قصة أصحاب الفيل

قصة أصحاب الفيل

جهز أبرهة جيشه ، وأنطلق به في إتجاه الكعبة ، وكان من تجهيزات هذا الجيش [[ الفيلة والخيل والجمال ]]

وتقدم أبرهة بجنده ، وكان يركب على فيل عظيم ، وأمر جنده أن يتبعوه .

كان الطريق الى مكة طويل ، فكان كل ما مر على قبيلة من قبائل العرب ، بعث فرقة من جنده وأغاروا عليها ، ينهب أموالهم وأغنامهم وإبلها [[ ليطعم جيشه الضخم ، في الطريق ]]

بعض القبائل عندما سمعت بمسير أبرهة وجيشه ، خافوا وهربوا وتركوا ديارهم ، بعض العرب حاولوا قتاله ، ولكن فشلوا ، جيش قوي ومنظم ، طبعا كأي زمان ومكان (( بعضهم ساعدوه لينالوا رضاه ))

حتى وصل إلى منطقة قريبة من مكة ، فأقام فيها

ثم أرسل فرقة من جيشه ، فنهبت الإبل والأغنام لقريش ، التي كانت ترعى في الجبال والشعاب [[ من ضمنها ، إبل لعبد المطلب ، جد الحبيب صلى الله عليه وسلم ]]

فلما علم أهل مكة بالأمر ، أجتمعوا للتشاور ، وكان الخوف الشديد يملئ بيوت مكة

قالوا لا طاقة لنا بأبرهة وجيشه [[ أهل مكة ليس عندهم جيش منظم ومدرب ، والذي زاد خوفهم أكثر الفيلة الضخمة ،التي تحمل الجنود ]]

ثم بعث أبرهة ، رسول من عنده لأهل مكة

قال له :_ إذهب إليهم ، واسأل عن سيد هذه البلد

وقل له {{ إن الملك يقول لك ، إنه لم يأتي لحربكم ، فإنما أتيت لهدم هذا البيت ، فلا تتعرضوا لنا للقتال ، وأخلو لنا المكان كي نهدم هذا البيت ، فإن قالوا لك أنهم لا يريدون القتال ، فأحضر لي سيدهم أتشاور معه }}

فدخل رسول أبرهة مكة ، وسأل عن سيد قريش

قالوا له : عبد المطلب سيد مكة وشيخها

فحضر عبد المطلب ، فقال له الرسول ما أمره به أبرهة

فقال عبد المطلب :_ والله لا نريد حربه ، وليس عندنا طاقة لحربه ولكن ، هذا بيت الله الحرام ، وبيت خليله إبراهيم ، فإن أراد الله منع أبرهة من بيته وحرمه منعه

وإن أراد أن يخلي بينه وبين بيته ، فنحن لاطاقة لنا بقتال أبرهة

فقال له الرسول : _ انطلق معي يا شيخ مكة ، فالملك يريد مقابلتك .

فذهب عبد المطلب لمقابلة أبرهة ، فأستأذن بدخول عليه

قال أبرهة :_ من هذا الذي يطلب الدخول ؟؟

قالوا له :_ هذا عبد المطلب شيخ مكة ، هو الذي يطعم الناس والطير والسباع ، من كرمه وجوده ، ويؤمن الحجيج ويسقي الماء (( فأعجب أبرهة بخصال عبد المطلب ))

فلما دخل عبد المطلب ، وكان عبد المطلب رجل طويل وعظيم له هيبة ، وجمال

فلما رآه أبرهة ، وثب واقفاً ، ورحب به ، وكان من عادة أبرهة يجلس على سرير ملكه ، والناس تجلس تحته ، فأراد أن يُجلس عبدالمطلب بجانبه لشدة هيبته ، و كره أن تراهُ حاشيته وهو يجلسه بجانبه

فنزل أبرهة عن سريره ، وجلس على البساط وأجلسه معه الى جانبه

ثم قال أبرهة لترجمانه ‏‏‏:‏‏‏ قل له ‏‏‏:‏‏‏ حاجتك ‏‏‏؟‏‏‏ فقال له ذلك الترجمان ، فقال ‏‏‏:‏‏‏ حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي ، فلما قال له ذلك ، قال أبرهة لترجمانه ‏‏‏:‏‏‏ قل له ‏‏‏:‏‏‏ قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ، أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك ، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئتُ لهدمه ، ولا تكلمني فيه ‏‏‏!‏‏‏

