الجدري

الجدري

  • يعد الجدري من الأمراض الجلدية المعدية التي أصابت الناس منذ قديم الزمان وأدت إلى وفيات كبيرة، ويعد الجدري من أوائل الأمراض التي حظيت بإهتمام منظمة الصحة العالمية ، حيث يعتبر المرض الوحيد الذي تم استئصاله عالمياً،  فما هو مرض الجدري؟ وما هي أعراضه وأسبابه؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها من خلال هذا المقال.
  • - أولًا: تعريف الجدري:
  • - هو مرض معدي ذو أصل فيروسي وشديد العدوى وبائيًا بسبب فيروس الجُدَرِيُّ الكبير (وهو الأكثر شيوعًا والأكثر شدة) والجدري الصغير وهو الأقل شدة وانتشارًا، وتشمل الأعراض الأولية للمرض الحمى والقيء. ويتبعها تكوين تقرحات على مستوى الفم وطفح جلدي. على مدى عددٍ من الأيام يتحول الطفح الجلدي إلى بثور مملوءة بالسوائل مع انبعاج في المركز.. ثُم ترتطم البثور وتنتشر على مستوى الجسم، وتُكوّن قشرةً على البثور ما تلبث أن تسقط مخلفةً ندبة في مكانها. ينتشر المرض بسبب العدوى بين الناس أو عن طريق الأشياء الملوثة.
  • - أنواع الجدري:

  • - الجدري الكبير والجدري الصغير، أوالنبخ وهما متشابهان سريرياً، ولكن نسبة وفيات الجدري الكبير تزيد عن 30%، بينما لا تتجاوز النسبة في الجدري الصغير 1%، وهو أخف تطوراً، ويتسبب عن عدوى بفيروس خاص.
  • - تاريخ المرض:

  • - أصل الجدري غير معروف. يرجع أقدم دليل على المرض إلى القرن الثالث قبل الميلاد في المومياوات المصرية. ظهر المرض في القرن الثامن عشر مُتفشيًا في أوروبا ، يُقدر عدد الأشخاص الذين ماتوا بسبب المرض بـ400,000 شخص سنويًا، وثُلث الحالات أدت إصابتها إلى العمى. وشملت هذه الوفيات ستة ملوك. ويقدر أن الجدري قد قتل ما يصل إلى 300 مليون شخص في القرن العشرين وحوالي 500 مليون شخص في السنوات المئة الأخيرة من وجوده. وفي عام 1967، حدثت 15 مليون حالة في السنة.
  • - يعد الجدري هو أول مرض ينتصر عليه البشر،  حيث تمَّ الإبلاغ عن الحالة الأخيرة للجدري في عام 1977، في عام 1980 أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه تم القضاء على المرض تماماً. بدأ تلقيح الجدري في الصين حوالي القرن التاسع عشر. تبنت أوروبا هذه الممارسة من آسيا في النصف الأول من القرن الثامن عشر. في عام 1796 قدم إدوارد جينر لقاح الجدري الحديث. في عام 1967، كثفت منظمة الصحة العالمية جهودها للقضاء على المرض. الجدري هو واحد من اثنين من الأمراض المعدية التي تم القضاء عليها، والآخر هو الطاعون البقر في عام 2011. استُخدم مصطلح "الجدري" لأول مرة في بريطانيا في أوائل القرن السادس عشر لتمييز المرض عن الزهري، والذي كان يعرف آنذاك باسم "الجدري الكبير". وتشمل الأسماء التاريخية الأخرى لهذا المرض، الجدري، وحش مبقع، والطاعون الأحمر.
  • - ثانيًا: أعراض مرض الجدري:
  • 1- الطور البادري :يدوم من 2-4 أيام , ويبدأ بارتفاع حراري شديد مع صداع و قيء وقد تحدث اختلاجات , و يبدو المريض في حالة سمية في اليوم الثاني للمرض ثم تبدأ الحرارة بالهبوط مع بدء دور الطفح .
  • 2- دور الطفح :
  • - يبدأ بالظهور في اليوم الثالث أو الرابع بظهور تقرحات مؤلمة في الاغشية المخاطية للفم والبلعوم والقصبات تؤدي لآلام بلعومية وبحة صوت وسعال
  • - ثم تظهر الاندفاعات على الوجه في الطرفين العلويين بدءا من نهايتها فالجذع و الطرفين السفليين .
  • - و اخيرا تجف البشرة خلال 8-14 يوم وفي خلال دور البثور ترتفع الحرارة من جديد وتعود العلامات العامة للظهور ويكون المريض باقصى درجات البؤس .
  • - تهبط الحرارة وتتحسن الأعراض العامة في اواخر الاسبوع الثاني و يترافق جفاف الاندفاعات بحكة شديدة .
  • - تظهر أعراض الجدري بعد فترة الحضانة ( 12 يوم ) ، وتبدأ برعشة وارتفاع فجائي في درجة الحرارة، مع ألم شديد في القطن، وتستمر هذه الحال حتى اليوم الرابع عشر من بدء المرض، حيث تهبط الحرارة فجأة، ويشعر المريض بالراحة لزوال آلام القطن.
  • - بزوال الحمى والآلام و يظهر الطفح المميز للمرض على الوجه على شكل درنات صغيرة تسمى حليمات، ثم ينتشر من أعلى إلى أسفل حتى يغطي الساقين في مدة 24 ساعة.
  • - ثم تبدأ تغييرات في الطفح فتتحول من حليمات إلى أكياس صغيرة بداخلها سائل رائق وتسمى حينئذ حويصلات، ثم يتعكر السائل الموجود داخل الحويصلات وحينئذ تسمى بالبثرات التي تجف وتتقشر.
  • - وبعد التقشر يترك الطفح آثاره على الجلد على شكل ندب (حفر) صغيرة تبقى مشوهة لصاحبها طول حياته.
  • - وقد يظهر الطفح كذلك على الأغشية المخاطية المبطنة للحنك وللزور وعلى ملتحمة العين فيفقدها البصر، والإصابة بالمرض تكسب صاحبها في الأغلب حصانة من المرض ثانية.
  • - أسباب الجدري:

