قصة نوح وقومه عليه السلام

قصة نوح وقومه عليه السلام

  • استمر قوم نوح على عبادة الأصنام دهراً طويلاً ، واتخذوها آلهة يدعونها ليل نهار ، وقد سموها بغسماء كثيرة ، مرة ود ومرة سواع ومرة يغوث وأخرى نسر ، وظلوا في ظلماتهم يعمهون حتى أرسل الله إليهم نوحاً عليه السلام .
  • - صفات نوح نبي الله عليه السلام :


  • كان نوح الذي بعثه الله لهداية قومه يتصف بصفات كثيرة منها :
  • 1 - رجل فصيح اللسان .
  • 2 - واضح البيان .
  • 3 - يمتلك صبراً على الجدل .
  • 4 - له قدرة على تصريف الحجج والإقناع .
  • - دعوة نوح لقومه في قصته مع قومه :


  • قام نوح بدعوة قومه إلى الله ولكنهم لم يستمعوا بل وأعرضوا ، فأنذرهم العقاب فعموا وصموا ، ورغبهم في الثواب فوضعوا أصابعهم في آذانهم واستكبروا ، لكن نوح لم يستسلم واستمر على نصحهم وجدالهم ، ودعاهم ليلاً ونهاراً ، وسراً وعلانية ولم ييأس ، وحدثهم عن إله واحد ، وقدرته العجيبة ، حتى آمنت به شرذمة قليلة ، فاستجابوا لدعوته ، أما الذين طبع الله على قلوبهم فلم يؤمنوا وبدؤوا بتسفيه رأيه والسخرية منه .
  • - جدال قوم نوح في قصته مع قومه :


  • ثم لج قوم نوح في الجدل ، وقالوا : 
  • " ومانرى لك يانوح ولصحبك علينا من فضل ، بل نظنكم كاذبين ! " .
  • فأجابهم نوح :
  • " أرأيتم لو أنني كنت على بينة من ربي ، بصدق دعواي آتاني رحمة منه وفضلاً ، فعمي عليكم القصد ، واشتبه الأمر ، وحاولتم ستر الشمس بأكفكم ، أو طمس النجوم بأيديكم ، فهل أستطيع لكم إلزاماً ، أو أملك لحملكم على الإيمان سلطاناً ! 
  • قالوا : 
  • " يانوح ، إن أردت لنا هداية وتوفيقاً ، فاعمد إلى هؤلاء الذين آمنوا بك ، فانبذهم عن حماك ، فإننا لا نستطيع أن نسير على أسلوبهم ، وكيف نستجيب لدين يستوي فيه الشريف والمشروف ! .
  • قال لهم : 
  • " إنها دعوة عامة شاملة لكم جميعاً ، يستوي فيها الأغنياء منكم والفقراء ، والمرءوسون والرؤساء ، وكيف أطرد قوماً نصروني وقد لقيت منكم الخذلان ، وما رأيت منكم إلا الجحود والنكران ! ألا إنكم قوم تجهلون ! ، فأجابوه :( قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) [ هود : 32 ] . 
  • - إحباط نوح من قبل قومه في قصته مع قومه :


  • فزع نوح إلى الله شاكياً ، مستعيناً مستهدياً ، في هؤلاء الذين عجزت حيلته فيهم ، ويكاد الأمل ينقطع في إيمانهم . فأوحى الله إليه : 
  • ( وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) [ هود : 36 ] .
  • وعندما رأى نوح أن الله قد حقت كلمته ، فقال : ( وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا) [ نوح : 26-27 ] .
  • - بناء السفينة في قصة نوح مع قومه :


  • لقد استجاب الله دعاء نوح ، وأوحى إليه :( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ )[ هود : 37 ] . 
  • فاتخذ مكاناً بعيداً عن المدينة ، وبدأ بصناعة الفلك ، ولكنه لم ينج من سخرية القوم واستهزائهم ، فقال لهم نوح :( قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ )[ هود : 38-39 ] . 
  • وانصرف إلى السفينة يكملها ، حتى استوت سفينة مكينة ، وانتظر نوح مايكون من أمر الله .
  • - نزول عذاب الله في قوم نوح في قصته مع قومه :


  • أوحى الله إلى نوح :( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ )[ هود : 40 ] .
  • تفتحت أبواب السماء بالماء ، وتفجرت عيون الأرض ، فهرع نوح إلى السفينة ، وحمل ما أمر الله بحمله ، وسارت باسم الله مجراها ومرساها ، والأمواج تفتح بين طياتها للكافرين قبوراً ، يغالبون الموت والموت يغلبهم ، ويصارعون الموج ولكن الموج يصرعهم .
  • - مناداة نوح لابنه ليركب في الفلك في قصة نوح مع قومه :


  • رأى نوح ابنه ، وكان ابنه ممن كفروا بالله ورسالته ، ورآه يدافع الموج ، ويحاول أن يصل لجبل ينجيه ، فرق قلب نوع على ابنه ، فناداه وقال :( وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ )[ هود : 42 ] . 
  • ولكن هذه الكلمات لم تصل إلى قلبه القاسي ، واعتقد أنه قادر على أن يحذر الموج ، فقال : ( قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ )[ هود : 43 ] . 
  • قال له نوح وقد غلبه الهم ، يابني ، إنه : ( قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ )[ هود : 43 ] . 
  • ثم فصل بينهما الموج ، ولم يعد يرى ابنه ، فلذة كبده :( وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ) .
  • - مناجاة نوح ربه لانقاذ ابنه في قصته مع قومه :


  • اتجه نوح إلى الله ، وقال : ( وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ )[ هود : 45 ] . 
  • فقال له ربه :(إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ )[ هود : 46 ] .
  • فمن جحد برسالتك ، وكذب بكلمات ربك ، فإنه خارج عن أهلك ، وحينئذ أدرك نوح أن العطف أذهله عن الحق ، وكان أولى به أن يبسط كفيه شكراً لله على ما خصه وقومه المؤمنين من النجاة وعلى ما أوقعه على الكافرين من الغرق والهلاك ، فاستغفر لذنبه .
  • وهكذا وصلنا إلى نهاية قصة صراع نوح مع قومه ، و طويت صحيفة القوم الظالمين ، وابتلعت الأرض الماء ، ورست السفينة على جبل الجودي ، وبعداً للقوم الظالمين ، وهبط نوح بسلام إلى الأرض .
  • ( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) صدق الله العظيم.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.