مثال على أعراض حمى البحر المتوسط بين التشخيص الصحيح والخاطئ

مثال على أعراض حمى البحر المتوسط بين التشخيص الصحيح والخاطئ

  • مقدمة عن تعريف المرض :


  • هو مرض وراثي يصيب عادة الأشخاص ذوي الأصول البحر أوسطية ، متضمنة سلالات شمال أفريقيا، واليهود، والعرب، والأرمينيين، والأتراك، والإغريقيين، والإيطاليين، لكنه يمكن أن يؤثر على الأشخاص في أي مجموعة عرقية ، وهو مرض وراثي ذاتي الالتهاب يسبب ارتفاعاً متكررآ لدرجة الحرارة وانتفاخآ مؤلمآ للبطن والرئتين والمفاصل ..
  • أولاً : أعراض حمى البحر الأبيض المتوسط :


  • 1_ الأعراض البطنية : وهي أكثر الأعراض شيوعاً إذ يندر أن ينجو منها مريض خلال النوبات التي يتعرض لها عبر سنوات المرض الطويلة ، وتبدأ النوبة في مثل هذه الحال :
  • * ألم حاد في أي مكان من البطن ، ما يلبث أن ينتشر إلى أماكن أخرى قد تشمل البطن بأكمله . 
  • * يزداد الألم شدة ليصل خلال ساعات قليلة إلى درجة يصعب فيها احتماله . 
  • * يصحب الألم عادة ارتفاع في درجة حرارة الجسم قد تبلغ الأربعين درجة مئوية ، وقد تسبق هذه الحمي قشعريرة . 
  • * أغلب الأحيان يشكو المريض إضافة إلى ذلك من إنتفاخ وغثيان مصحوبا بالتقيؤ . 
  • * يبدو المريض عادة في حالة صحية سيئة تجعله يستغيث إذا كان قادراً على الاستغاثة . 
  • * ينتهي المطاف بزيارة الطبيب الذي لا يستطيع والحال هذه إلا النصح بإدخال المريض إلى المستشفى . 
  • إذا كانت هذه النوبة تحدث لأول مرة لا يسع أي طبيب يقوم بمعاينة المريض إلا الإعتقاد بأنها حالة جراحية مستعجلة ( كالتهاب الزائدة الدودية أو التهاب المرارة الحاد أو التهاب البنكرياس أو انفجار قرحة معوية أو ما شابه ذلك ) .
  •  2_ الأعراض الروماتزمية ( المفصلية ) : وهذه عادة تصيب الأطفال واليافعين، ويندر أن يصاب بها أحد بعد سن الخامسة والعشرين ، وفي مثل هذه الحال يشكو المصاب من :
  • * ألم وتورم في واحد أو أكثر المفاصل الكبرى في الأطراف ( كمفصل الركبة أو العقب أو الكوع أو الذراع ) ، 
  • * تكون مثل هذه النوبة عادة مصحوبة بحمى خفيفة أو عالية الأمر الذي يوحي للطبيب أنه بصدد حالة من حالات الحمى الروماتزمية ، ولكون مثل هذه النوبات تحدث في سن مبكرة ..
  • * قد ينصح الطبيب بإعطاء المريض حقن البنسلين شهرياً ، وقد ينصح باستئتصال اللوزتين نظراً لتكرر النوبات إلى أن تختفي تلقائياً بعد عدة سنوات ، ليعقبها بعد ذلك بفترة ( قد تمتد عدة وات أخرى ) الأعراض البطنية .
  •  3 _ الأعراض الصدرية : تحدث هذه نتيجة التهاب الغشاء البلوري المحيط بالرئتين ، حيث يشكو المريض من :
  • * آلام وخزية في أي مكان في الصدر أو أي مكان في الظهر أو الكتفين ، تزداد شدة في أثناء التنفس أو السعال أو حتى الحركة . 
  • * الفحص السريري وأشعة الصدر لا يظهران في أغلب الأحيان أي دليل مرضي باستثناء إرتفاع في درجة الحرارة مما يجعل الطبيب يميل إلى تشخيص الحالة على أنها التهاب فيروسي .
  • وجدير بالذكر أن الأنواع الثلاثة من الأعراض تظهر معأ عند بعض المرضى في أثناء كل نوبة أو قد يظهر منها نوعان دون الثالث ، أو قد تبدأ الأعراض بصورة معينة تختلف مع الزمن من نوبة إلى أخرى ومن صورة إلى أخرى . 
  • ثانياً : تشابه الأعراض وخطأ التشخيص :


