الأدلة في الكتاب والسنة تؤكد ذلك :
- من نصوص الكتاب:
- قول الله تعالى عن الجنة: {أعدت للمتقين}
[آل عمران:133]
- قوله تعالى عن النار: {أعدت للكافرين} [البقر:24]
فلو أمعنا النظر بمعنى كلمة أعدت، لوجدنا أنها تؤكد وجود الجنة والنار الآن، وأنها بانتظار خيارنا بأعمالنا في الحياة الدنيا.
- من نصوص السنة:
- في البخاري (1290) ومسلم (5111)
حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة»
- في صحيح البخاري (993) ومسلم ( 1512 ) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: انخسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فذكر الحديث ـ وفيه قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
((إني رأيت الجنة وتناولت عنقودا ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا. ورأيت النار فلم أرَ منظراً كاليوم قط أفظع ...))
فنحن أمام إثباتات كثيرة لوجود الجنة والنار، فحقيقة وجود الجنة والنار ، وما ينتظر العبد فيها من حياة أخرى بانتظاره، هي حقيقة ثابتة لا ريب فيها.
فمن ينكر وجود الجنة والنار إنما هو يشكك في انبعاث الخلق وعودة الروح لتقى حسابها وما قدمت من أعمال في الحياة الدنيا.
- منازل ودرجات الجنة والنار وأعمالهما
أولاً: جنة ونار واحدة
هناك جنة واحدة ونار واحدة ولكل منهما درجات ومنازل ، وقد ذكرت مراراً الجنة في أحاديث رسول الله ، لكن دون أن يحدد عليه أفضل الصلاة والسلام جنسها أو درجاتها وأنواعها أو عظمة أجر من يدخلها.
حدث أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ قَالَ: «يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ ـ وفي رواية إنها جنان كثيرة ـ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى» (البخاري:2809)
ثانياً: دركات النار
النار أيضاً لها دركات تختلف درجتها باختلاف كفر أهلها في الدنيا ، والعياذ بالله والمنافقون لهم الدرك الأسفل منها، كما قال ربنا تبارك وتعالى :
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا} [النساء:145]
وأخف دركاتها والعياذ بالله ما أشار إليه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيما رواه النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 《إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا مَنْ لَهُ نَعْلانِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ》
ثالثاً: درجات الجنة
فلم يذكر عدد درجات الجنة ، لكن استناداً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عددها ربما يكون بعدد آيات القرآن الكريم ، عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها». رواه أبو داود
(1464) والترمذي (2914) وصححه الألباني في (صحيح أبي داود).
وأعلى درجات الجنة هي الفردوس كما ثبت عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «.. فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، فوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة» رواه البخاري (2637) ومسلم (2831).
((عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: "يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ". قَالَ «يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ»، وفي رواية «إِنَّهَا جِنَانٌ كثيرة، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى» رواه البخاري:2809))
من أعمال أهل الجنة:
1. الإيمان بالله والتصديق بالمرسلين .
2. الشهادة في سبيل الله .
3. الإنفاق في سبيل الله تعالى .
4.إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة .
5. حافظ القرآن الكريم .
هذه الأعمال قد وعد الله سبحانه أهلَها بتلك الدرجات، فعلى المؤمن أن يتطلع للأعلى، ويعمل لينال رضى الله تعالى، ويدخل جنة الفردوس .
وقد خص الله سبحانه المؤمنين بمزيد من الإنعام في الدنيا بأن مَنَّ عليهم بالإسلام العظيم، واصطفاهم بالقرآن الكريم، وسيخصهم في الجنة بأعظم نعمة أنعم عليهم بها؛ ألا وهي تشريفهم وإكرامهم بالنظر إلى وجهه الكريم في جنة عدن ، ويبقى نعيم الجنة رؤية الله تعالى في الجنة
كما قال الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة} [القيامة:22-23].
أي أن وجوه المؤمنين تكون حسنة بهية مشرقة مسرورة بسبب نظرها إلى وجه ربها ، كما قال الحسن رحمه الله تعالى نظرت إلى ربها فنضرت بنوره .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: {وجوه يومئذ ناضرة} قال: من النعيم {إلى ربها ناظرة} قال: تنظر إلى وجه ربها نظراً. وهذا قول المفسرين من أهل السنة والحديث.
وقال الله جل شأنه: {لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد} [ق:35]. المزيد هنا هو: النظر إلى وجه الله عز وجل كما فسره بذلك علي و أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما وقال الله سبحانه: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} [يونس:26]. فالحسنى الجنة والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم .
اللهم بلغنا هكذا منزلة، اللهم آمين