- بسم الله الرحمن الرحيم ( طسم ﴿1﴾ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿2﴾ نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿3﴾ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) صدق الله العظيم
- تمادى فرعون وعلا في الأرض ، وأنزل الخسف ببني إسرائيل ، إذ عاشوا في ظلاله عيشة البلاء ، وبينما هم يضطربون في نكد من العيش وسوء الحال ، إذ تقدم الكاهن من فرعون وقال له : " يولد مولود في بني إسرائيل يذهب ملكك على يده " . فثارت ثورته ، فذبح أبناءهم ، واستبقى نساءهم ، ولكن قدرة الله تعالى لم يقف أمامها تدبیر خائب ، فماذا حدث بعد ذلك ؟
- إليكم قصة موسى عليه السلام مع فرعون .
-
- ولادة موسى في قصة موسى مع الطاغية فرعون :
-
جاء المخاض لأم موسى ، فدعت قابلة ، ولما وقع موسى على الأرض اضطربت نفسها ، فحرصت على حياته ، فلم يتسرب خبره إلى فرعون ، عدو الأطفال ، حتى إذا نشر الملك المدينة يتفحصون الأطفال ألهم الله أم موسى أن تهيء له صندوقاً تضعه فيه ، ثم تلقي به في النيل ، وترسل أخته تقص أثره ، بعد أن ثبت فؤادها ، وصل الصندوق إلى فرعون ، ولكن رحمة الله قريب منه ، فلم تكد تنظره أمرأة فرعون حتى ألقى الله محبته في قلبها ، فطلبت إلى زوجها أن يكون ابناً لها وله . - ( وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونََ )[ القصص : 9 ] .
-
- عودة موسى لحضن أمه في قصة موسى والطاغية فرعون :
-
سيقت إلى موسى المراضع ، لعله يقبل على واحدة منهن ، ولكنه عاف المراضع :( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ ) - فأتت أخته وقالت :( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ )[ القصص : 12 ] .
- فأمرها فرعون أن تأتي بمن يكفله ، فأقبلت امرأة ، فاستأنس بها الوليد ، والتقم ثديها من دون النساء . فدهش فرعون وقال لها : من أنت ؟
- فقد أبى كل ثدي إلا ثديك !
- فقالت أم موسى :" إني امرأة طيبة الريح ، طيبة اللبن ، لا أوتى بصبي إلا قبلني " ، فدفعه إليها وأجرى عليها رزقاً فرجعت به إلى بيتها ، وهكذا كافأها الله ، فقرت عينها به ، لتعلم أن وعد الله حق .
-
- خروج موسى من مصر في قصة موسى والطاغية فرعون :
-
لما بلغ موسى أشده واستوى ، أوحى الله إليه بالنبوة وآتاه العلم والحكمة ، فاتجهت أنظار المستضعفين المغلوبين إلى موسى ، ليحميهم مما أثقل كاهلهم من الظلم والآلام ، فعاهد موسى نفسه على أن يكون لهؤلاء المظلومين ، وفيما هو يتجه نحو العاصمة الفرعونية ، إذ وجد رجلين يقتتلان ، أحدهما عبري من مشايعيه ، والآخر فرعوني من أصحاب القوة والسلطان ، فسأله العبري أن يحول بينه وبين اعتداء الفرعوني ، فهم موسى بضرب الفرعوني فمات الفراعوني ،ثم ندم موسى على فعلته ، واستغفر ربه :( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )[ القصص : 16 ] . - فأصبح في المدينة خائفاً يترقب ، فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه فرماه موسى بالغواية والضلال ، ولكنه اندفع إلى مظاهرته ، فظن أن موسى يقصد قتله ، فتقدم إليه مسترحماً قائلاً : ( يَا مُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ۖ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ )[ القصص : 19 ] .
- فلما سمع الفراعنة بأن موسى قتل فرعوني أمس ، فتألب القوم يبحثون عن موسى ليمزقوه شر ممزق ، فجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ، قال : ( يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ)[ القصص : 20 ] .
- خرج موسى من المدينة خائفاً يترقب ، متجهاً إلى أن يصرف عنه كيد الظالمين .
-
- موسى ينزل أرض مدين في قصة موسى والطاغية فرعون :
-
توجه إلى مدين ، فوجد حشداً من الناس قد تزاحموا على مورد ماء ، ورأى امرأتين تفصلان أغنامهما حتى لا تختلط بأغنام غيرهما في ضعف وذلة ، إلى أن ينصرف الجمع ، فتقدم وسألهما : ماخطبكما ؟ - قالتا : لانسقي حتى ينصرف الرعاء حذراً من مزاحمة الرجال ، وقد جئنا نسقي اضطراراً ، لأن أبانا شيخ كبير لا ينهض، فسقى أغنامهما ، وتولى إلى الظل ، وقال ( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) [ القصص : 24 ] .
