- - مع التطور التقني السريع الذي شهده العالم خلال السنوات القليلة الماضية، ونتيجة لتطور أنظمة وشبكات الاتصال الرقمي، شهدت الثقافة الإنسانية تبدلات كبيرة. وطالما أننا نعيش العصر الرقمي- حسب الكاتب محمد سناجلة - حيث الزمن يساوي السرعة وتلتغي المسافة متحررين من بُعد المكان، فإن الأدب الجديد والرواية الجديدة هما أدب ورواية الواقعية الرقمية.
- - وثورة الإنترنت تعد واحدة من تلك الثورات الاتصالية الكبرى التي حملت الإنسان من واقعه الاجتماعي الحقيقي الذي كان يحيط به لترمي به في غياهب عالم افتراضي رقمي أو ما سمِّي بـ "الواقع الخلبي" أي "الخيالي".
- - والإنترنت خطوة كبيرة لتعميم مجتمع المعلومات فهي تسهم في سرعة الوصول إلى المعلومات وسرعة انتشارها وتعميمها وتوظيفها أيضاً
- - كما أنها الآن إحدى الوسائل الهامة الدافعة لعملية العولمة (د. ماجد شدود – العولمة منهجياً ونظرياً وتطبيقياً).
- - وفي تصريح لـ "توماس فريدمان" ذكر أن العولمة تتيح لكل منا أن يطوف العالم بسرعة ويبعد بعمق وبتكلفة أرخص من ذي قبل وكما يستفيد الكبار من هذه الحالة يمكن للصغار أو الدول النامية أن يصبحوا أكثر قوة إذا أحسنوا استخدام تقنيات هذه المرحلة خصوصاً "الإنترنت".
أولاً: بداية الإنترنت:
- - بدأ الإنترنت كمشروع قامت به مؤسسة ARPA للأبحاث المتقدمة لصالح الحكومة الأمريكية في عام 1969م، وسميت في ذلك الوقت باسم (شبكة ARPA)، وكان الغرض الرئيسي في ذلك الوقت هو بناء شبكة تستمر في العمل في كل الأحوال إذا ما تم تدمير جزء كبير منها مثل حالة الحرب أو حدوث ضربة نووية.
- - وهي عبارة عن مجموعة من الشبكات المتصلة، ويقدر عددها بحوالي مليون شبكة حاسب إلكتروني.
- - وقد أصبحت الإنترنت شبكة عامة مستقلة بذاتها يستطيع الملايين الدخول إليها من جميع أنحاء العالم.
ثانياً: ماهية الإنترنت:
- - هي وسيلة جماهيرية، ذات صبغة مميزة، إذ تمتلك خصائص الوسائط المتعددة
- - وهي بعيدة كل البعد عن أن تكون محوراً مركزياً تتفرع عنه شعب متشعبة، أقرب ما تكون إلى شبكة العنكبوت، حيث تضم طرق عديدة للانتقال من النقطة (أ) إلى النقطة (ب).
- - فهي تعتمد على فكرة إنشاء طريق عالمي للشبكات التي تقتسم البيانات التي تصلح لجميع الشبكات من أي نوع أو حجم، والتي تنقل كافة أنواع البيانات عبر أي نوع من الآلات.
- - وهذا الطريق العالمي للشبكات متاح للجميع ودون مقابل وبلا قيود أو حدود.
ثالثاً: آلية عمل الإنترنت:
- - تتميز الإنترنت كشبكة عامة باستخدام مجموعة من بروتوكولات الاتصالات تسمى (TCP/IP) "بروتوكول التحكم في النقل، بروتوكول الإنترنت
- - ويعتبر البريد الإلكتروني (E-Mail) أكثر التطبيقات استخداماً على الإنترنت حيث أصبح بديلاً للمراسلات البريدية العادية.
- - وأكثر أجزاء الإنترنت استخداماً هو شبكة الويب العالمية، والتي غالباً يتم اختصارها إلى (WWW)، وهي تعتمد على خاصية النص المترابط وهي طريقة لربط البيانات بعضها ببعض
- - ففي معظم مواقع الويب كلمات معينة يكون لونها مختلفاً وغالباً ما يكون تحتها خط وعندما تضغط على كلمة منها تنتقل إلى صفحة أو موقع آخر يتناسب مع الكلمة التي اخترتها.
رابعاً: خصائص وتأثير الإنترنت:
- - إن دراسة خطاب الإنترنت لا يمكن أن يتم من دون مرجعية تربط محتويات هذه المواقع بالقيم. فكما يقول د. عبد الرحمن عزي: "إن التأثير يكون إيجابياً إن كانت المحتويات وثيقة الصلة بالقيم، وكلما كانت الوثائق أشد كان التأثير إيجابياً. وبالمقابل، يكون التأثير سلبياً إذا كانت المحتويات لا تتقيد بأي قيمة أو تتناقض مع القيمة، وكلما كان الابتعاد عن القيمة أكبر كان التأثير السلبي أكثر"
- - وحين نتحدث عن تأثير الإنترنت لا بد من مراعاة وجهات النظر حول منهجية دراسات التأثير لوسائل الاتصال – بشكل عام- التي يمكن أن نجد لها حضورها لدى "إليزابيت نويل – نيومان" التي تقترح لاكتشاف تأثير وسائل الاتصال استخدام ائتلاف لمجموعة من طرائق البحث تتمثل بالاختبارات الميدانية والمسوح السكانية، ومسوح للمتصل، وتحليل المضمون
- - وهذا الائتلاف بين هذه الطرق يمدنا بطريقة منهجية متكاملة بمجموعة من النتائج، يكمل بعضها البعض الآخر.
ما الذي يجعل الويب شبكة معلومات فريدة من نوعها ؟
- - مما يميز عصر المعلومات هذا هو تعود الناس على استقاء المعلومات من الصحف، والمجلات، والكتب، والإذاعة، والتلفزيون . والملفت للنظر في هذا المجال هو أن الناس لا يدركون أن المعلومات التي تزودنا بها تلك المصادر تخضع للغربلة. وعليه، فهنالك حجم كبير من المعلومات التي يتم استبعادها لأنها لا تتماشى مع السياسة التي يتبعها الناشر أو المكتبات أو محلات بيع الكتب أو الحكومات.
- - إن نظام الغربلة أو الرقابة الذي تخضع له المعلومات التي نسترجعها من المصادر التقليدية لا وجود له في الإنترنت.
- - وفي واقع الأمر، فمهمة غربلة المعلومات التي نستقيها من الانترنت موكلة إلينا، وهو ما يستوجب من المستخدم وضع معايير تساعد على تقييم المعلومات كشأن مختصي المعلومات.
- وأخيرا: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
- لاتنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
- ودمتم بكل خير .
- لاتنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
- ودمتم بكل خير .