مثال على آثار الهوى

مثال على آثار الهوى

  • سنتحدث في هذا المقال عن آثار الهوى في جوانب السلوك المختلفة.
  • - أثر الهوى في الذكاء :


  • التبلور هو الظاهرة الأساسية في الهوى. وهذا يعني  بالنسبة إلى الذكاء أن التصور الأولي فيه تحيط به تصورات فرعية وأفكار وصور وذكريات من كل نوع ، وكلها صناعية ومشوهة في قليل أو كثير. وبذلك يتضخم التصور الأولي ويتسع حتى تصبح فكرة ثابتة ، تدور حولها حياة الفكر كلها ، ولهذا كان صاحب الهوى تحت سيطرة فكرة واحدة تعشش في رأسه.
  • - أثره في العاطفة :


  • وللهوى أثر في العاطفة لا يقل عن أثره في الذكاء . إنه في أول وهلة ، يستثير الحساسية، ويصبح مصدرا ً لهيجانات لا توصف ، ولا يلبث بعدئذ أن يشع هذه الهيجانات وتلك الحساسية على الحياة النفسية كلها، فلا يرى الإنسان شيئا ً أو يسمعه أو يلمسه الخ.. إلا ويشعر بأنه مخضّب بهذه الحساسية المستثارة والهيجانات التي لا توصف. بيد أن الهوى يقضي على سائر العواطف ، أو يطغى عليها، فكل مالا يتصل بموضوعه لا يستثير أية خالجة من نفسه. إن صاحب الهوى لا يعرف أسرة أو واجبا ً أو شفقة. وهذا شأن الأهواء جميعا ً، سواء كانت سامية أم وضيعة.فالحب الأمومي حينما يصبح هوى يتحول إلى رغبة في الامتلاك والسيطرة الروحية .
  • - أثره في الفعالية :


  • وأثر الهوى في الفعالية خطير جدا ً أيضا ً. فهو من ناحية يزود صاحبه بطاقة على العمل ما كان له أن يمتلكها لولاه. ولكن ينبغي لنا من ناحية أخرى ألا نخلط بين هذه الطاقة والإرادة، فالإرادة هي سيطرة على الذات، ومقدرة على العمل المتريث المتوازن، في حين أن الهوى هو خلاف ذلك تماما ً. وقد شبه ( جانيه) صاحب الهوى بالمجنون أو المصاب بالهستريا، الذي يخضع للإيحاءات التي توحى إليه. إن الفكرة لا تكاد تأتيه من الخارج، حتى تبدأ بالنمو خارجة عن إرادته وعلى الرغم منه، فتجعله يقوم بأعمال غريبة عنه. إن صاحب الهوى لا يتصرف من نفسه ، بل إن هناك شيئا ً يتصرف به، تدفعه قدرة جبرية مسيطرة ، لا يمتلك شيئا ً لدفعها.
  • - أثره في الشخصية :


  • إذا كان الهوى ينتهي إلى انعدام التوازن فهذا يعني أنه ينتهي إلى اضطراب الشخصية، وجعلها تدور على محور مخالف لمحورها الأصلي. وبهذا الصدد يقول ريبو : إن صاحب الهوى الكبير رجل صادره هواه بكليته : إنه هواه.
  • وهذا يعني أن صاحب الهوى يظل خارج ذاته إنه لا يمتلك ذاته وهذا يصح على أن أصحاب الأهواء السامية كما يصح على أصحاب الأهواء الوضيعة. ولا شك أن هناك شبها ً بين الهوى والهيجان في هذه الناحية : إن الإنسان في كل منهما يفقد السيطرة على ذاته. ولكن فقد السيطرة على الذات يكون مؤقتا ً في الهيجان، في حين أنه أكثر دواماً في الهوى.
  • - وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
    لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
    ودمتم بكل خير.