ماذا تعرف عن القيروان في تونس؟

ماذا تعرف عن القيروان في تونس؟

  • إذا حاولنا أن نستعرض دول « الصمود » في مواجهة الغزو الحضاري الغربي ، فلا بد أن تحتل تونس مقدمة هذه القائمة ...
  • ذلك أنه من الحقائق المدهشة في تونس ، أنه رغم ضغوط التغريب الشديدة التي تعرض لها ذلك الجزء من الوطن العربي ، فإنه ظل ثابتاً على تمسكه بالعديد من القيم الأصيلة ، التي تبدو شديدة الوضوح في العمارة التونسية .
  • * شخصية تونس الإسلامية :


  • لقد اكتسبت تونس شخصیتها الإسلامية منذ دخلها الإسلام على عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، ومنذ ذلك الحين تتابعت عليها عهود وعهود ، حتى عاشت حياة الفوضى التي بثها الأعراب في أواخر أيام الدولة الحفصية ، وأصبحت هدفاً لتوسعات الدولة العثمانية من ناحية ، والمملكة الأسبانية من جانب آخر ، ولم يتوقف هذا الصراع على تونس من جانب القوى الأجنبية التي نهبت البلاد ، بل أرادت القوى الأخرى أن تأخذ نصيبها وتجرب حظها في محاولة للقضاء على الطابع الإسلامي في تونس ، واحتلالها أو تسخيرها لهم على أقل تقدیر ، جاءت فرنسا لتأخذ نصيبها مستخدمة العنف تارة واللين تارة اخرى ، لكنها عادت إلى حيث جاءت حينها وجدت أن محاولاتها لم تجد شيئاً . 
  • * مدينة القيروان : 


  • كانت مدينة القيروان هي بداية انطلاقتنا ، باعتبارها أول مدينة إسلامية بالمغرب العربي ، أما الذي بناها فهو « عقبة بن نافع الفهري » ، الذي جاء إلى إفريقيا عام 760 م ، والقيروان لفظ فارسي دخيل في العربية وتعني :
  • « محط الجيش ومناخ القافلة وموضع اجتماع الناس في الحرب » ..
  • * سبب اختيار موقع القيروان :


  • ولعل اختيار موقعها البعيد عن الشاطيء ، يعود إلى أن البيزنطيين يومئذ كانوا يحتلون الشواطيء ، وفي أمد وجيز صارت القيروان قلعة حصينة کبری ، انطلقت منها جيوش الفاتحين إلى شمال إفريقية تنقل معها الإسلام ولغة العرب التي جاء بها كتاب الله . 
  • * حضارة القيروان :


  • لقد عاشت القيروان فترة مد حضاري كبير وواسع ، وبلغ أوج حضارتها وتطورها في القرن التاسع الميلادي ، حين حكم الأغالبة ، وكذا الحال في القرن العاشر حيث الفاطميين ..
  • * تخريب القيروان :


  • هذا الإشعاع الحضاري الذي بدأ بالقيروان لم يدم نوره ، فانطفأ فجأة عام 1557 م ، وهي السنة التي أرسل الفاطميون جحافل الهلاليين على إفريقية ، فخربوا القيروان انتقاماً من ولاتها ذوي النزعة الاستقلالية المتطرفة في نظرهم ، وفقدت هذه المدينة مكانتها وحضارتها ، لكنها استطاعت أن تعيد شيئاً من ماضيها الزاهر العريق . 
  • * عالم دیني وهندسة بناء :


  • إن زائر القيروان ، يعود به الفكر إلى الماضي الإسلامي ، وبقايا العصر الذهبي ، الذي عاشته المدينة في تلك الحقبة ، وهندسة البناء بالقيروان تبدو جلية واضحة تمتزج فيها الظلال بالأضواء ، وتتجلى في دقة انسجام الأحجام خاصة عند تقابل الألوان البيضاء بالشهباء .. 
  • * ثروة القيروان الذاخرة :


  • لعل ثروة القيروان الفنية تبدو من خلال ما تحتويه من آثار قديمة و عديدة ، وفي الجامع الأعظم الذي بناه عقبة بن نافع ، أول جامع إسلامي في الشمال الإفريقي ، لقد كان بناء هذا الجامع في عام 670 م . 
  • * وصف الجامع الأعظم :


  • أكثر ما يلفت نظر الزائر إلى هذا الجامع ، هيكله العام بروعة أبعاده المحصنة ، وهي أبعاد تعيد إلى أذهاننا تلك القمم الروحية والفنية في العالم ، ومنها جامع القيروان الذي تنبعث منه إيقاعات الأروقة ، وصحن الصلاة والمئذنة الشامخة الرائعة التي تعرف منها مواقيت الصلاة في كل المدينة ، حين يرتفع صوت المؤذن منادي .. الله أكبر .. لتنطلق بعد ذلك أصوات الجوامع الأخرى تنادي مصليها للصلاة أيضاً .. 
  • * وصف الساعة الحجرية وسط ساحة الجامع :


  • تتوسط ساحة جامع القيروان ، ساعة حجرية قديمة بنيت مع بناء الجامع ، والساعة عبارة عن قاعدة حجرية ثبت فوقها « قضيب » صغير يعرف به الوقت من خلال اتجاه ظل هذا القضيب ، كما توجد على سطح قاعدة الساعة الحجرية ، رسوم تدل على الجهات الأربع ، ومنها أيضاً يعرف الإتجاه إذا ما أراد إنسان أن يعرف وجهته ، و ولا يزال استعمال هذه الساعة قائماً رغم تعاقب السنين ، وظهور العديد من أصناف الساعات الحديثة التي زودت بها بيوت الله .
  • * وصف جامع الحجام :


  • ونتابع تجوالنا بالقيروان بين الفنون الإسلامية وبهاء رونقها كما أوجدها الفاتحون المسلمون ، خلال تاريخهم الطويل لنصل إلى جامع الحجام .. 
  • الذي دفن فيه الصحابي أبي زمعة البلوي ، أحد رفاق رسول الله الصلاة والسلام ، وأحد الذين شهدوا معه الحديبية ، ولقد أعيد بناء هذا الجامع في القرن 17 بشكل ظهر فيه الإبداع الإسلامي الهندسي ، وتناسق الألوان والنقوش ، ولمبنى الجامع ثلاثة أفنية ، يختلف كل منها عن الآخر ...
  • فالزائر يبدأ جولته بسقيفة جميلة محاطة برواق من الأعمدة المرمرية المغطاة بصفائح من الخزف ، تعد ثروة من أندر الثروات الفنية الإسلامية .
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.