- الأمثال الشعبية هي حكمة الأجداد الصالحة لكل زمان ومكان ، فهي نتاج الثقافة الشعبية وابنة البيئة واللغة والحدث الذي نتجت عنه ، تعبر عن أحداث جرت في الماضي
 - وأصبحت عبرة للحاضر فهي نوع من أنواع الفنون الذي يستمد إبداعاته من مواقفنا الحياتية مقرونة بمقولة أهل أول ما تركوا شي ماقالوه.
 - فالمثل الشعبي حكمة تاريخية من الماضي .
 - 
	قصة المثل الشعبي الشهير "خذ الحكمة من أفواه المجانين ":
 - كان هناك رجل ثري أعطاه الله الكثير من المال ، وكان هذا الرجل يعيش خارج بلاده ، وعندما توفي هذا الرجل وصل خبر وفاته إلى أولاده فأقام له ابنه الكبير العزاء، إلا أن باقي إخوته كانوا شديدي الولع بالمال فأرادوا توزيع الميراث في الحال
 - لكن الأخ الأكبر رفض ذلك وطلب منهم الانتظار حتى تنتهي مراسم العزاء، لكن إخوته لم يستمعوا له وأصروا على توزيع نصيبهم من الميراث قبل كل شيء ، فرفض الأخ الكبير مطلبهم فما كان منهم إلا أن قدموا شكوى ضده إلى المحكمة ، وأقاموا دعوى قضائية عليه.
 - جاء يوم الجلسة المحدد ، فأرسل القاضي في طلب الأخ الأكبر وبدأ الأخ الأكبر يبحث عن طريقة ومخرج للأمر الذي هو فيه ، وبعد تفكير طويل قرر أن يذهب إلى رجل مشهور برجاحة العقل ، وسداد الرأي ليستشيره بما حصل معه .
 - ذهب الأخ الأكبر إلى ذلك الرجل ، وسرد له قصته مع إخوته وكيف أنهم أصروا على حصولهم على الميراث بسرعة قصوى
 - قبل انتهاء مراسم عزاء والدهم ، ولكن لم يجد عنده الجواب ، فسأله الأخ: هل لديك طريقة تخلصني مما أنا فيه مع إخوتي ؟؟ فأشار عليه الرجل أن يذهب إلى شخص يتهمه معظم الناس بالجنون، فاندهش الأخ الأكبر من مشورة هذا الرجل وقال له :
 - إنه رجل مجنون كيف سيحل لي مشكلتي وقد عجز عن حلها العقلاء؟؟ فقال له الرجل : اذهب وحاول وسترى ما سيحصل ..
 - وبعد تفكير عميق ذهب الأخ الأكبر إلى ذلك المعتوه وسرد عليه القصة وبعد أن انتهى من كلامه ، قال له ذلك المجنون: اذهب لإخوانك وقل لهم هل عندكم من يشهد أن أبي قد مات ؟؟
 - فاندهش الأخ الأكبر من جوابه وقال له : كيف لم أفكر في هذا؟؟ فعلا ( خذ الحكمة من أفواه المجانين )
 - وذهب الأخ الأكبر إلى المحكمة مسرعاً وقال للقاضي ماقال له المجنون ، فقال له القاضي : نعم إنك محق ووجه القاضي سؤاله للإخوة: هل عندكم شهود بأن أباكم قد مات ، فقال له الإخوة: أبونا توفي في بلد بعيد وجاءنا خبر وفاته ، ولا يوجد لدينا شاهد على ذلك .
 - فقال لهم القاضي : عليكم أن تأتوني بالشهود ، وبقيت القضية معلقة لسنتين، فقال لهم أخوهم أرأيتم قلة صبركم ماذا فعلت بكم فلو صبرتم أسبوعاً لكان خيراً لكم.
 - ومن هنا جاء مثلنا الشهير " خذ الحكمة من أفواه المجانين "
 - فقد استطاع هذا الرجل الذي يتهمه الجميع بالجنون أن يحل قضية عجز العقلاء عن حلها .
 - 
	- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.