- وقصت الفتاتان ماحدث معهما لأبيهما ، فجاءته الفتاة مستحيية قالت :( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ )[ القصص : 25 ] .
- تبع موسى الفتاة إلى بيت أبيها استجابة للدعوة ، ثم قص عليه قصصه ، فطمأنه الشيخ وقال : ( لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) [ القصص : 25 ] .
- وقال الشيخ : إني لراغب في أن أزوجك إحدى ابنتي هاتين على أن تكون عوناً لي وظهيراً أجيراً ترعى الغنم ، ووافق موسى ، فتزوج إحدى الابنتين .
-
- موسى في الوادي المقدس في قصة موسى والطاغية فرعون :
-
تحركت في صدر موسى نشوة الحنين إلى الوطن ، فهيأ رحله ، واستعد ليذهب مع زوجه إلى مصر ، ثم سارا نحو الجنوب ، حتى طور سيناء ، وهناك ضل موسى الطريق ، فأبصر من الجهة التي تلي الطور ناراً ، فحط رحاله ، وأسرع قال لأهله : ( امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ )[ القصص : 29 ] . - فنودي : ( أَنْ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)[ القصص : 30 ] .
- فكانت بدء نبوته ، وهناك سمع نداء الله الكريم : ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى )[ طه : 17 ] .
- فأجاب : ( هِىَ عَصَاىَ أَتَوَكَّؤُاْ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِى وَلِىَ فِيهَا مَـَٔارِبُ أُخْرَىٰ )[ طه : 18 ] .
- أمر موسى أن يلقي عصاه فألقاها ، فإذا هي حية تسعى ، لمحها موسى فخاف وهرب ، فسمع نداء العلي العظيم :( تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ )[ النمل : 10 ] .
- ولقد أمره الله فأدخل يده في جيبه ، فإذا هي بيضاء من غير سوء ، كانت هاتان المعجزتان لموسى نبي الله الكريم أمراً له ما بعده ، جعلهما الله تمكيناً لرسالته بين فرعون وقومه .
-
- رسالة موسى إلى فرعون في قصة موسى والطاغية فرعون :
-
أمر الله موسى أن يذهب إلى فرعون ، فدعا ربه فقال :( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) [ طه : 31 ] . - أجاب الله دعاء نبيه الكريم ، وأمر موسى وهارون أن يقولا لفرعون قولآ لينآ .
- ذهب موسى وأخوه إلى مصر ، فأتيا فرعون ، فاستهان بهما ، فقال : ( قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ )[ الشعراء : 18 ] .
- فقال موسى : " أتمن بتربيتي لديك وليداً فتحسبها نعمة ! أليس منشؤها ظلمك واستعبادك لبني إسرائيل ! " ، فلولا رحمة رب العالمين لما كنت اليوم هنا .
- فقال فرعون :ومارب العالمين ؟
- فقال موسى :رب السموات والأرض ومابينهما ، فثار فرعون واضطربت نفسه ، وقال : " إن اتخذت إلهآ غيري لأجعلك من المسجونين "
- لم يبال موسى ، وقال : ( أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ )[ الشعراء : 30 ] .
-
- معجزات موسی في قصة موسى والطاغية فرعون :
-
اجتمع السحرة ، فألقى موسى عصاه ، بعد أن ألقى السحرة حبالهم ، كما أوحى الله له ، فوقف السحرة مذهولين ، حيث تحولت العصا لثعبان مبين ، أودعها الله القوة الخارقة ، فتحير فرعون ، فإذا هم يخرون ساجدين ، وخشوعاً لهيبة الحق ، غلت مراجل الحقد في صدر فرعون ، فقال : أتؤمنون له قبل أن آذن لكم ! - فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ، ولأصلبنكم في جذوع النخل ، عقاباً لكم !
- فقالوا لفرعون :( إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ۗ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿٧٣﴾)[ طه : 73 ] .
- أصر فرعون على عناده ، فتعالى في بطشه فقال : إنا سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم ، فلجأوا إلى موسى ، ليحميهم من أذى الكافر الجبار ، وقالوا : ياموسى ، لقد أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ، فقال لهم : ( قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )[ الأعراف : 128 ] .
-
- هروب موسى وقومه من فرعون في قصة موسى والطاغية فرعون :
-
سار موسى بقومه ، حتى وصل البحر ، فالبحر أمامهم والعدو وراءهم ، أوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر ، فضربه ، فإذا اثنا عشر طريقاً لاثني عشر قد فتحوا ، فتجف هذه الأرض ، وقد قام الماء على كالطود العظيم ، حتى عبروا سالمين . - لحقهم فرعون وجنوده ليسلكوا في البحر مسالك بني إسرائيل التي عبروا منها ، لكن البحر أطبق عليهم ، وغرق فرعون وجنوده .
- هذه لمحة مختصرة عن قصة موسى والطاغية فرعون ، وكيف كانت نهايته الوخيمة ، بسبب استكباره وعلوه.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب