هل يرى المؤمنون ربهم في الجنة ؟

هل يرى المؤمنون ربهم في الجنة ؟

  • - آراء العلماء في مسألة رؤية الله تعالى


  • اختلف العلماء المسلمون في رؤية الله تعالى، هل هي جائزة واقعة أم لا؟ على رأيين:
  • 1- ذهب المعتزلة ومن تبعهم إلى أن رؤية الله تعالى بالعين الإنسانية مستحيلة وممتنعة.
  • 2- ذهب أهل السنة والجماعة إلى أن الله تعالى يجوز أن يرى، وأن المؤمنين سيرونه في الجنة رؤية بصرية.
  • اتفق أهل التوحيد أنَّ الله تعالى يُرى في الآخرة، وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم عياناً.
  • كما جاء في كتابه، وصح عن رسوله صلى الله عليه وسلم "
  • فرؤية الله جل وعلا مطمع من مطامع أهل الإيمان، وهدف يسعون لتحصيله، ويسألون الله عز وجل أن يمنَّ عليهم به، ويدعون الله جل وعلا أن يكرمهم برؤيته يوم القيامة.
  • فأيُّ نعيم أعظم من أن يرى المخلوقُ خالقَ الخلق أجمعين ذا الجلال والكمال والعظمة والكبرياء.
  •  فرؤية الله  أكمل وألذ وأعظم نعيم يناله أهل الجنة في الجنة.
  • جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :
  • "..... وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة".
  • فإيمان المؤمنين برؤية الله جل وعلا يزيد الطاعة فيهم؛ لأنهم يعلمون أنَّ الطاعة والعبادة سبب للرؤية
  • - الأدلة على رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة


  • جاء في القرآن في مواضع عديدة و نصوص واضحة الدلالة على أنَّ الله عز وجل يُرى يوم القيامة.
  •  وأجمع أهل الحق، واتفق أهل التوحيد والصدق  أنَّ الله تعالى يُرى في الآخرة  وهذا فيه أنَّ الرؤية إنما تكون في الآخرة،
  • وأمَّا الدنيا فمهما بلغ العبد من الإيمان فلن يرى الله، لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا"
  •  وهذا محل إجماع عند أهل السنة، وليس في هذه المسألة خلاف، إلا فيما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة هل رأى ربه أو لم يره.
  • - فمن الأدلة على رؤية الله تعالى قوله عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}
  • ومعنى " ناظرة " أي ناظرة إلى الله عز وجل بالأبصار، وفي هذا  دلالة على ثبوت الرؤية، وأنَّ أهل الإيمان أهل النضرة يرون ربهم عز وجل.
  • - يقول  الحسن البصري :
  • "تنظر إلى الخالق، وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق"
  • فكيف لا تزدان وجوههم وتحسن وهم ينظرون إلى الله عز وجل.
  • فالمؤمن  عندما  يقرأ هذه الآية ونظائرها يتحرك قلبه شوقاً إلى الله، وطمعاً في أن يكون من هؤلاء الذين تنضر وجوههم بالنظر إليه تبارك وتعالى بأبصارهم
  • - ومن الأدلة ما رواه جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا جلوساً ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال:" إنكم سترون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا.
  • ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} "وفي رواية: سترون ربكم عياناً "
  • هذا حديث من الأحاديث الدالة على أنَّ المؤمنين سيرون ربهم تبارك وتعالى يوم القيامة.
  • وفي هذا الحديث فوائد مهمة، منها:
  • 1-أنَّ الصلاة أفضل العبادات، وأنَّ لها شأناً عظيماً في الدين.
  • 2- أنَّ الاعتقاد الصحيح السليم يؤثر على عمل العبد وسلوكه، فكلما ازداد إيمانه وقوي يقينه ازداد استقامة وجِداً وعملاً وبذلاً ومحافظة على طاعة الله.
  • - ومن الأدلة على إمكان رؤية الله في الآخرة ما رواه  صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا: يا أهل الجنة، إنَّ لكم عند الله موعداً لم تروه، فيقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا، ويزحزحنا عن النار، ويدخلنا الجنة؟
  •  قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه، قال: فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه، ثم تلا: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} "
  • - أسباب رؤية الله في الجنة


  • 1-من أسباب رؤية اللّه تعالى في الجنّة: تحقيق الإيمان والإحسان، كما قال تعالى: ﴿ للّذين أحسنوا الحسنى وزيادة ﴾ والإحسان أعلى مراتب الإيمان، وهو مراقبة اللّه تعالى في السّرّ والعلن، والحسنى هي الجنّة، والزّيادة هي النّظر إلى وجه اللّه الكريم.
  • 2- ومن أسباب رؤية اللّه تعالى في الجنّة: الإخلاص في العمل؛ لأنّ الشّرك الأكبر محبط لكلّ الأعمال، والرّياء يفسد العمل على صاحبه؛ لأنّه لغير اللّه تعالى، وقد قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسيّ: «أنا أغنى الشّركاء عن الشّرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» رواه مسلم. وقد أمر سبحانه من رجا لقاءه بالإخلاص: ﴿ فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا ﴾
  • - هل تصح رؤية الله في الدنيا جهرة؟


  •  اتفق أئمة المسلمين على أن أحداً من المؤمنين لا يرى الله بعينه في الدنيا، ولم يتنازعوا إلا في النبي صلى الله عليه وسلم خاصة
  • فمن قال: إن أحداً من الناس يراه فقد زعم أنه أعظم من موسى بن عمران، ودعواه أعظم من دعوى من ادعى أن الله أنزل عليه كتاباً من السماء، فالصحابة والتابعون وأئمة المسلمين على أن الله يُرى في الآخرة بالأبصار عياناً وأن أحداً لا يراه في الدنيا بعينه.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.