قصة حليمة السعدية وإرضاعها للنبي صلى الله عليه وسلم

قصة حليمة السعدية وإرضاعها للنبي صلى الله عليه وسلم

  • - صرف الله عزوجل  ،كل المراضع عنه ﷺ، إلا {{ حليمة السعدية }}
  • - تقول حليمة : والله مابقي من صواحبي [[ يعني صاحباتي ]] إمرأة إلا أخذت رضيعاً غيره ، وأنا لم أجد غيره ، فكرهت أن أرجع من غير رضيع [[ حليمة السعدية ، وزوجها أبو كبشة ، الذي يقرأ السيرة ويتعمق فيها ، يدرك أنهما كانا ، طيبين ، وحظهم في الدنيا قليل ، ولكن الله إذا أعطى أدهش  ]]
  • - فعزمت حليمة السعدية على أخذ هذا اليتيم ، هي لم تراه بعد
  • - تقول حليمة : فذهبت إلى عبدالمطلب ، فأستقبلني 
  • - قال : من أنتِ ؟؟
  • - قلت : حليمة السعدية 
  • - فقال : بخٍ بخ ، سعد وحلم ، خصلتان إذا أجتمعتا ، ففيهما خير الدهر وعز الأبد [[ تفائل بإسمها ]]
  • - يا حليمة عندي غلاماً يتيماً ، وقد عرضتهُ على نساء بني سعد فأبين أن يقبلن ، فهل لك أن تُرضيعه ، فعسى أن تسعدي به ؟؟
  • - فقلت له :حتى أسال صاحبي [[ أي زوجها ، أبو كبشة ]]
  • - تقول فرجعت فسألت زوجي ، فتهلل وجهه وأشرق ، وكأن الله قذف في قلبه الفرح والسرور 
  • - فقال لي : نعم يا حليمة خذيه ، ماذا تنتظرين ؟؟
  • - فرجعت إلى عبد المطلب فوجدته ، جالساً ينتظرني ، فأستهل وجهه فرحاً ، عندما رأني .
  • - ثم أخذني وأدخلني على آمنة 
  • -  فرحبت بي آمنة وقالت لي :_ أهلاً وسهلاً ، تفضلي بالدخول 
  • - تقول حليمة : فدخلت في البيت الذي فيه محمد 
  • - فلما نظرت إليه !!! {{ فإذا هو مُغطى في صوف ، أبيض من اللبن ، يفوح منه المسك ،وتحته حريرة خضراء نائمٌ على ظهره ، فأشفقت أن أوقظه لحسنه وجماله }}
  • - تقول حليمة : فأقتربت منه رويداً ، رويدا" ، ووضعت يدي على صدره 
  • - فلما وضعت يدي ، تبسم ، ثم فتح عيناه ، ونظر إليّ، فخرج من عينيه نور دخل عنان السماء ، فما كان مني إلا أن حملته وضممته و قبّلته ، ثم أخذته ورجعت إلى رحلي .
  • -  تقول حليمة : فحملته وكان معي أخاه [[ أي تقصد أبنها الذي ولدته واسمه عبد الله ، أخو النبي ﷺ، من الرضاعة  ]]
  • - ثم  أعطيت  إبني لأبيه أبا كبشة [[ أي زوجها ]]
  • - وكنت قد أتيت إلى مكة على أتان [[ أي أنثى الحمار ]] كانت هزيلة ضعيفة ، وكان معنا ناقة ، والله لقد جف ضرعها  [[ حتى الناقة التي مع حليمة ليس فيها حليب ، وكانت سنة جفاف ]]
  • - أخذت حليمة النبي ﷺ، ورجعت إلى رحلها 
  • - تقول وكنت قد أتيت إلى مكة على أتانِ [[ أي أنثى الحمار ]] كانت هزيلة ضعيفة ، وكان معنا ناقة ، والله لقد جف ضرعها .
  • - فكانت تركب على هذه الحمارة وهم ذاهبون لمكة
  • - تقول حليمة : فكانوا يسبوقني ، وأتاني [[ أنثى الحمار ]] التي ،  أركبها لا تستطيع أن تلحق بهم !!
