- كان في بني إسرائيل شيخاً تقدم به تتابع الأيام ، وأحس بدنو الأجل ، وكان عبداً صالحاً لا تفتنه زخارف الحياة عن الثقة والرجاء في الله ، ولم يلهه التكاثر في المال والبنين ، بل كان لا يملك سوى بقرة يأتي بها الغيضة ، ثم يتوجه إلى بارئه بقلب خالص ، ونفس ثابتة ، فيقول : " اللهم إني استودعتكها لابني حتى يكبر " .
- ومازال الرجل يأمل ذلك الله حتى مات ، لكن ماذا حصل بابنه وبالبقرة ؟ هذا ماسنتعرف عليه في هذا المقال ..
-
- قتل رجل من بني إسرائيل في قصة بقرة بنو إسرائيل :
-
وبقيت البقرة للولد اليتيم الصالح ، واستمر اليتيم يرعى البقرة ، يحدوه شعاع من الأمل ورثه من الصالحات الباقيات لأبيه ، وقد كان من وجوه بني إسرائيل شيخ موسر مد الله في أسباب دنياه ، وبسط له نعمة الغنى ، ورزقه ابناً وحيداً تنحدر إليه بعد موت أبيه كل هذه الثروة الواسعة ، ولكن بني عمومته كرهوا أن يكون لديه مال وهم فقراء ، فتألبوا عليه فقتلوه ، ثم طالبوا قوماً آخرين بدمه . -
- تحكيم موسى في قصة بقرة بنو إسرائيل :
-
لم يجد القوم ملجأ أمامهم إلا باب موسى عليه السلام ، يتحاكمون إليه ، فسأل موسى ربه ، فأمرهم أن يذبحوا بقرة ، ويضربوه بلسانها فيحيا ، فيخبر بقاتله ، فقال لهم موسى :( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ ) - فضلت أحلامهم ، وظنوا أن موسى يهزأ بهم ، ويسفه أحلامهم ، فراجعوه وقالوا :( أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ )
- فقال لهم موسى :( أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )[ البقرة : 67 ] .
- ولو أنهم ذبحوا أي بقرة من يوم أن أمرهم رسولهم لكانت كافية ، ولكنهم تمادوا في إلحافهم ، فشدد الله عليهم ، وجعل البقرة مسومة بعلامات خفي عليهم أمرها ، فتاهوا في بيداء اللجاج .
-
- ضلال بنو إسرائيل في قصة بقرة بنو إسرائيل :
-
سألوا بنو إسرائيل موسى ضالين : ماهذه البقرة ؟ أكما عهدنا هذا الجنس من الحيوان ، أم هي خلق آخر تفرد بمزية ، واختص بإعجاز ؟ - ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ۚ )
- فقال لهم موسى :( إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ) [ البقرة : 68 ] .
- فأوضح الله سبيلهم ، وبين أنها بقرة لا مسنة ولا فتية ، بل هي وسط بين ذلك ، فليفعلوا مايؤمرون .
- لكنهم أصروا على الضلال وقالوا :( ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ )
- فقال لهم موسى :( إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ)[ البقرة : 69 ] .
- إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ، فازدادت حيرتهم ، وضلت عقولهم ، وكأنهم لم يعوا شيئاً ، فكرروا سؤالهم الأول معتذرين بأن البقر تشابه عليهم ، وهم يرجون بمشيئة الله الهدى والرشاد : ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ )
- فأجابهم موسى :( إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا ۚ )
- إنها بقرة غير معدة لسقي ولا لحرث ، سلمت من العيوب ، فقالوا لموسى :( الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ )
- فاهتدوا إليها بعد لأي عند ذلك اليتيم الذي بارك الله في بقرته ، فاشتروها منه بمال واقر ، اشتروها بملئ جلدها ذهباً .
-
- ذبح البقرة في قصة بقرة بنو إسرائيل :
-
ذبحوا البقرة بعد حيرة طويلة ، وتردد كثير ، وضربوا بلسانها الميت ، فاستيقظ الميت وأشار على قاتله ثم عاد ومات . - ( فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) [ البقرة : 73 ] .
- هذه كانت قصة بقرة بني إسرائيل ، كما جاء تفسيرها في القرآن الكريم ، في سورة البقرة ، وبالرغم من الآيات البينات التي ظهرت لبني إسرائيل ، لم يهتدوا بل ظللوا في تيههم يعمهون .
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب