الأهمية الإقتصادية لخط السكة الحديدية أيام العثمانيين

الأهمية الإقتصادية لخط السكة الحديدية أيام العثمانيين

  • الأهمية الإقتصادية لخط السكة الحديدية أيام العثمانيين والتنافس الدولي عليه
  • عندما دخلت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ، أصبح خط سكة حديد الحجاز ، وسيلة مهمة للمواصلات مع شبه الجزيرة العربية ، وخاصة لتعزيز القوات المرابطة في اليمن والحجاز ..
  • كان للخط أهمية اقتصادية بالنسبة للمناطق التي مر بها ، إذ استعمله الأهلون لأسفارهم ، ولنقل محصولاتهم الزراعية إلى المدن الكبرى ، والموانئ ...
  • وقد كانت فوائده أكثر ما تكون في القسم الممتد بين دمشق ودرعا وحيفا ، إذ كان ينقل أكثر من ثلاثه أرباع البضائع ، التي ينقلها الخط بأكمله ، وكذلك بالنسبة لعدد الركاب ..
  • وكانت بدمشق أكبر سوق تجاري في سوريا الطبيعية ، يومذاك ، ولذلك كان معظم الركاب يتجهون إليها ، أو يسافرون منها ، وكذلك الأمر بالنسبة للبضائع ، وكان من تأثير وصول الخط إلى حيفا ، أن عدد سكان هذه البلدة الصغيرة ارتفع ، وبذلك شهدت النمو السكاني في فلسطين في تلك الفترة ..
  • * معارضة قبائل البدو لخط السكة الحديدية :


  • عارضت قبائل البدو إنشاء الخط لأسباب اقتصادية : 1_ كان سكان البدو يؤجرون آلاف الجمال كل سنة ، لنقل الحجاج من دمشق إلى المدينة ،ثم نقلهم في طريق العودة ، فخافوا من فقد المورد الإقتصادي ..
  • - وأن البدو يدركون أن الخط سيمنح الدولة وسيلة آلية ضخمة ،وسريعة ،لحشد الجنود ضدهم في مناطق لم تكن الدولة تجرؤ في السابق أن تدفع جنودها إليها .
  • * معارضة الشريف حسين لخط السكة الحديدية :


  • عارض الشريف حسين بشدة تمديد الخط من المدينة إلى مكة ، ولم تكن معارضته نابعة من دوافع اقتصادية فحسب ، بل كانت بسبب :
  • 1_ خشيته على فقدان التوازن السياسي الذي كان حتى ذلك الحين قائماً بين قوة منصب الأمير من جهة ، وقوة منصب الوالي من جهة ثانية .. 
  • 2_ كان يخشى أن يفقد أمراء الحجاز استقلالهم الداخلي المحدود ، وأن يصبح الحجاز تدريجياً ولاية يديرها الولاة الأتراك ، مثل ولايات الدول الأخرى .. 
  • وبلغ درجه الخلاف بين الشريف حسين والأهلون (البدو والحضر ) إلى الثورة ، وقطع المواصلات بين مكة والمدينة ، بين مكة وجدة ...
  • وما توقف هذا الاضطراب إلا بعد أن وافقت الدولة على تأجيل موضوع تمديد خط السكة إلى الجنوب من المدينة ..
  • * مفاوضات بين العثمانيين وفرنسا بسبب السكة :


  • كانت الدولة العثمانية بحاجة ماسة إلى مبالغ كبيرة من المال ، ااتضح أنه لايمكن استدانتها إلا من بورصة باريس ، وكانن الدولة بحاجة إلى موافقة فرنسا على زيادة نسبه الرسوم الجمركية ..
  • فبدأت المفاوضات في باريس بين الدولتين ..
  • وطالبت فرنسا بامتيازات جديدة لقاء موافقتها على مطلب الدولة العثمانية وكان من جملة الإمتيازات المطلوبة : بنود تتعلق في خط سكة الحديد ..
  • فاضطرت الدولة العثمانية الموافقة إذ كانو يريدون تقوية جيشهم بعد الهزائم التي لحقت بهم في البلقان وليبيا ، لذلك وافق العثمانيين على أن :
  • أ_ تبني الشركات الفرنسية خط سكة الحديد من الرياض إلى الرملة لأن يتصل خطي دمشق بيروت _ بخط يافا _ القدس ..
  • ب_ ووافقوا على بند آخر يقضي أن يتولى أحد الفرنسيين إدارة خط سكة الحديد لمده عشر سنوات . ج_ وأن تمنح مرافق الموانئ في طرابلس وحيفا ويافا إلى شركات فرنسية ..
  • د_ وهناك بند آخر ينص على أنه إذا أرادت الدولة العثمانية تأجير خط السكة من دمشق إلى معان ، فينبغي أن يكون التأجير لخطوط السكة التي تملكها الشركات الفرنسية .
  • إن هذه الاتفاقية لم تحظى بمصادقة مجلس الوزراء العثماني ، فتم التوقيع على اتفاقية جديدة ..
  • وافقت الدولة بموجبها على ايقاف العمل في تمديد سكة الحديد الفرعية من العفولة إلى القدس ، كما وعدت بأن تكون إدارة الخط بين دمشق ودرعا وحيفا في أيدي فرنسية...
  • لكن الحرب العالمية الأولى لم تلبث أن نشبت ، فلم توضع هذه الاتفاقية موضع التنفيذ ، وكان من المفارقات أن العثمانيين الذين دخلوا الحرب إلى جانب ألمانيا ، وضعوا أيديهم على الخطوط الفرنسية باعتبار أنها ممتلكات العدو ..
  • * السكة الحديدية اليوم :


  • والخلاصة إلى ذلك يمكن القول :
  •  أن القطارات استأنفت سيرها بصورة متقطعة على الخط بين دمشق و المدينة ، و لكن الأحداث السياسية في بلاد العرب أدت إلى توقف العمل على الخط بين معان والمدينة ، و أنه ومنذ 20 عاماً ، والمواطن العربي يسمعو عن لجان تجتمع ودراسات تبحث من أجل إعادة بناء الأجزاء التي خربت وتآكلت مع مضي الزمن ، ولكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى نقطة البدء في العمل .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.