  • - فيقولون : يا حليمة ،  يا حليمة قد أعييتي الركب [[ أي أسرعي قليلاً ، فقد تأخرنا ، جميعاً ، تعبنا منك، بسبب سيرك البطيء ]]
  • - تقول حليمة : فلما أخذت محمد ، ورجعت به إلى راحلتي ، عرضت عليه ثديي ، وما كان في صدري مايشبع إبني [[ عبدالله أخو النبي في الرضاعة ، كان لا يرتوي من حليب أمه حليمة ]] فلا ننام الليل من بكاءه 
  • - فلما وضعت محمداً ، في حجري ، وعرضت عليه ، ثديي الأيمن ، فأهتز صدري وأنفجر فيه اللبن .
  • - فشرب حتى  إرتوى ﷺ  ففرحت فأعطيته ، ثديي الآخر فلم يأخذه [[ وكأن الله عزوجل ، ألهمه أن له شريك في هذا اللبن ، فأخذ واحد وترك الآخر لأخوه عبدالله ، لأنّه ﷺ جاء بالعدل ، فإن لم يعدل محمد رسول الله ﷺ، فمن يعدل ؟؟ ]]
  • - تقول حليمة : فلم يأخذ الثاني طوال سنتين 
  • - قالت : فوضعت ابني على الثاني ، فرضع وشبع .
  • - ثم قام زوجي أبو كبشة ، إلى الناقة [[ الناقة التي معهم  ضرعها قد نشف ، ليس فيها حليب ]]
  • - فقام إليها وإذا ضرعها قد إمتلأ باللبن 
  • -  فقال أبا كبشة لحليمة : وهو يضحك من الفرح ، يا حليمة 
  • - ألم أقل لك أن هذا الصبي بركة ؟؟
  • - فحلبها وشربنا ونمنا بخير ليلة 
  • - في الصباح ، تجهز القوم للسفر ، ليعودوا لديارهم ، ديار بني سعد [[ المسافة من مكة ، لديار بني سعد ، حوالي 150 كم ، منطقة جبلية ومرتفعة عن سطح البحر ، جوها لطيف ]]
  • - تقول حليمة : ركبت أتانِ [[ الحمارة ]] كانت لما تركب حليمة 
  • -  هذه الحمارة من كثر ماهي نحيفة ، تضرب أقدامها بعضها ببعض ، حتى جرحت 
  • -  تقول : فلما ركبت وحملت محمداً معي ، وإذا بها أنطلقت وكأنها تسابق الركب 
  • - وصاحباتي يقولون : يا حليمة ، يا حليمة ، أتعبتينا في طريقنا الى مكة ، ونحن ننتظرك لتلحقي بنا والآن أتعبتينا ونحن نلحق بك 
  • - أليست هذه أتانك [[ الحمارة ]] التي أتيتي بها من ديارنا ؟؟
  • - فترد عليهم حليمة : بلى هي 
  • - يقولون لها  : قولي لنا ، ماشأنها مالذي حل بها [[ أي ماقصتها ]]
  • - تقول : لا أدري 
  • - فيقولون لها : فعلاً إن أمرها لعجيب [[ كانت ضعيفة جدا مالذي جعلها بهذه القوة ]]
  • - {{ ذلك ببركة نبيكم وحبيبكم محمد ﷺ}}
  • - حتى اقتربوا من سوق عكاظ [[ كانت قبائل العرب ، تجتمع في هذا السوق للتجارة  ، وتعرض بضاعتها ، وتبدأ كل قبيلة تلقي الشعر والقصائد بمدح قبائلهم ويتفاخروا ، فيعكظ كل واحد على الآخر بالشعر ، أي يتفاخر ، لذلك كان هذا سبب تسميته سوق عكاظ ]]
  • - طبعاً كل منطقة تجارية ، من الذي يتواجد فيها دائماً ؟؟
  • - {{ اليهود طبعاً ، فاليهود إذا بحثت عنهم ،تجدهم عند المال ، هم أهل المادة ، سياستهم مسك العصب الرئيسي للإقتصاد}}
  • - لما نظر أحبار اليهود ، لقافلة بني سعد قادمة من بعيد ، عرفوا أنها هذه القافلة تحمل رسول الله ﷺ !!!
  • - كيف عرفوا ؟؟؟
  • - تقول حليمة : وصلنا إلى ديار بني سعد ، فلم يبقى بيت في ديار بني سعد ، إلا فاح منه ريح العود 
  • - كانت أرضنا عجفاً [[ أي أصابها الجفاف من قلة الماء ، ناشفة ، لا يوجد ربيع في الارض ]]
  • - وكانت الأغنام  ، تسرح وترجع هزيلة ، و لم يدخل في بطنها شيء من طعام وليس في ضرعها اللبن .