  • إن الأعراض التي سبق وصفها تشبه أعراض عدة أمراض أخرى أشير إلى بعضها ، وهذا لا يسهل المرض عند حدوث النوبة الأولى ، وبما أن الأمراض التي يشتبه بها هي في العادة من النوع الجراحي المستعجل ( كالتهاب الزائدة الدودية أو المرارة أو انفجار في المعدة أو الأمعاء ) ، فإن حالة المريض تستدعي تصرفآ مستعجلآ...
  • قد ينتهي بالمريض إلى غرفة العمليات قبل وضوح التشخيص ، أما إذا خلت النوبة من الأعراض الجراحية فإن الأمراض المشابهة تدور عادة ما بين الحمى الروماتزمية ، أو الروماتزم المفصلي ، أو الالتهابات الرئوية بأنواعها .
  •  مع أن نتائج الفحوص السريرية والمخبرية عادة تكون سلبية ، إلا أن الكثير من المرضى يعالج کمالو كان يعاني من أحد هذه الأمراض . 
  • وصعوبة التشخيص هذه ناتجة عن :
  • أ_ الافتقار إلى فحص مخبري حمى البحر المتوسط ، كما هي الحال في كثير من الأمراض المعروفة . 
  • ب_ قصر فترة النوبة ، فإن المريض والطبيب يشعران بعدم الحاجة إلى مواصلة البحث عن السبب مادام قد تحسن وأصبح معافى . 
  • وبحدوث النوبة التالية تعاد الكرة دواليك إلى أن يشعر المريض وذووه باليأس والطبيب بالإحباط ، وخلال سنوات المرض ونوباته المتعاقبة تجري للمريض عشرات الفحوصات المخبرية والشعاعية ، تكون نتائجها دائما مخيبة للتوقعات ..
  • وتوصف له أنواع عديدة من العقاقير والأنظمة الغذائية والوصفات الطبية الشعبية وجميعها تكون بلا فائدة . وتنتهي دوامة اليأس والأمل هذه عادة بالصدفة إذا التقى مريض مريض آخر سبق أن عرف مرضه أو بطبيب له خبرة بهذا المرض .
  • ثالثاً : النتائج التي توصل إليها العلماء بالتشخيص :


  • إن فريقاً من الباحثين العرب توصل إلى استنباط وسيلة للتأكد من التشخيص تعتمد على :
  • _ استفزاز عناصر المرض عند المريض.
  • _ إحداث نوبة مرضية خفيفة لا تدوم ساعات قليلة . لقد أثبتت أبحاث هذا الفريق وباحثين آخرين في أماكن مختلفة إمكانية الإعتماد على من ۹۰ ٪ من نتيجة ممتازة في عالم الطب . 
  • وإنطلاقآ من نتائج هذه الأبحاث ، أصبح لدينا الآن أمل كبير أن نتوصل إلى إيجاد الفحص المخبري المنشود في وقت قريب ، وكذلك إلى معرفة أسباب هذا المرض إذا توفرت لأبحاثنا الإمكانيات المادية المناسبة .
  • رابعاً : العلاج بعقار قديم :


  • في حالة ظهور الأعراض المرضية فإن العلاج الآن ينحصر في اتجاهين : 
  • الأول _ معالجة الأعراض المؤلمة الحادة .
  • الثاني _ منع تكرار النوبات . 
  • ولقد ظل الأطباء طوال الثلاثين عاماً يعالجون هذا المرض بشتى أنواع العقاقير المتوفرة لهم بدءاً بالأسبرين ومشتقاته والمضادات الحيوية بأنواعها ومضادات الحساسية وإنتهاء بمركبات الكورتزون دون أي دليل على فعالية كل هذه الأدوية ، وبمحض الصدفة وجد أحد الأطباء الأمريكيين أن عقار قديمآ يستعمل في علاج مرض النقرس يمنع تكرار نوبات البحر المتوسط ، كان ذلك سنة 1972م ، ومنذ ذلك التاريخ أثبتت عشرات التجارب ومعالجة آلاف المرضى :
  • " أن هذا العقار المعروف باسم كولشيسين يحمي من حدوث النوبات المؤلمة وتكرارها في أكثر من 90 % من الحالات ، واتضح من خبرة السنوات الثلاث عشرة الماضية أن استعمال هذا الدواء بصفة دائمة في الأطفال والبالغين لا يقترن بأية مضاعفات أو آثار جانبية سيئة مادام المريض مواظب على مراجعة الطبيب المعالج بصورة منتظمة ". 
  • لقد ثارت بعض المخاوف في البداية حول ما إذا كان استعمال عقار كولشينسين يقلل من خصوبة الرجال أو نمو الأطفال لكن لم يظهر إلى الآن أي دليل علمي يثبت ذلك ، وتبددت هذه المخاوف بعد سنين من متابعة درجة خصوبة الرجال ومعدل نمو الأطفال المعالجين مقارنة بغيرهم من الأصحاء ، على أن ثمة تحفظ مازال قائماً حول إمكانية استعمال هذا الدواء في أثناء فترة الحمل فقط ..
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.