صفات السيدة خديجة رضي الله عنها

صفات السيدة خديجة رضي الله عنها

  • -  إنّ السيرة للإقتداء و التأسّي وليس للتسلّي:     
  • - فها هي أمّنا خديجة تضرب لنا مثالاً صادقاً لنموذج المرأة المسلمة، فقد اتصفت - رضي الله عنها – برجاحة العقل وقدراتٍ إداريةً هائلةً، وكانت ذات سريرة صافية، و نفس سامية توَاقة إلى معرفة الحقّ، والحقيقة، وهذا ما جعلها تُقبِل على الدخول في دين الله تعالى بمجرَد أن نزل الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا ما جعلها أيضاً تُسخِّر حياتها كلّها لنصرة دين الله تعالى. وعُرفت – رضي الله عنها - في مجتمعها بالطاهرة؛ لشدّة عفتها، وطهارتها، ولهذا فقد كان اختيار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لتكون شريكة حياته، فشرَفها الله تعالى بأن تكون أماً للمؤمنين، وسيدة نساء العالمين. وكانت رضي الله عنها نعم الزوجة الصالحة، فلم يعرف التاريخ الإسلاميّ زوجةً أخلصت في رعاية بيتها، ودعم زوجها، وتمكينه، وتأييده، ونصرته، ونصرة فكرته كالسيدة خديجة رضي الله عنها، فبعد أن آمنت أمُّنا خديجة بالله تعالى، وبدعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحوّلت حياتها إلى جهادٍ، ودعوةٍ مستمرَّين، فقد أخلصت للفكرة التي آمنت بها، واستطاعت بعد وفاتها أن تترك الأنموذج الأفضل لكلّ نساء المسلمين، بل لكلّ نساء العالمين. وهذه كلمات أشعلتها إحدى الكاتبات، لعلّها تُضِيءُ دُروبكنّ أيتها المسلمات: في الأربعينيات من عُمرها تتزوّج شاباً ذا الخامسة والعشرين، ذا حسب ونسب، عُرِفَ في قومه بالصدق والأمانة، رجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ثم تمرّ به - صلّى الله عليه وسلّم - لحظات عصيبة.. لحظات الوحي الأولى في غار حراء، انطلق حينها إلى خديجة .. حتى إذا بلغ حجرتها أحسّ أنه وصل إلى مأمنه - صلّى الله عليه وسلّم - فقال: "زمّلوني زمّلوني" فزمّلته حتى ذهب عنه الروع.. ثم قال لها: " لقد خشيت على نفسي"!خديجة - رضي الله عنها - كانت ذاك الحُضن الذي لم يلجأ زوجها لغيره لتُواسيه، خديجة كانت ذاك السند الذي يُعوّل عليه في الشدائد قبل الرخاء.. فأيّ سرّ هذا يختبئ وراء شخص خديجة - رضي الله عنها - يا ترى، حتى شرّفها الله - جلّ في علاه - بأن تَكُونَ ذاك الحِصْن الداخلي لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟إنّ أهمّ ما ميّز خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - قدرتها العجيبة على التركيز على المميزات دون العيوب والنقائص. ذلك أنها لمّا أخبرها النبي - صلى الله عليه وسلّم - أنه قد خشي على نفسه.. استدلّت في الحين بشمائله - صلّى الله عليه وسلّم - فقالت له بكل ثقة ويقين:
  • -  " كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".                
  • -  نِعمَ الزوجة تلك، التي لا ترى إلا الوجه المشرق في زوجها لدرجة أنّها لا تذكر عند الشّدة إلا مميزاته. لقد كانت – رضي الله عنها – امرأة بارعة في إدخال السرورعلى زوجها والتخفيف عنه، فكانت تمسح بيدها الحانية على قلبه في الوقت الذي لاقى فيه القسوة و الجحود من قومه.ليس هذا فحسب، بل لقد سلبت خديجة لُبّ قدوة الخلق وخير البرايا، وملكت عليه شغاف قلبه كما لم تفعل أيّما امرأة مع زوجها، حتى قاده حبّه لخديجة إلى أن يصدع به جهاراً بعد مماتها فيقول: " إنّي رُزقتُ حبّها ". وأنا أتساءل أختي المسلمة: لو أنّ زوجك مرّ بفترات عصيبة، أتُراه يلجأ إليكِ أوّلا؟ أواضعٌ هو كلّ ثقته فيكِ حتى يشرككِ في أهمّ القضايا التي تشغل باله؟ أم أنّك "مَتْنُ نصٍّ أنتِ حاشيته"؟ أم أنّك بالنسبة له محنة وشدة يفرّ منكِ إلى غيرِكِ ؟! هل تركزين على مميزاته أم عيوبه؟ نحن لسنا معصومين، لكنّ المهم الآن أن نبدأ بداية جيدة . . . إذن فلتكن قدوتك خديجة .. حتى تصفو لك-
وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.