قصة يونس بن متى في بطن الحوت

قصة يونس بن متى في بطن الحوت

  • في ( نينوى ) وهي منطقة في الموصل ، كان يعبد الناس الأصنام ، هناك أشعل يونس قبس الإيمان ، وحمل علم التوحيد ، وأهاب بقومه الجاهلين ، أن اتركوا عبادة الأصنام ، واعلموا أن وراء هذا الكون البديع إلهاً كبيراً ، فرداً صمداً ، جديراً بأن يختص بالعبادة ..
  • ماذا كان جواب قوم يونس ؟
  • دعونا نتابع القصة في طيات هذا المقال .
  • جدال قوم يونس في قصة يونس ابن متى في بطن الحوت 


  • دهش القوم أن سمعوا قولاً لم يألفوه ، وحديثاً عن إله لم يعرفوه ، وكبر عليهم أن يروا واحداً كان منهم فخرج عليهم ، ورجلاً من عامتهم ينصب نفسه رسولاً إليهم ، وهادياً لهم ، قالوا :" ما هذا القول الذي تهذر به ، والبهتان الذي تدعو إليه ؟ هذه آلهة عبدها آباؤنا من قبل ، ونعبدها نحن اليوم ، وما الذي حدث حتى نترك هذا الدين الذي نعتقده ، ونستريح إلى دين أبدعته واخترعته ، وجئت تدعو إليه ، وتجاهد فيه " . قال :" ياقوم ، ارفعوا عن عيونكم غشاوة التقليد ، وتدبروا قليلاً ، أهذه الأوثان التي تتوجهون إليها في صباحكم ومسائكم ، تجلب لكم نفعاً ، أو تستطيع أن تدفع عنكم شرا ؟
  • أهي قادرة على أن تخلق شيئاً ، أو تحيي ميتاً ؟
  • ومالكم تعرضون عن هذا الدين الذي أدعوكم إليها وهو يأمركم بما فيه صلاح أموركم ، وتقويم جماعتكم ! 
  • إنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويبغضكم في الظلم ، ويحبب إليكم العدل والسلام .
  • إنذار يونس لقومه من عذاب الله في قصة يونس في بطن الحوت


  • بعد نصائح يونس قالوا : " ما أنت إلا بشر مثلنا ، وواحد منا ، فكفكف عن غربك ، وأقصر من قولك ، ودون ما ترجو غايات بعيدة ، وحجر قائمة " ، قال :" لقد دعوتكم بالهوادة واللين ، وجادلتكم بالتي هي أحسن ، فإذا كانت دعوتي تصل إلى قرارة نفوسكم ، كان الخير الذي أرجوه ، وإلا فإني أنذركم عذاباً واقعاً ، وهلاكاً قريباً " ، قالوا : " يايونس ، ما نحن بمستجيبين لدعوتك ، ولا خائفين من وعيدك ، فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين " .
  • رحمة الله بقوم يونس في قصة يونس في بطن الحوت


  • لقد ضاق يونس بقومه ذرعاً ، فرحل عنهم مغاضباً لهم ، ولم يكد يبعد يونس قليلاً عن نينوى ، حتى وافت أهلها نذر العذاب ، وعلموا أن دعوة يونس حق ، وأن العذاب لابد بهم واقع ، فوقع في نفوسهم أن يلجئوا إلى إله يونس فيؤمنوا ويتوبوا ، فخرجوا إلى رؤوس الجبال ، شاكين متضرعين ، فبسط الله عليهم بعدها جناح رحمته ، وتقبل منهم إخلاص التوبة ، ورد عنهم العقاب ، وحبس العذاب ، ورجعوا إلى دورهم آمنين مؤمنين .
  • الذنب الذي ارتكبه يونس في قصة يونس في بطن الحوت 


  • كان يونس قد فارق قومه قبل أن يدري بتوبتهم ، وانتهى إلى البحر ، وهناك وجد جماعة يعبرون ، فسألهم أن يصحبوه معهم ، فقبلوه على ارتياح ، وأنزلوه بينهم منزلاً كريماً ، ولكنهم ما ابتعدوا عن الشاطيء ، وجاوزوا البر ، حتى هاجت الأمواج ، واصطلحت على السفينة الأعاصير ، ولم يجدوا طريقاً لنجاتهم إلا أن يتخففوا ، ثم اتفقوا على الاقتراع ، فساهم الجميع ، ووقع السهم على يونس ، ولكنهم ضنوا به على البحر ، فعادوا للمساهمة ، وعاد السهم على يونس ، وعادوا للمساهمة ، فعاد السهم عليه ! 
  • فعلم يونس أن لله في ذلك تدبيراً ، وأدرك خطيئته وما كان من تركه لقومه قبل أن يؤذن له في الهجرة ، أو يستخير الله في الرحيل . 
  • تسبيح يونس في بطن الحوت


  • ألقى يونس بنفسه في اليم ، وأسلم نفسه للأمواج ، وأوحى الله إلى الحوت أن يبتلعه ، على ألا يأكل لحمه ، فما هو إلا نبي كريم ، وقبع يونس في بطن الحوت ، والحوت يشق الأمواج ، ويهوي إلى الأعماق في ظلمات متعاقبة ، فضاق صدره ، وفزع إلى الله غياث الملهوف ، وملجأ المكروب ، وقابل التوبة وغافر الذنب :( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )[ الأنبياء : 87 ] .
  • استجابة الله لنداء يونس في قصة يونس في بطن الحوت 


  • استجاب الله لدعاء يونس ، وأوحى إلى الحوت في الماء ، أن ألق بضيفك في العراء فقد أوفى على الغاية ، ونال ماقدر له من جزاء ، فألقاه الحوت على الشاطيء سقيماً هزيلاً ، وتلقته رحمة الله فأنبتت عليه شجرة من يقطين ، طعم بثمرها ، واستظل بورقها ، ولما استوى على سوقه ، ورجع إلى سابق عهده ، أوحى الله إليه : " أن ارجع إلى بلدك ، وموطن عشيرتك ، فإنهم آمنوا فنفعهم الإيمان ، ونبذوا الأصنام والأوثان ، وإنهم الآن يتحسسون مكانك " :( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) .
  • عودة يونس إلى قومه في قصة يونس في بطن الحوت 


  • عاد يونس إلى قريته ، وما راعه إلا أنه خلفهم وليس فيهم إلا من هو عاكف على الأصنام ، وعاد إليهم وما فيهم إلا ألسنة تلهج بذكر الرحمن .
  • هذه قصة يونس في بطن الحوت ، وهذه قصة توبة قومه ورجوعهم إلى ربهم ، وكيف أن الله يقبل التوبة عن عبادة ، نرجو أن تكونوا قد استمتعتم معنا في قصة يونس عليه السلام .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.