- - تنوعت مواضيع الشعر العباسي واختلفت عمّا كانت عليه في بدايات العصر الإسلامي؛ فازداد شعر المدح والحكمة وقل شعر الغزل، وظهرت أشعار الفخر والعتاب والوصف والزهد.
- - نذكر بعضاََ منها :
-
- قول أبو تمام مادحاََ أحمد بن أبي دؤاد :
- - يَا أِيُّهَا المَلِكُ المَعْرُوفُ قُبَّتُهُ فِيهَا حَيَا المُدْنِ إلا أنَّهُ بَشَرُ
- - فَمُرْ بِإِذْنٍ فَإِنَّ الجَدْبَ أَرْسَلَنَا وَفْداً إِلَيْكَ وَأَنْتَ الغَيْثُ تُنْتَظَرُ
- - كُنَّا نَقُولُ إِذَا مَا الجَدْبُ أَوْجَعَنَا صَبْراً عَلَى الجَدْبِ حَتَّى يَقْدُمَ المَطَرُ
- - إِنَّ النُّجُومَ نُجُومٌ ضَمَّهَا فَلَكٌ مِنْهَا أَبُوكَ وَأَنْتَ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ
-
- - سَقَى الله أيّامَ الصّبَى ما يَسُرّهَا وَيَفْعَلُ فِعْلَ البَابِليّ المُعَتَّقِ
- - إذا ما لَبِسْتَ الدّهْرَ مُستَمتِعاً بِهِ تَخَرّقْتَ وَالمَلْبُوسُ لم يَتَخَرّقِ
- - وَلم أرَ كالألحَاظِ يَوْمَ رَحِيلِهِمْ بَعثنَ بكلّ القتل من كلّ مُشفِقِ
- - أدَرْنَ عُيُوناً حائِراتٍ كأنّهَا مُرَكَّبَةٌ أحْداقُهَا فَوْقَ زِئْبِقِ
- - عَشِيّةَ يَعْدُونَا عَنِ النّظَرِ البُكَا وَعن لذّةِ التّوْديعِ خوْفُ التّفَرّقِ
- - نُوَدّعُهُمْ وَالبَيْنُ فينَا كأنّهُ قَنَا ابنِ أبي الهَيْجاءِ في قلبِ فَيلَقِ
- - قَوَاضٍ مَوَاضٍ نَسجُ داوُدَ عندَها إذا وَقَعَتْ فيهِ كنَسْجِ الخدَرْنَقِ
-
- قول بشار بن برد في رثاء ابنه محمد :
- - إلى الله أشكو حاجةََ قد تقادمت على حدثٍ في القلب غير مريبِ
- - دعتهُ المنايا فاستجاب لصوتها فللهِ من داعٍ دعا ومجيبِ
- - أظَلُّ لأَحْدَاثِ الْمَنُونِ مُرَوَّعاً كأنَّ فُؤَادِي فِي جَنَاحِ طَلُوب
- - عَجِبْتُ لإِسْرَاعِ الْمَنِيَّة ِ نَحَوَهُ ومَا كانَ لَوْ مُلِّيتُهُ بِعَجِيبِ
- - وَقَدْ كُنْتُ أرْجُو أنْ يَكُونَ مُحَمَّدٌ لنا كافياً من فارسٍ وخطيبِ
- - وكَانَ كَرَيْحَانِ الْعَروُسِ بَقَاؤُهُ ذَوَى بَعْدَ إِشْرَاقِ الْغُصُونِ وَطِيبِ
-
- قول أبو العتاهية :
- - بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني فلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحيبُ
- - فَيا أسَفاً أسِفْتُ على شَبابٍ، نَعاهُ الشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ
- - عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضاً كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيبُ
- - فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً، فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ
-
- قول البحتري يصف الربيع :
- - أتاكَ الربيعُ الطلقُ يختالُ ضاحكاً من الحُسن حتى كاد أن يتكلما
- - وقد نبّه النيروز في غسق الدجى أوائلَ ورد كنّ بالأمس نوّما
- - يفتّقها بردُ الندى فكأنه يبث حديثاً كان قبلُ مكتما
- - فمن شجر ردّ الربيعُ لباسَه عليه كما نشّرتَ وشياً منمنما
- - أحلّ فأبدى للعيون بشاشةً وكان قذىً للعين إذ كان محرما
-
- قول أبي فراس الحمداني مخاطباََ أمه وهو في الأسر:
- - وَإنّ، وَرَاءَ السّتْرِ، أُمّاً بُكَاؤهَا عَلَيّ، وَإنْ طالَ الزّمَانُ، طَوِيلُ!
- - فَيَا أُمّتَا لا تَعْدَمي الصّبرَ إنّهُ إلى الخَيرِ وَالنُّجْحِ القَرِيبِ رَسُولُ!
- - وَيَا أُمّتَا، لا تُخْطِئي الأجْرَ! إنّهُ على قدرِ الصبرِ الجميلِ جزيلُ
- - أما لكِ في ذاتِ النطاقينِ أسوة ٌ بـمكةَ والحربُ العوانُ تجولُ ؟
- - أرَادَ ابنُها أخْذَ الأمَانِ فَلَمْ تُجبْ و تعلمُ ، علماً أنهُ لقتيلُ!
- - تأسّيْ! كَفَاكِ الله ما تَحْذَرِينَهُ، فقَد غالَ هذا النّاسَ قبلكِ غُولُ!
- - وكوني كما كانتْ بـأحدٍ صفية ٌ ولمْ يشفَ منها بالبكاءِ غليلُ !
- - ولوْ ردَّ يوماًحمزةَ الخيرِ حزنها إذاً مَا عَلَتْهَا رَنّة ٌ وَعَوِيلُ
- - لَقِيتُ نُجُومَ الأفقِ وَهيَ صَوارِمٌ وَخُضْتُ سَوَادَ اللّيْلِ وَهْوَ خيولُ
- - وَلمْ أرْعَ للنّفْسِ الكَرِيمَة ِ خِلّة ً عشية َ لمْ يعطفْ عليَّ خليلُ
- - ولكنْ لقيتُ الموتَ حتى تركتها وَفِيها وَفي حَدّ الحُسَامِ فُلولُ
- - ومنْ لمْ يوقَ اللهُ فهوَ ممزقٌ ! ومنْ لمْ يعزِّ اللهُ ، فهوَ ذليلُ!
- - ومنْ لمْ يردهُ اللهُ في الأمرِ كلهِ فليسَ لمخلوقٍ إليهِ سبيلُ.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.