قال له عبدالمطلب ‏‏‏:‏‏‏ إني أنا رب الإبل [[ أي صاحبها ]] وإن للبيت رباً سيحميه

قال ‏‏‏أبرهة :‏‏‏ ما كان ليمتنع مني [[ أي لا يستطيع رب البيت أن يقف بوجهي ]]

قال عبد المطلب له  ‏‏‏:‏‏‏ أنت وذاك ‏‏[[ بمعنى أنت حر ]]

فأعاد له أبرهة الإبل ، وأخذ يضحك ويقول للبيت رب يحميه ، للبيت رب يحميه يضحك

رجع  عبد المطلب لمكة وإجتمع بقومه

 قالوا له قريش :_ما الحيلة يا شيخ مكة ؟[[ ماهو الحل ]]

 قال لا حيلة لنا لا نستطيع رد أبرهة ولكن الله يستطيع . فأصعدوا إلى رؤوس الجبال ولا تقاتلوا وأتركوه هو ورب البيت .

ثم ذهب عبد المطلب للكعبة وأخذ بحلقة باب الكعبة وقال إن المرء منا ليحمي رحله .. اللهم فاحمي بيتك ، دعى الله وهز الحلقة ثم قال لقومه إصعدوا إلى الجبال وأنظروا ما يكون بين أبرهة ورب البيت ، صعدوا و أخذوا يترقبون وينظرون .

مكة تترقب وكل العرب في الجزيرة العربية تنتظر أخبار أبرهة وهدمه للكعبة

تجهز أبرهة هو وجنده لدخول ، مكة وهدم {{ الكعبة }}

فلما وصل أبرهة للكعبة ، وكان يركب على أعظم وأكبر فيل في الحبشة

هذا الفيل كان إذا تقدم ، تقدمت خلفه كل الفيلة ، إذا برك تبرك كل الفيلة ، كانت الفيلة مدربة على إتباعه

فلما وصل هذا الفيل ورأى الكعبة ، برك وبرك خلفه كل الفيلة

فأداروا وجهه الى جهة اليمن فقام يجري وقامت كل الفيلة خلفه تتبعه ، فوجهوه للكعبة فبرك للأرض ولم يتحرك

فأمرهم أبرهة بضربه بالحديد فضربوه ، فأبى الحركة ،

  فوجهوه راجعاً إلى اليمن ، فقام يهرول ، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلى مكة فبرك ‏‏‏

قال أبرهة :_ أسقوه الخمر كي يفقد عقله ، لعله أستجاب فأسقوه الخمر ولكن من غير فائدة

فأشتعل  أبرهة غضباً من الفيل وسل سيفه وطعن الفيل بين عينه فأراده قتيلاً

وفجأة شعروا ، بأشعة الشمس تنحجب ، نظروا فوقهم ، وإذ هي طيور كالغمام الممطر قد حجبت ضوء الشمس من كثرتها ،

جاء أمر الله العلي القدير ، جاء أمر مالك الملك

{{ أيحسب أن لن يقدر عليه أحد }}

طيور أبابيل [[ أبابيل أسراب ضخمة من الطيور يلحق بعضها بعضا ]] يقول أهل مكة عن هذه الطيور (( لم نرى مثلها من قبل ولا بعد ، رؤوسها تشبه رؤوس السباع ))

وكان يحمل كل طير ثلاثة حجارة في منقاره حجر ، وفي رجليه حجرين بحجم حبة العدس

 فجاءت حتى وقفت على رءوسهم ، ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها

فوقعت الحجارة عليهم ، فكانت تنزل على رأس الرجل تخرج من دبره وبعث الله ريحاً شديدة فزادتها شدة

 حتى جعلهم ربنا كما قال ((كعصف مأكول)) أي القمح لما تستخرج الحبة من البذرة منه وتتناثر القشرة هنا وهناك ، فكل رجل كان يسقط عليه حجر تتناثر لحمه عن عظمه والدماء تسيل منه حتى يهلك .

حتى ممن هرب من الجند وقد أصابه الحجر كان على الطريق تتساقط أعضائه عضو عضو ، حتى أصبحوا كأبن الفرخ [[ الطير الصغير ليس له ريش ]]

هكذا حمى الله بيته {{ للبيت ربٌ يحميه }}  وكان بين حادثة الفيل ومولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم 50 يوم .. حمى الله البيت إستعداداً لهذا المولود ، ورجعوا قريش وعرفوا عظمة الله وعظمة هذا البيت وهنا أخذ الكون كله يستعد ويتحضر  لإستقبال هذا النور النبوي المحمدي صلى الله عليه وسلم ... يتبع مولده وماذا رأت آمنة يوم ولدته .