  • - تقول حليمة : فلما قدمنا بمحمد ، أصبحت أغنامي تعود وقد شبعت ، وقد امتلأ ضرعها باللبن 
  • - كنا نرى الخضرة في أفواهها ، وليس في أرضنا نبته [[ ترجع الأغنام ،  وما يزال موجود أثر الأعشاب في فمها ، والأرض قاحلة ليس فيها عرق أخضر ]]
  • - فيصرخ أصحاب الأغنام بالرعاة [[ الرعاة الذين يعملون عندهم ]]
  • - ويحكم !!!! إسرحوا بالأغنام حيث تسرح أغنام حليمة 
  • - ألا ترون أغنامهم !!! ترجع وقد شبعت والخضرة ، في أفواههم 
  • - ألا تعلمون أين  تسرح أغنام حليمة ؟؟!!
  • - فيقول الرعاة : والله إنا لنسرح معاً ، وترجع أغنامها معنا 
  • - ولكن نرى أغنام حليمة ، لا ترفع رؤوسها عن الأرض ، وهي تأكل وتمضغ ، وليس في الأرض نبتة واحدة خضراء [[ أغنام حليمة ، تأكل من الأرض ، الأرض عبارة عن رمل وحجارة ، لا يوجد عشب ليُأكل ، والرعاة مستغربين ]]
  • - وذلك ببركته ﷺ
  • - تقول حليمة : فكنا نحلب أغنامنا ، ولا نهمل أهلنا
  • - [[ عام جفاف ، بني سعد ليس عندهم حليب ، كانت حليمة ، ترسل لهم بالحليب الذي عندها ]]
  • - تقول : ففاض الخير كله ، على ديار بني سعد {{ ببركته ﷺ}}
  • - هنا الناس ، أصبحوا يتفألوا ، بهذا الصبي اليتيم 
  • - فأصبحوا ، إذا مرض أحدهم أو أصابته عِلة 
  • - تقول حليمة : يأتي إلينا 
  • - يقول : أين محمد ؟؟ فيأخذ بيده الصغيرة ، ثم يضعها على المريض ، فيبرأ في حينه [[ على الفور ، يتعافى ]]
  • -  وكذلك إذا أصاب بعيرهم أو شاة شيء من المرض يحملوا محمد ﷺ ، يضعوه على ظهرها فتبراء بإذن الله 
  • - تقول حليمة : وأخذ محمد {{ ﷺ}} يشب شباب ليس كشباب الصبي 
  • - يشب في يوم ما يشب غيره في شهر[[ كان يكبر بسرعة ﷺ]] حتى إذا بلغ عمره عام ، وكأنه عامين 
  • - فلما رأينا هذا الخير والبركة منه ، وقد أصبح عمره سنتين رغبت أنه يبقى عندي بعد السنتين [[ لأن مدة الرضاعة سنتين ]]
  • - وكنت قد وعدت ، أمه آمنة ، أن نرجعه لها بعد عامين ، فعزمت أن أرجعه لأمه وأنا عندي نية في داخلي أن أرجع محمد معي ، بعدما أستأذن أمه التي تروي الحديث {{ حليمة السعدية ، رضي الله عنها }}
  • - أسلمت وقد أدركت نزول الوحي ، وهي صحابية ، ولها رواية عن النبي ﷺ، وقد أطال الله في عمرها 
  • - حتى أنها ماتت بعد النبي ﷺ، ودفنت بالبقيع في المدينة المنورة ، بجانب عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ولأن حليمة صحابية يؤخذ بحديثها ، وكانوا الصحابة الكرام ينادونها {{ أم النبي }}
  • -  تقول رجعنا به إلى مكة فلما رأته أمه آمنة وجدّه عبد المطلب وكأنه غلام جفر [[ والجفر الذي يبلغ من العمر أربع سنين ، عمره سنتين ، ولكن اعتقدوا عمره أربع سنين  ]]
  • - تقول سرّو بحسن التربية ونموه السريع ﷺ
  • - تقول حليمة : رجعنا بهِ إلى مكة ، فأخذتُ أحدث آمنة وجدّه عبدالمطلب عن محبتنا له وحبهُ لنا .
  • -  [[ تمهد لهم الحديث ، في محاولة منها ، لإقناعهم أن يرجع معها ، كم نُحب محمد وتعلقنا به ، وهو أيضا يحبنا ومتعلق بنا ]]
  • - هنا آمنة أم النبي ﷺ، فهمت من كلام حليمة أنها تريد أن ترجعه معها 
  • - فقالت آمنة : ماشأنك يا حليمة ؟؟!!
