- - تستمر عملية التأهيل الاجتماعي للأطفال,في مرحلة الطفولة المتوسطة التي تعد مرحلة أساسية في نمو الطفل ينتقل بعدها إلى مرحلة المراهقة ليكون على استعداد للعب أدوار الراشدين بجدية ومسؤولية.
- - يكون معدل النمو خلال سنوات المدرسة الابتدائية بطيئا وثابتا ,وتكون الضغوط قليلة نسبيا والملذات وافرة . فلم يعد الناشئ بحاجة إلى النصح الوالدي إذ إنه ينطلق لشأنه كل الوقت , يلعب,ويكتشف عالمه، ويتعلم الكثير حول الناس والأشياء.
- وتسمى سنوات المدرسة الابتدائية تبعا لذلك بالفترة الذهبية من سنوات الطفولة فيذكرها أغلب الراشدين بكثير من الحب.
- إن أهم ما يحدث في هذه الفترة هو انفصال الطفل عن أسرته لوقت ليس بالقصير من النهار, فالناشئ, يقضي ساعات يقظته ولعدة سنوات في المدرسة الابتدائية ويكون هذا الانفصال بمثابة إعداد الأطفال للاستقلال عن أبويهم فيما بعد، ويبدأ في هذه الفترة تأثير الرفاق على شخصية وسلوك الأطفال بشكل كبير ويصبح الرفاق مركز التفاعل بالنسبة للطفل. وأهم مراحل وفترات هذا النمو :
-
دخول المدرسة:
-
- وفي بداية هذه الفترة يخضع الطفل لأول مرة في حياته لشروط ومتطلبات لا عهد له بها من قبل ويختلف الأطفال فيما بينهم اختلافا كبيرا من حيث استعدادهم لهذه الحياة بعضهم يأتي إلى المدرسة بآمال عريضة وفرحة غامرة متوقعين من المدرسة أشياء غير عادية لم يصادفوها ولم يعرفوها في طفولتهم السابقة,وبعضهم الآخر يشعر بخيبة الأمل وفقدان الحرية والراحة التي ألفها وتعود عليها من قبل. - - أما الاتجاهات نحو المدرسة فتتراوح بين الاتجاهات الإيجابية والسلبية.
- - الاتجاهات الإيجابية عند الأطفال الذين يتطلعون بكثير من الشغف لبداية افتتاح المدرسة لأنها تمدهم بشعور بالأهمية والنضج وتكون فرصة لتعلم أشياء كثيرة.
- - الاتجاهات السلبية نجدها عند مفرطي الاتكالية الذين يخافون من مجرد التفكير بالذهاب إلى المدرسة لأنهم يجزعون من الانفصال عن والديهم.
- - وهذه المخاوف المفرطة تشكل نمواً شاذاً في الطفولة المتوسطة يسمى رهاب المدرسة.
-
تأثير المدرسة على النمو الاجتماعي:
-
- في المدرسة الابتدائية يتدرب الطفل على تكوين علاقات اجتماعية متنوعة وهي بذلك تساهم في بناء شخصية الطفل. - - فعن طريق المدرسة يتدرب الطفل على ضروب التفاعل الاجتماعي مع أفراد آخرين على مستوى التعامل الأسري ,يتدرب على الأخذ والعطاء وعلى التنافس والتعاون ,ويتدرب على الكفاح والمثابرة ,إذا المدرسة بيئة حافلة بأنواع المنافسات والخبرات وفيها يمارس الطفل الميول والهوايات ويتدرب على الحقوق والواجبات.
- - فالمدرسة ليست حجرات المدرسة وليست مكاناً لتلقين العلوم بل المدرسة أبعد من ذلك بكثير، فهي بجانب أنها مكان لتلقين العلوم فهي أيضا معمل اجتماعي يساهم في تشكيل وبناء شخصية الطفل وتربيته وذلك بوسائل متعددة كضروب النشاط الرياضي والاجتماعي والثقافي والفني.
- - فدور المدرسة هام في تزويد الأطفال بالخبرات الاجتماعية وفي صقل وتنمية المهارات والقدرات والميول وفي تطبيع الطفل على الكثير من قواعد السلوك الاجتماعي والأخلاقي .
-
الأهمية المتزايدة لفئة الأقران :
-
يغدو تفاعل الأطفال خلال سنوات المدرسة الابتدائية جزءاً هاما من حياتهم، فيشكل هؤلاء نتيجة لتلك التفاعلات مدركات جديدة حول ذواتهم ، كما تتحدد شعبيتهم بين أقرانهم ويكونون أساليب تعاملهم مع الناس بصورة مرنة أو جامدة، خضوعية أو تسلطية ، ويعانون إحساسا بالانتماء الاجتماعي أو الاغتراب وهذه الأحداث تلقي أثراً في شخصية الطفل يبقى مدى حياة المراهقة والرشد. وتتضح هذه الأهمية من خلال : -
إدراك الذات والشعبية:
-
- أكدت الدراسات الميدانية والمعاصرة قيام علاقة وثيقة بين مفهوم التلميذ عن نفسه وبين إدراك أقرانه له. - - تعمل الفئة كمرآة تعكس للولد صورته عن ذاته وتلصق بعض القيم لصفات أعضاء الفئة وتعطي للعضو مكانة اجتماعية تتفق وتلك القيم والسمات .