  • 1- الإصابة بفيروس أو حمة الجدري.
  • 2- تنتقل العدوى بواسط الرذاذ المتناثر من مسالك المريض، كما تنتقل بملامسته وملامسة الأدوات التي يستعملها.
  • - انتقال العدوى:

  • - يتسبب مرض الجدري عن طريق العدوى بفيروس الجدري، تنتقل العدوى من خلال استنشاق الهواء فيروس الجدري ومن خلال قطرات من الغشاء المخاطي للفم، والأنف والبلعوم فهو ينتقل من شخص لآخر عن طريق الاتصال وجها لوجه لفترات طويلة مع شخص مصاب، وعادة على مسافة 6 أقدام (1.8 متر)، لفترات طويلة مع شخص مصاب، يمكن أيضا أن ينتشر من خلال الاتصال المباشر أو مع سوائل الجسم المصاب وكذلك ينتشر من خلال (أدوات المصاب) مثل الفراش أو الملابس نادرا ما تم انتشار الجدري عن طريق فيروس يحمله الهواء في الأماكن المغلقة مثل الحافلات والقطارات والغرف المغلقة يمكن للفيروس أن ينتقل في جميع أنحاء الجسم ويمكن ان ينتقل عن طريق الحشرات أو الحيوانات، إذا لم يتم التغلب على انتشار المرض، يعتبر من الحالات المميتة من فيروس الجدري العادي، وتحدث الوفاة عادة بين يوم العاشر والسادس عشر للمرض سبب الوفاة من مرض الجدري ليست واضحة.
  • - ثالثًا: تشخيص مرض الجدري:
  • - التشخيص المخبري للبحث عن جسيمات غارنيري وذلك بأخذ جزء من محتوى الحويصلات أو البثور أنبوب شعري بعد تنظيف سطح هذه العناصر بالغول ثم يهيا من هذا المحتوى بعض اللطخات التي تلون ومن ثم يتحرى عن جسيمات غارنيري .
  • و تظهر نتيجة هذا الفحص في ساعات او يتم اللجوء الى اختبار البول والتي يفضل أن تؤخذ من قاعدة الحويصلات .
  • - علاج مرض الجدري: لا يوجد علاج لمرض الجدري وتركز الادوية الموجودة على تخفيف الأعراض وتجنب الجفاف.
  • 1- قد توصف المضادات الحيوية إذا كان الشخص مصاب بعدوى بكتيرية في الرئتين أو على الجلد.
  • 2-  التلقيح للمتعرضين للاصابة وتقل أهميتها كلما تأخر إجراؤه .
  • 3-  إعطاء Methisazone للمرضى في دور الحضانة للتماس المباشر .
  • 4-  معالجة عرضية لمنع الإنتان .
  • - رابعًا: مضاعفات الجدري:
  • هو أكثر شيوعا في البالغين ويمكن أن يتسبب العجز المؤقت 2% دائم الندوب على الوجه 2% تشكيل بثور على الجفن والملتحمة، والقرنية، مما يؤدي إلى مضاعفات مثل التهاب الملتحمة، قرحة القرنية، القرنية، التهاب القزحية والتهاب الجسم الهدبي، وضمور العصب البصري. الذي ينتج العمى 40٪ نزيف الجدري النزفي تحت الملتحمة والشبكية 2% تورم المفاصل والعظام والتهاب المفاصل يؤدي إلى تشوهات الأطراف 5 %
  • - الوقاية من الجدري:

  • 1- التخلص من مصدر العدوى وذلك بالتشخيص والمعالجة المبكرة والعزل والحجر .
  • 2- العزل والحجر: يجب عزل المصاب مدة اسبوعين على الاقل بدءا من ظهور المرض حتى يزول كل أثر للمندفعات الجلدية وينتهي التوسف .
  • 3- تصحيح البيئة: يجب التطهير خلال مدة المرض للمفرزات الأنفية الحلقية بشدة والعناية الشديدة في إبادة الوصف , وما تفشر عن الجلد او سال منه خلال مدة المرض كلها , ومن الواجب العناية الفائقة في تطهير الملابس ولا بد من التطهير في نهاية المرض بشكل فني دقيق .
  • للوقاية من هذا المرض يطعم الأطفال في الأشهر الستة الأولى من عمرهم ويكرر التطعيم في حوالي السنة الخامسة، وفي حوالي سن البلوغ يطعم جميع السكان دورياً كل أربع سنوات.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.