  • - [[ يعني  إلى أي شيء ، تريدين أن تصلي ، ادخلي بالموضوع]]
  • - فسكتت حليمة ثم رفعت رأسها بخجل
  • - وقالت : أحببناه يا آمنة !!!  ولا نتحمل فراقه ، وإنا رأينا البركة فيه ،  وإنا نُحب أن يبقى عندنا عامين آخرين نأمن عليه من وباء مكة 
  • - [[ وفعلاً في ذلك الوقت بدأت تظهر أمراض بمكة ، بعد هلاك جيش أبرهة ، في حادثة الفيل ، وأجساد جنوده التي تعفنت ]]
  • - وظلت حليمة تقنع آمنة ، فمازالت تحدثها وتقنعها ، حتى وافقت آمنة 
  • - ثم قالت آمنة : يا حليمة ألا أخبرك عن ولدي هذا ؟؟ 
  • - [[ أي هل أحدثك عن ولدي أشياء لا تعرفيها ]] 
  • - يا حليمة ، إحرصي عليه فإن لإبني هذا شأن 
  • - [[ وأخذت تحدثها ، عن حمله و ولادته ، وكيف نزل ساجداً ، وعن النُور الذي خرج منه ]] 
  • - احرصي عليه يا حليمة .
  • - رجعت حليمة وأخذت النبي {{ﷺ }} معها إلى ديار بني سعد ، ليقيم عند حليمة عامين آخرين معها في بني سعد .
  • - تقول حليمة :_ ونحن في طريقنا ، مررنا بركب من الحبشة ، وفيهم أهل الكتاب 
  • - [[ قافلة من الحبشة ، فيهم من أهل الكتاب الذين على دين سيدنا عيسى عليه السلام ، النصارى  ، والحبشة كان منتشر فيها النصارى ]]
  • - تقول حليمة : فعرضت الصبي عليهم بغيت ، أن أتأكد وأتعرف 
  • - [[ حليمة رضي الله عنها ، كان عقلها مشغول بالتفكير ، مالسر الذي يحمله هذا الصبي ، وخاصة ما رأته من بركته ، وحديث أمه آمنة عنه ، فأحبت أن تعرف من أهل الكتاب الرهبان لأن عندهم علم من الكتاب  ]]
  • - تقول : فعرضته على راهب فيهم 
  • - فقلت له : ألا ترى ولدي هذا ؟؟!!
  • - قال الراهب : ما به ؟؟
  • - قلت له : إن له أمور غريبة ، أنظر إلى حمرة عينيه هذه !!!
  • - قالت فنظر فيه الراهب وأخذ يتفحصه 
  • - فقال متعجباً : ما هذه الحمرة أيشتكي شيء في عينيه ؟
  • - فقلت له : لا هي ترافقه منذ ولادته !!
  • - ثم نظر إليه ، واستمر في تفحصه 
  • - ثم قال : ما اسمه ؟
  • - قلت له : {{ محمد }}
  • -  فقال وهو مندهش : هل ولد يتيماً ؟؟!!!
  • - تقول حليمة : فأحببت أن أصدقه الحديث 
  • - قلت له : نعم قد ولد يتيماً
  • - تقول فأخذ الصبي يقبلّه وقال لمن معه 
  • - إي وربِ عيسى ، إي وربِ عيسى ، إنه نبي !!
  • - فأقبل من معه مسرعين ، وأمسكوا الصبي ، ثم أخذوا يقبلوا رأسه ، ويضموه إلى صدرهم 
  • - ثم قالوا لها : لنأخذن هذا الغلام، فلنذهبن به إلى ملكنا وبلدنا ، فإن هذا الغلام كائن لنا وله شأن، نحن نعرف أمره
  • - - [[ أصبحوا يتحايلون على حليمة ، يريدون أن يأخذوه معهم إلى ملك الحبشة ، فلقد عرفوا أمره ، وإنه نبي آخر الزمان ]]
  • - تقول حليمة : فلم أكد انفلت به منهم [[ يعني ما صدقت أخذه منهم وأمشي ]]
  • - هل لاحظتم النصارى ، ما كان منهم خوف على الرسول من القتل
  • - أما اليهود فهم أهل الأذية والقتل والغدر في الأرض
  • - قال تعالى: {{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى}}.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.