- - وتشير الدراسات إلى ميل الأولاد الشعبيين بين أقرانهم لأن يكونوا وديين واجتماعيين وفعالين.
- - أما التلاميذ غير الشعبيين فيميلون إلى الخجل والانسحاب وتجنب الفئة أو الاستثناء من الاشتراك في فعالياتها.
- - ولا شك أن التحصيل المدرسي والذكائي يؤديان دوراً كبيراً في تشكيل شعبية التلاميذ فالتلاميذ الموهوبون والمتفوقون دراسيا أكثر شعبية من أقرانهم الأقل تحصيل وذكاء.
- - كما أن بنية التلميذ تؤثر في شعبيته أيضا ويبدو وأن التلاميذ وبدءا من الصف الأول يفضلون متوسط البنية على نحيلها .إلا أننا مع ذلك يجب أن نكون حذرين من التعميم في هذا المجال .
-
الفردية والخضوع :
-
- تبين الدراسة التجريبية عن الفردية والخضوع أن ميل الأولاد للتأثر بآراء أقرانهم يتزايد بدءاً من الصف الأول وانتهاءً بالسادس ، ويستمر مستوى تأثير الأقران بالناشئ خلال المدرسة المتوسطة ثم ينحدر متناقصاً خلال المدرسة الثانوية . - - يتوقف تأثير فئة الأقران على الناشئ على عدد من العوامل :
- - يزداد التأثير بازدياد الوقت الذي يصرفه الأولاد مع بعضهم وممارسة الفعاليات المنتظمة خارج المدرسة.
- - يزداد أثر الفئة في التلميذ كلما ضعف ارتباطه بأهله.
- - يكون للتلاميذ الذين لهم مكانة رفيعة في الفئة أثر في اتجاهات الفئة وسلوكها أكثر من نظيره لدى الأولاد ذوي المكانة الوضيعة في الفئة.
- - يستطيع اغلب تلاميذ المدرسة الابتدائية أن يجمعوا بين صفتي المرونة والفردية في طرق ارتباطهم بالآخرين مع قدر معقول من الخضوع للفئة، وأولئك الذين لم يعدوا جيداً لكي يتعايشوا بمرونة مع أقرانهم يميلون لفرض بعض أنماط الشخصية الجامدة والفجة.
- - نذكر من الأنماط التفاعلية غير التكيفية :
- - (ماسح الجوخ, المهرج, الأرعن, المتزمت بثياب الر اشد) .
- - يبحث الأرعن عن الأطفال الأصغر منه الذين يستطيع السيطرة عليهم الأمر الذي يساعده على التخلص من مشاعر العجز التي تغمره عند مقابلته لطفل من سنه وحجمه.
- - أما المهرج فإنه ينزل بنفسه الدعاية ليكسب انتباه الأقران الذين يشعر أنهم سيتجاهلونه كليا لو لم يفعل ذلك بنفسه.
- - يستخدم ماسح الجوخ رشوات مُبالغ بها لشراء الصداقات التي يعتقد أنه يعجز عن الحصول عليها بسبل أخرى.
- - يتعرض كل من المهرج وماسح الجوخ لضرب من الإذلال الذاتي يدفعانه ثمنا للهروب من عزلتهم وكلاهما يلبس ثياب الذل كبطاقة تؤكد ملاحظة الأقران لهم.
- - ويستخدم المتزمت في ثياب الراشد تلك الأساليب كلها وراء كسب رضا الراشد الكبير ومكافآته والمألوف أن يعايش هؤلاء أهلهم وأصدقاء أهلهم ومعلميهم ويعجزون عن معايشة أقرانهم.
-
الانتماء والاغتراب:
-
- تمثل العلاقات التفاعلية في الطفولة عاملا هاما في تحديد ما إذا كان الطفل سينمي إحساساً بالانتماء والاغتراب. وتمكن الصداقة في المدرسة الابتدائية التلميذ من الإحساس بأنه ينتمي لمجتمع يتخطى أسرته الخاصة , والغالب أن يتسع هذا الإحساس ببدء الطفل المساهمة في الفعاليات المختلفة للحي والجوار مثل عصابات الزوايا وجماعة الحي والكشافة والنوادي وغيرها. - - من طرف آخر فإن الأولاد الذين لا يتقبلهم أقرانهم والذين لهم فرص محدودة للمساهمة في فئات الحي والجوار غالبا ما يشعرون بالاغتراب عن مجتمعهم.
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب